الظواهري يظهر من جديد في الحلقة الثانية من سلسلة ”صفقة القرن“

استغرقت السحاب الذراع الإعلامية للقاعدة المركزية سنة وأربعة أشهر لنشر الحلقة الثانية من سلسلة ”صفقة القرن“. الحلقة الأولى كانت في سبتمبر ٢٠٢٠. ونذكر وقتها كم كانت خيبة أمل أنصار القاعدة وهم ينتظرون شيئاً من زعيم التنظيم في ذكرى سبتمبر وحتى وقتها، كان الظواهري يشير إلى أحداث يعود أحدثها إلى يوليو ٢٠١٩ وهو وثائقي الجزيرة الذي خصص له الظواهري الجزء الأكبر من هذه الحلقة الثانية.

التسجيل ليس جديدا لأن الظواهري لم يشر  فيه إلى أحداث جرت مؤخرا وفي هذا التسجيل أيضا، وضع زعيم القاعدة الجميع في خانة ”الأعداء.“ فلا صديق للجهاديين ولا حتى السودان وباكستان اللتان آوتا الجهاديين في عهد بن لادن. وبالنسبة إلى انتقاده قناة الجزيرة ودولة قطر فقد اعتبر زعيم القاعدة أن الاثنتين ”تتبعان سياسة إعلامية مخادعة ملخصها: “المجاهدون خونة .. والإسرائيليون أصدقاء.“ وهذا مثير للاهتمام.

بعد سنة و4 أشهر الظواهري يصدر الحلقة الثانية من سلسلة "صفقة القرن"

فمن ناحية عمق العلاقة بين الجزيرة والقاعدة معروفة، وكما أشارت الصحفية المتخصصة هدى الصالح في تغريدة لها، فإن وثائق أبوت أباد تبرز جوانب هذه العلاقة، فكيف يتسق انتقاد الظواهري لقطر وهذا التوصيف مع حقيقة أن قطر رعت طالبان ولا تزال؟ صحيح أن التسجيل غير حديث، لكن وجب الالتفات إلى توقيت بثه، فهل هو تلميح آخر بانتقاد طالبان على نحو تلميحات الظواهري أو القاعدة أو السحاب، أي شخص أو جهة تدير السحاب والقاعدة؟

هل هو تلميح بانتقاد طالبان بسبب مطالبتها الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة؟ ويجدر الإشارة هنا إلى مرئية ”نصيحة الأمة الموحدة بحقيقة الأمم المتحدة“ للظواهري المبثوثة في نوفمبر ٢٠٢١.

تتسع  الهوة كل يوم بين القاعدة المركزية وأنصارها الاختلاف والتناقض يكمن في مسائل تقع في صلب السياسة الشرعية أو الفكر الجهادي. وإعلام القاعدة لا يساعد ولم يعد يجدي نفعاً بضخ مرئيات مرتجعة لا تسمن ولا تغني من جوع.