كان صيف العام 1991 في كرواتيا حارّاً ومسعوراً ودامياً… فقد كانت الطرقات مقطوعة، وكانت الدبابات تنتشر في كلّ أرجاء البلاد، وكان الصرب والكرواتيون يحاولون قتل بعضهم البعض كما لو كانوا في سباق محموم.

في بلدة غلينا مثلاً أوقفنا، زميلي وأنا، شابٌ صربي كان يرتدي قميصاً قطنياً ملطّخاً بالدماء، وفي يده مسدس، سألنا على نحو عدواني: “ماذا تفعلان هنا بحق السماء”؟ ففسرنا له ببعضٍ من الخوف أنّنا صحفيان وأنّنا نبحث عن قصة لإعداد تقرير صحافي، فأومأ برأسه مجيباً: “حسناً، لا بأس، لكن توخّيا الحذر فذلك ما حلّ بالشاب الأخير الذي التقيت به”، مشيراً بإصبعه إلى قميصه القطني الملطّخ بالدماء. وأردف: “نعم، تلك الدماء ليست قديمة”، ومن ثمّ تركنا نذهب في سبيلنا.

بداعي الفرار من الجنون الدائر في كرواتيا، قرّرنا أن نأخذ استراحة قليلة في البوسنة المجاورة التي تقع على بعد ساعة واحدة في السيارة. هنا في بلدة بيهاتش التي تسكنها غالبية بوسنية مسلمة، كان السلام يعمّ في كلّ مكان. فلم يكن هناك من دبابات ولا أيّ بنادق، ولا إطلاق نار ولا أيّ شباب يرتدون قمصاناً قطنية ملطّخة بالدماء.

اليوم وبعد مرور الزمن وانقضاء 30 عاماً، يتجدّد الحديث عن إمكانية اندلاع حرب في البوسنة… ومجدّداً يصعب على أيّ كان أن يصدّق ذلك

على ضفتي نهر أونا الجميل، الذي ينساب بهودء وسط البلدة، كان السكان يستمتعون بنهارهم ويقيمون حفلات شواء اللحوم… سألنا بعض السكان ما إذا يخشون أن تنتقل الحرب المستعرة في كرواتيا المجاورة إلى البوسنة، لم يجبنا أحد في اتجاه وجود خشية من ذلك، وقال لنا أحد الرجال: “ذلك مستحيل، فهنا المسلمون والكرواتيون والصرب يعيشون بسلام إلى جانب بعضهم البعض وكلنا جيران”.

أما رجل آخر فأردف قائلاً “سيبقى الجنون المستعر في كرواتيا هناك. هنا تتعايش كلّ المجموعات الإثنية سواء كانت الصربية أو الكرواتية أو البوشناق. نحن أخوة بكلّ ما للكلمة من معنى. لذلك يستحيل أن تندلع الحرب هنا”.

لسوء الحظ، لم تكن الحرب مستحيلة. فبعد أقل من سنة، وتحديداً في ابريل العام 1992، اندلعت شرارة الحرب في البوسنة ووقعت أضرار كبيرة في بلدة بيهاتش، وبالتالي كانت الكلمات المتفائلة التي جاءت على لسان سكّان بيهاتش عندما كانوا يقيمون حفلات شواء اللحوم بالقرب من النهر، مجرّد آمال، وكانت بعيدة عن كلّ التوقعات.

اليوم وبعد مرور الزمن وانقضاء  30 عاماً، يتجدّد الحديث عن إمكانية اندلاع حرب في البوسنة، ومجدّداً يصعب على أيّ كان أن يصدّق ذلك.

فما جاء على لسان إمرأة بوسنية مسلمة من سراييفو دليل على ما سبق، إذ قالت: “ذلك أمر مستحيل، فالجميع منشغل بأزمة الكورونا وقلق من تردّي الأوضاع الإقتصادية، ولا يأبه إلّا بتخطي تلك الأزمة والبقاء على قيد الحياة. لا يملك الناس الوقت لشنّ الحرب”.

لكن شئنا أم أبينا، تجدّد الحديث عن الحرب منذ أن هدّد الزعيم الصربي البوسني ميلوراد دوديك العام 2021، بإعلان الإستقلال الذاتي الكامل للجمهورية الصربية (صربيسكا) التي يتزعّمها، وهي القسم الصربي من جمهورية البوسنة.

وفي حال أعلن دوديك الإستقلال الذاتي الكامل للقسم الصربي من البوسنة، فسيترتب على ذلك عواقب وخيمة. على سبيل المثال، لن يُسمح بعد ذلك للجيش البوسني الوطني بدخول الأراضي الصربية البوسنية. وبدلاً من ذلك، وعد دوديك بتأسيس جيش صربي منفصل. كما يعني الإستقلال الذاتي الكامل أنّ الصرب سيقطعون كلّ علاقاتهم مع الحكومة البوسنية في سراييفو، لا سيّما تلك المتعلّقة بالضرائب والسلطة القضائية والشرطة والشؤون الخارجية ومسائل وطنية أخرى.

