بوتين لن يأبه للعقوبات الغربية بخصوص أزمة أوكرانيا

  • بوتين يستفز الغرب بتصرفاته العدوانية
  • بوتين يستخدم سيناريو متطرف في أوكرانيا
  • الغرب مازال يرجح الخيار الدبلوماسي مع بوتين

تستمر ردود الأفعال الدولية على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأعلن فيه اعترافه باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا.

ويرى محللون أن بوتين كان متوتراً وغاضباً أثناء الخطاب الذي ألقاه الاثنين.

في مقابلة مع أخبار الآن يقول المحلل السياسي يوجين تشوسوفسكي إن ما يشغل بال الجميع الآن هو الخطوة المقبلة للرئيس بوتين.

يؤكد تشوسوفسكي أن ما فعله بوتين يوم الاثنين (الاعتراف باتفصل إقليمي دونيتسك ولوهانسك) وضع الأساس السياسي للتحرك عسكرياً أكثر في أوكرانيا، إذا ما أراد ذلك، لذا فإن الاعتراف باستقلال إقليمي دونيتسك ولوهانسك مهد الطريق للانتشار العسكري الروسي هناك.

محلل سياسي: إجراءات بوتين عدوانية للغاية ويمكن أن تنطوي على عمل عسكري

يضيف المحلل السياسي أن السؤال الآن هو ما إذا كان بوتين سيذهب أبعد من ذلك، وهذا ما تستعد له أوكرانيا والغرب.

وحول ما إذا كان هناك شيء يمكن أن تفعله أوروبا لتفادي تكرار ما حدث في شبه جزيرة القرم قال تشوسوفسكي إن الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة يعدّان حالياً حزم عقوبات يجب الإعلان عنها في أي لحظة الآن، كرادع لمزيد من العمل العسكري من قبل روسيا في أوكرانيا.

في الوقت ذاته يؤكد تشوسوفسكي أنه من غير الواضح وربما من غير المرجح أن يكون ذلك كافياً لمنع بوتين من اتخاذ هذه الخطوة، مشيراً إلى أنه في هذه المرحلة لا تزال المساحة الدبلوماسية مفتوحة لكن الجميع يتجهون بسرعة كبيرة نحو الخيار العسكري.

ما مصير غرب أوكرانيا.. هل يمكن أن يتحرك بوتين باتجاهه مستقبلا؟

يقول تشوسوفسكي إن بوتين يواجه الكثير من القيود في الانتقال إلى غرب أوكرانيا وحتى إلى العاصمة كييف، لأنه من الناحية السياسية لا يوجد دعم يذكر للعمل العسكري الروسي أو لا يوجد دعم على الإطلاق، على عكس المناطق الحدودية مثل شبه جزيرة القرم أو في شرق أوكرانيا.

يضيف المحلل السياسي أنه بوتين ربما أجرى حساباته بالفعل، وهي أن التكاليف التي قد تأتي مع العقوبات من الغرب وكذلك المقاومة العسكرية من أوكرانيا ستكون باهظة ولذلك قد لا تستحق كل هذا العناء من وجهة نظر بوتين.

يؤكد تشوسوفسكي أن السيناريو الذي يخطط له بوتين لا يزال متطرفاً ولكن ربما غير محتمل أن يذهب إلى غرب أوكرانيا.

محلل سياسي: إجراءات بوتين عدوانية للغاية ويمكن أن تنطوي على عمل عسكري

 

وفيما إذا كانت العقوبات الغربية يمكن أن تردع موسكو هذه المرة أم أنها لن تؤثر على القرار الروسي، يعتقد المحلل السياسي الأمريكي أن بوتين أشار إلى أنه لن يتأثر بالعقوبات الغربية أو تردعه، حتى أنه أدلى بالتعليق بأنه بغض النظر عما تفعله روسيا، فإن العقوبات ستظل قائمة، لذا فالعقوبات من وجهة نظر تشوسوفسكي ليست رادعاً قوياً للغاية.

في حالة العقوبات الشديدة مثل الانقطاع عن نظام سو،يفت Swift على سبيل المثال أو حتى مراقبة الصادرات مثل المنتجات التكنولوجية، والتي يمكن أن يعلن عنها بايدن قريباً، فإن هذا الأمر قد يفرض على بوتين مزيداً من التأني لأن عقوبات كهذه سيكون لها تأثير كبير حقاً على الاقتصاد الروسين ولكن حتى الآن فإن بوتين مستعد بشكل أساسي للعقوبات.

هل هناك تشابه بين ما يحدث الآن وما حدث في جورجيا عام 2008؟

يجيب المحلل السياسي يوجين تشوسوفسكي عن هذا السؤال بالقول إن هناك أوجه تشابه بالتأكيد، مضيفاً أن لدى روسيا نمطاً أظهرته بالعودة إلى جورجيا في عام 2008 ، وكذلك شبه جزيرة القرم في عام 2014 وشرق أوكرانيا ، وهو أنها عادة ما تكون على استعداد لاستخدام العمل العسكري في مناطق تكون فيها المقاومة معدومة تقريباً.

على سبيل المثال في جورجيا كانت الخيارات العسكرية في جورجيا للمقاومة محدودة للغاية.

بوتين يحاول تحقيق الضرورات الجيوسياسية لروسيا واستخدام التحركات العسكرية من أجل ذلك

يوجين تشوسوفسكي

لكن السؤال الآن هل تم كسر هذا النموذج من قبل بوتين.. الجواب ببساطة إذا رأينا بوتين يتخطى إقليمي دونيتسك ولوهانسك، فهذا سيظهر أنه دخل بشكل أساسي إلى منطقة جديدة تتجاوز ما رأيناه في جورجيا وشبه جزيرة القرم 2014.

يشير تشوسوفسكي إلى أن بوتين يحاول تحقيق الضرورات الجيوسياسية لروسيا واستخدام التحركات العسكرية من أجل ذلك.

يؤكد تشوسوفسكي أن تصرفات بوتين الحالية عدوانية للغاية، ويمكن أن تنطوي على عمل عسكري في أي لحظة.

يؤكد المحلل السياسي أن هدف بوتين النهائي ليس غزو كل أوروبا أو حتى أوكرانيا كلها، لكنه أوضح أن روسيا تشعر أن أوكرانيا تشكل تهديداً لأمنها وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في هذه المرحلة.