طفلة نازحة: كنا مستمتعين جدا بقصص العم الحكواتي

  • القاص حسين برتاوي يقوم خلال شهر رمضان بجولة في مخيمات النازحين في إدلب
  • يهدف برتاوي من هذه الجولة إلى نشر البهجة على الوجوه البريئة

يجلس الراوي بملابسه التقليدية القديمة وقبعته الحمراء في مخيم إدلب، متكئًا على عصاه، ليروي حكاياته الممتعة للأطفال الذين يدورون حوله، وقلوبهم مربوطة بكلماته.

عندما تخرج من فمه “كان ياما كان”، يطلق الأطفال العنان لخيالهم لعالم أسعد، بعيدًا عن أجواء الحرب وطنين الرصاص ومشاهد القتل والدمار في سوريا.

لمشاهدة القصة بالفيديو:

القاص حسين برتاوي، خلال شهر رمضان ، يجول في مخيمات النازحين في إدلب، ليلتقي بالأطفال ويخبرهم قصصا مسلية ومفيدة.

حكواتي رمضان.. حدث يرسم البسمة على وجوه أطفال المخيمات بإدلب السورية

يهدف برتاوي من هذه الجولة، إلى نشر البهجة على الوجوه البريئة، وإعطائهم الحكمة والوعظ، وترسيخ القيم الإنسانية فيهم ، وذلك ضمن مبادرة أطلقتها ” منظمة غراس النهضة الإنسانية في مخيمات النزوح بإدلب”.

وفي حديث خاص لـ “أخبار الآن”، قال القاص حسين برتاوي “أنا أجسد شخصية الحكواتي لنشاط بدأنا فيه منذ العام الماضي كنا نستهدف فئة الأيتام وكنا ننتقي القصص التي تناسب الأطفال الأيتام كونهم فاقدين الأم أو الأب وهذا لعام غيرنا إلى المخيمات و أصبحنا نستهدف الأطفال المتواجدين في المخيمات من سن 8 إلى 10 سنوات أو 13 عام”.

ويضيف “معظم الأطفال ولدوا داخل المخيم ولم يتعلموا شيئا عن حياتها، وحاولنا إظهار الشخصية(الحكواتي)، وهي الشخصية من التراث الشامي، حيث كان معظم الناس يأتوا إلى الحكواتي للاستمتاع بالحكايا و أخذ العبر منها والفائدة”.

القاص حسين برتاوي، خلال شهر رمضان ، يقوم بجولة في مخيمات النازحين في إدلب، يلتقي خلالها بالأطفال ويخبرهم قصصا مسلية ومفيدة.(أخبار الآن)

القاص حسين برتاوي، خلال شهر رمضان ، يقوم بجولة في مخيمات النازحين في إدلب، يلتقي خلالها بالأطفال ويخبرهم قصصا مسلية ومفيدة.(أخبار الآن)

وحول تفاعل الأطفال، قال برتاوي “كان تفاعلهم جدا رائع معنا حاولنا الدخول إلى قلوبهم ورسم الفرح و البسمة على وجوه الأطفال بقصص لطيفة لهم وهذا العام استهدفناهم بجزء تعليمي تقريبا”.

وأعطى (الحكواتي) حسين برتاوي مثالا على من المواضيع التي يتناولها، “اليوم وضحنا لهم الفصول الأربعة كيف يتم تشكيلها وكيف يكون ترتيبها وكيف يصبح الليل و النهار وعملية دوران الأرض بشكل مبسط يدخل إلى عقل الطفل و يكون مستمتع معنا”.

تقول الطفلة سهيلة النعمان نازحة من ريف إدلب تعيش في مخيم الداهوك المحاذي للحدود السورية التركية،  “اليوم كان الحكواتي في زيارة لنا وتحدث إلينا عن الفصول الأربعة وكان هناك فائدة كبيرة لنا وكنا مستمتعين جدا بقصص العم الحكواتي وتعلمنا كيف يأتي الخريف وكيف تدور الأرض وكيف ينتهي الشتاء”.

خيمة يلتقي فيها القاص حسين برتاوي، خلال شهر رمضان ، بالأطفال داخل مخيمات النازحين في إدلب، لكي يخبرهم قصصا مسلية ومفيدة.(أخبار الآن)

خيمة يلتقي فيها القاص حسين برتاوي، خلال شهر رمضان ، بالأطفال داخل مخيمات النازحين في إدلب، لكي يخبرهم قصصا مسلية ومفيدة.(أخبار الآن)

الطفل أنور عيد السعيد نازح من ريف إدلب في مخيم الداهوك الحدودي، يقول إن “حكاية اليوم عن فصل الشتاء والربيع ومتى تخرج الأزهار و متى تمطر السماء واليوم حكايتنا كانت جدا جميلة وأنا كنت جدا سعيد”.

لم يعرف أطفال المخيمات من حياتهم إلا أصوات المدافع وقصف الطائرات ومرارة حياة النزوح، وحتى تكون المبادرات الترفيهية في رمضان فضاء أمل في حياتهم تعيد لهم بعض الضحك الذي سلبه منهم الحرب.