بالرغم من أنّ دوديك يزعم أنّ تلك الخطوة لن تؤثر على وحدة الأراضي الخاصة بالبوسنة، فهي تعني فعلياً انقسامها بشكل دائم وتفكّكها. يُعتبر ذلك التفكّك غير مقبول من قبل الأكثرية المسلمة التي ترتكز سياستها الرئيسية على المحافظة على وحدة الأراضي البوسنية. بالإضافة إلى ذلك، تعارض الأسرة الدولية بجزئها الكبير تفكّك البوسنة، ولذلك تلقى دوديك تحذيراً من الأمريكيين تجلّى بفرض عقوبات عليه في يناير من العام 2022.

قبل الحرب كانت كل المجموعات الإثنية تتزاوج بعضها من بعض، لكن اليوم بات من الصعب للغاية أن يحصل زواج بين أيّ إثنيتين في البوسنة

في ظلّ وجود احتمال أن يكرر التاريخ نفسه في البوسنة، وأن تندلع الحرب من جديد، سألت بعض الصحافيين الزملاء عن ذلك، فأجابني المراسل الألماني المخضرم إيريك راتفيلدر، الذي يعيش في سراييفو: “لا أظن أنّ الحرب ستندلع الآن، ولكن إنْ طرحت السؤال عليّ مجدّداً بعد 6 أشهر يمكن أن يكون الوضع قد تغيّر”.

أمّا مراسلة تركية اتخذت من سراييفو مسكناً لها خلال الحرب، فأجابتني بكلّ حذر: “لا أستطيع أن أتخيّل أن الحرب ستندلع من جديد، لكن إنْ اندلعت فسأغطي الأحداث حتماً من البوسنة مجدّداً. سيكون من المروع أن أشهد على الحرب هناك من جديد”.

وقد وافقها الرأي صحافي بلجيكي اتخذ هو أيضاً من سراييفو مقرّاً له خلال الحرب، قائلاً: “يحدوني أمل مصحوب بالحذر بأن يكون دوديك يستعمل ذلك الكلام الكبير فقط، ليمارس المزيد من الضغط السياسي على البوشناق (مسلمو البوسنة)، ولكن في حال اندلاع الحرب من جديد، ستكون مريعة بالنسبة إلى السكان، وسيكون من الشنيع رؤية الدمار يلحق من جديد بكلّ المنازل والمباني المرمّمة”.

لقد انتهت الحرب البوسنية العام 1995 إثر التوقيع على اتفاق دايتون للسلام. باختصار، توافقت كلّ الأطراف على وقف الإقتتال وعلى أنّ البوسنة ستبقى بلداً موحّداً، لكن منقسم إلى نصفين: نصف صربي ونصف آخر بوسني وكرواتي، وعلى الطرفين العمل معاً رسمياً.

لم يكن الهدف الرئيسي من اتفاق دايتون فقط إحلال السلام المفقود في البوسنة لا بل كان هناك أمل بأنّه “من خلال العيش على حدى ولكن معاً”، ستبدأ مختلف المجموعات الإثنية شيئاً فشيئاً بالعمل والعيش معاً مجدّداً كما فعلت تماماً قبل الحرب. وبالفعل توصل إتفاق دايتون إلى إحلال السلام، فبات البوسنيون قادرين على التنقل بسلاسةٍ بين الأقسام الصربية والكرواتية والبوسنية المسلمة.

ولكن ما لم يتمّ التوصل إليه بعد هو الثقة الحقيقية بين المكونات الثلاثة. على سبيل المثال، قبل الحرب كانت كل المجموعات الإثنية تتزاوج بعضها من بعض، لكن اليوم بات من الصعب للغاية أن يحصل زواج بين أيّ إثنيتين في البوسنة.

27 عاماً من الحرب لم تتمكن من القضاء على القومية الراديكالية والكره الديني، ويبدو أنّ البوسنة تتجه اليوم بخطى ثابتة إلى نزاع آخر

كما أنّ الكثير من البوشناق مازالوا لا يجرؤون على العودة إلى سربرنيتسا، حيث سقط نحو 8 آلاف رجل بوسني مسلم على يد القوات الصربية. وفي الأقسام الإثنية الثلاثة تمّت تسمية الشوارع تيمناً بزعماء الحرب الذين أُدينوا بجرائم حرب، وكل المجموعات الثلاثة لا زالت تستعمل ألفاظاً نابية لوصف بعضها البعض، فيُشار إلى كروات البوسنة باسم “أوستاسا” Ustasa، وإلى صرب البوسنة بإسم “تشاتنيكس” Chetnicks، وإلى البوشناق باسم “الأتراك” Turks.

