خبير في الجماعات الإرهابية: تنظيم القاعدة يعيش حالة من الضعف

  • يعد الاختطاف أحد أساليب تنظيم القاعدة الذي مارسه منذ منتصف التسعينات بهدف جني الأموال
  • أشار الخبير في الجماعات الإسلامية إلى أن أغلب عمليات الاختطاف في اليمن انتهت بفدية

 

مجدّداً، عاد تنظيم القاعدة إلى واجهة المشهد الأمني في اليمن، فخلال الأيام القليلة الماضية، برز نشاطه في محافظة حضرموت في عملية اختطاف لأربعة من موظفي أطباء بلا حدود بحضرموت، في خطوة جريئة وغير متوقعة في وقت يعيش التنظيم أسوأ أوقاته بعد كل تلك الخسائر.

‏ويعد الاختطاف أحد أساليب تنظيم القاعدة الذي مارسه منذ منتصف التسعينات بهدف جني الأموال.

وبحسب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي، فإن تنظيم القاعدة استهدف في عمليات الاختطاف خلال العقدين الماضيين أجانب من جنسيات مختلفة، من الدنمارك وألمانيا وفرنسا ومن الجنسين ذكور وإناث، وفي الغالب كانت تنتهي عمليات الاختطاف بفدية.

وأشار الخبير في الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي في تصريحه لـ أخبار الآن إلى أن أغلب عمليات الاختطاف التي نفذها تنظيم القاعدة في اليمن انتهت بفدية، بعد أن تقوم شخصيات قبلية بلعب دور الوساطة لدى التنظيم والجهة المعنية حيث يتم تسليم الأموال والإفراج عن المخطوفين.

البحث عن التمويل

في خضمّ الصراع العسكري المحتدم في اليمني بعد انقلاب مليشيات الحوثي على الرئيس الشرعي والحكومة الشرعية اليمنية،لم تتوقف عمليات الاستهداف الجوية لقيادات تنظيم القاعدة في اليمن بل ارتفعت وتيرة الضربات الجوية من حيث الكم والكيف، وتم استهداف أغلب قيادات الصف الأول من التنظيم، كما أن العمليات العسكرية للتحالف العربي والحكومة اليمنية قلصت من جغرافية التنظيم واستهدفت كل مصادر التمويل التي كان يجني من خلالها الأموال بعمليات عسكرية في حضرموت وشبوة وأبين.

وجاءت عملية خطف الأجانب لتؤكد أن التنظيم ‏يعود إلى أسلوبه القديم على الأرض بهدف البحث عن أموال لتمويل حركته بعد الضعف.

ونوه سعيد الجمحي في حديثه إلى أن الطريق الأسهل للحصول على أموال بالنسبة لتنظيم القاعدة هي عمليات الاختطاف.

وقال الجمحي إن تنظيم القاعدة يعيش حالة من الضعف، لافتاً إلى أن عملية الاختطاف التي تتم للأجانب من غير المسلمين غالبا يكون الغرض منها المال، وأضاف أن عودة التنظيم للخطف لا يؤكد بأنه في أحسن أحواله بقدر ما يؤكد أنه يعاني ويبحث عن مصادر أموال، فهو بحاجة إلى المال من أجل تمويل السلاح أو غير ذلك حتى يقوم بعمليات.

التعاون بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي ‏هل تثبته عملية الاختطاف

التعاون بين الحوثيين والقاعدة صار له شواهد من الواقع ويمكن أن تتكرر ونرى تعاون بينهما مستقبلا أيضا، فهناك مصالح تجمع الطرفين وكلا الطرفين لديهما النفعية شرط متبع ما بين اثنين مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلاف بالمنهاج والفكر.

يرى الخبير أن الحصول على الإثبات المادي في تعاون تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي صعب، مشيراً إلى أن القاعدة ليست بذاك الغباء ولا الحوثيين كذلك حتى يكون عليهم مستمك يبثت عملية تعاونهم وأعمالهم المشتركة، وتابع أن كل ما يقومان به يكون بشكل دقيق حتى لا يتم كشف أي مستمسك عليهم، بيد أنه يمكن استنتاجه من خلال ممارسات.

وأكد سعيد الجمحي أن تنظيم القاعدة بات محاصراً ولا يمتلك القدرة على العمل الاستخباراتي والتسلل إلى بعض المناطق لكن الحوثي لديه إمكانيات للعمل الاستخباراتي و يستطيع أن يوفر معلومات لتنظيم القاعدة وعملية الاختطاف تؤكد بأن الحوثيين قد مرروا معلومات إلى القاعدة ليقوموا بعملية الاختطاف.

وعقب عمليات الاختطاف المنصرمة هدد بيان مذيل باسم” أنصار الشريعة في وداي حضرموت ” ووزع في بعض مناطق الوداي من أسماهم “الفاسدين وتجار المخدرات في محافظة حضرموت” بتطبيق “حكم الله وقطع أيديهم”.

وقال البيان: “بعد أن قمنا بمحاربة المشعوذين والسحرة فإننا نتوعد جميع متعاطيني المخدرات، والسارقين بولاية حضرموت، والذين يقومون بنهب وسرقة أملاك الناس والتنكيل بحياتهم وأعمال الفواحش”.

وتوعد البيان انه سيقوم بتطبيق فيهم “حكم الله” وهو “القتل والصلب وتقطيع أيديهم وأرجلهم”.

وحول البيان قال الخبير سعيد الجمحي إن البيان ركيك هزيل، وليس بمستوى بيانات ومنشورات أنصار الشريعة السابقة، مشيرا إلى ان هناك غموض حول مصدر ذلك البيان الذي وزع.

وأشار الجمحي إلى أن هناك مجاميع متطرفة شاردة تحاول تقمص دور القاعدة والعمل تحت مسمى أنصار الشريعة، لخلق حاله من الرعب والتخويف للأطراف المستهدفة، ووصف البيان بـ “هزيل المعنى والمبنى”.

وأردف: “أنا اؤكد ما قلته سابقا بأن هناك من يريد أن يلعب دور القاعدة، طبعا جماعات متطرفة لكن يبدو لي أنهم ليسوا من تنظيم القاعدة”.

وبحسب فكر وأجندة تنظيم القاعدة فان التنظيم يسلط جهده صوب مهاجمة العدو القريب الذين يعملون في القوى الأمنية أو من يتعاونون معهم، أو الذين يعملون أو يتعاونون مع العدو البعيد ويقصد الأمريكان ومن يعمل معهم، وتابع: “القاعدة ‏لم تستهدف الذين يرتكبون الفواحش أو يشربون المخدرات، بالتالي ‏هؤلاء ليسوا القاعدة ولكن هؤلاء من الذين يتقمصوا دور القاعدة”.