بالرغم من أنّه تمّ التوقيع على اتفاق دايتون منذ 27 عاماً تقريباً، تتجلى مأساة الوضع في البوسنة في أنّ الأزمة الحالية في صلبها، تشبه إلى حدٍّ كبير الوضع الذي أدّى إلى الحرب البوسنية. فهدف صرب البوسنة الرئيسي كان الإنشقاق عن البوسنة خلال الحرب التي دمّرت البلاد في التسعينات.

بناءً على تصريحات دوديك الأخيرة، لا يزال ذلك هدفهم الرئيسي. ومن جهة أخرى، كانت المحافظة على وحدة الأراضي البوسنية بهدف تفادي تفكك البلاد أحد الأهداف الرئيسية للبوشناق. واليوم أيضاً ما زال ذلك الهدف الأهم بالنسبة إلى سراييفو.

لكن بما أنّ 27 عاماً من السلام لم تتمكن من القضاء على القومية الراديكالية والكره الديني، يبدو أنّ البوسنة تتجه اليوم بخطى ثابتة إلى نزاع آخر. في ذلك السياق، صرّح دوديك في أوائل ديسمبر من العام المنصرم بأنّ خططه للإنفصال عن السلطات المركزية في سراييفو، ستنفّذ “في غضون 6 أشهر”.

مصالح جيوسياسية هائلة على المحك لأنّ روسيا والصين تدعمان صرب البوسنة بينما تدعم أوروبا وواشنطن وتركيا البوشناق وكروات البوسنة

بعبارات أخرى، سيكون شهر يونيو من العام الجاري حاسماً وفاصلاً بالنسبة إلى البوسنة. ما يزيد الطين بلّة هو أن اللاعبين الكروات والبوشناق والصرب المحليين ليسوا أصحاب القرار الوحيدين في الأزمة المستجدة في البوسنة، فثمة مصالح جيوسياسية هائلة على المحك لأنّ روسيا والصين تدعمان صرب البوسنة، بينما تدعم الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وتركيا البوشناق وكروات البوسنة. حتى أنّ تلك التحالفات تتكرّر على نحو مماثل في أوكرانيا وبيلاروسيا وجورجيا.

لا شك أنّ حرباً جديدة في البوسنة ستعيث خراباً في كلّ مكان. ولا شك أنّ وقوع سراييفو الجميلة تحت الحصار من جديد، وتأجج الكره الديني والإثني في شوارع البوسنة بكلّ بشاعته، وانتشار الحواجز في كلّ أرجاء البلاد، وتشكّل صفوف طويلة من المهاجرين، وانتشار صور لمنازل محروقة وتفجير جسر موستار العثماني الشهير من جديد، سيجلب الدمار للبوسنة وسكانها، وبالتالي تحلّ كارثة على الأسرة الدولية التي ستضطر إلى الإعتراف بأنّ اتفاق دايتون لم يكن اتفاق سلام دائم، بل وقف إطلاق نار دام 27 عاماً فحسب.

إنْ تحدثنا إلى المواطنين العاديين، نلاحظ أن لا أحد في البوسنة يريد الحرب لا من جانب صرب البوسنة٫ ولا كروات البوسنة ي ولا البوشناق انفسهم. لكن الحروب لا تندلع بسبب رغبة اللاعبين “الصغار”، إنّما بسبب عدم قيام اللاعبين “الكبار” بالجهود الكافية الآيلة إلى تفادي وقوعها أو ربّما كما يصحّ القول “ربما أنت لا تبدي اهتماماً بالحرب ولكن ربما الحرب تبدي اهتماماً بك”.

شبح النزاع يبرز من جديد بعد 30 عاماً على حرب البوسنة الدامية

رئاسة البوسنة والهرسك هيئة من 3 أعضاء، يعملون بشكل جماعي لمدة 4 سنوات. يتم انتخاب أحد الرؤساء الـ3 لمنصب الرئيس ويتم التناوب على منصب الرئيس كل 8 أشهر

5 سيناريوهات محتملة لمستقبل البوسنة القريب

السيناريو الأوّل: لا تنشب حرب وسيبقى كلّ شيء على حاله، فلا ينفصل صرب البوسنة ولا يتوجهون إلى الحكم الذاتي الكامل. وفي تلك الحالة يبقى كلّ شيء على ما هو عليه الآن. البوسنة كدولة ومنقسمة وقاصرة، على أساس قواعد اتفاقية دايتون، لكن بلا حرب.

السيناريو الثاني: لا تنشب حرب لكن ثمة احتمال لتفكك البوسنة، بمعنى أنه لو قرر  صرب البوسنة بالفعل قطع كلّ العلاقات مع سراييفو والإنفصال الفعلي عن البوسنة، وفيما لو قرر البوشناق وكروات البوسنة عدم استعدادهم لخوض الحرب في وجه الصرب الإنفصاليين، فلن تكون هناك حرب، وبالتالي ستصبح الأراضي التي يسيطر عليها صرب البوسنة (49 % من البوسنة) تتمتع بالحكم الذاتي الكامل وتنفصل عن سراييفو، على غرار الأراضي التي يسيطر عليها المتمرّدون في جمهورية دونيتسك وحولها في شرق أوكرانيا. وعلى المدى الطويل، من المحتمل أن يعلن صرب البوسنة الإستقلال أو ينضمون إلى صربيا المجاورة.

شبح النزاع يبرز من جديد بعد 30 عاماً على حرب البوسنة الدامية

 

السيناريو الثالث:  حرب شاملة. في ذلك السيناريو، يقرّر صرب البوسنة الإنفصال، لكن البوشناق وكروات البوسنة لن يقبلوا بتفكيك الصرب للبلاد، وفي تلك الحالة قد يلجأ البوشناق للقوّة العسكرية لمنع الإنفصال، فيما قد يستخدم صرب البوسنة الجيش لإبعاد البوشناق عن “جمهوريتهم الصربية”، والنتيجة هي نشوب حرب واسعة النطاق يأخذ فيها الفائز كلّ شيء.

ولجعل الأمور أكثر تعقيداً، قد يستخدم كروات البوسنة فوضى الحرب للإنفصال أيضاً عن البوسنة لأنّهم يفضّلون أن يكونوا جزءاً من كرواتيا بدلاً من البوسنة. وفي حالة الحرب الواسعة النطاق، من المرجح أن يكون الجانب الصربي مدعوماً من قبل دولة صربيا نفسها وحليفتها روسيا، بينما سيتمّ دعم الفيدرالية الكرواتية البوسنية من قبل كرواتيا المجاورة والإتحاد الأوروبي وأمريكا وتركيا.

السيناريو الرابع: حرب محدودة وتقسيم البوسنة على يد تركيا وروسيا. في تلك الحالة، سنكون أمام نسخة بوسنية شبيهة بحرب ناغورنو كاراباخ الأخيرة، حيث تتفق روسيا وتركيا على تقسيم البوسنة، فتدعم أنقرة القوات البوسنية المسلمة بينما تدعم روسيا قوات صرب البوسنة، وهنا سيُسمح للجانب البوسني التركي باستعادة السيطرة على بعض المناطق الإسلامية التقليدية في البوسنة، والتي هي الآن في أيدي صرب البوسنة، مثل سربرنيتسا وفوتشا وأجزاء أخرى من جنوب شرق البوسنة، بينما سيُسمح لصرب البوسنة، بدعم روسي، بالإحتفاظ بأجزاء كبيرة من شمال البوسنة. في ذلك السيناريو، ستكون روسيا وتركيا ضامنتَي السلام، وقد يرسل كلّ من البلدين قوات حفظ سلام إلى البوسنة. وفي حال توجهت القوات الروسية إلى شمال البوسنة، والجيش التركي إلى الأجزاء المتبقية، سيكون ذلك مؤلماً جدّاً للإتحاد الأوروبي والأمريكيين. وذلك لا ينهي اتفاق دايتون فحسب، بل أيضاً يقضي على التأثير الغربي في المنطقة، فيما الوجود شبه الدائم للقوات الروسية والتركية على الحدود مع كرواتيا (عضو في الإتحاد الأوروبي)، سوف يشكّل صدمة لبروكسل وواشنطن.

السيناريو الخامس وهو الأسوأ إذ قد يؤدي إلى انهيار إقليمي كامل. في تلك الحالة، يمكن تشبيه الوضع بـ”تأثير الدومينو” الذي سيؤدّي إلى تفكك لا نهاية له، وخلق حدود جديدة للدول العرقية في البلقان. فأوّل قطعة دومينو ستكون البوسنة التي ستؤدّي الحرب فيها إلى تفكّك البلاد، وهنا ينضم الجزء الصربي من البوسنة إلى صربيا، بينما ينضم الجزء الكرواتي من البوسنة إلى كرواتيا.

بعد خيبة أملهم جرّاء خسارة ثلثي أراضيهم، قد يطالب البوشناق بسنجاق (Sandjak)، وهي منطقة ذات أغلبية مسلمة في صربيا والجبل الأسود (مونتينيغرو). ومع ذهاب سنجاق إلى البوسنة، ستفقد صربيا والجبل الأسود بعض الأراضي. وفي الوقت نفسه، سيعترض الألبان في كوسوفو بحجة أنّه “إذا تمّ تغيير الحدود في المنطقة، يجب أن يحدث الشيء نفسه لكوسوفو”، وذلك يعني بحكم الأمر الواقع أنّ الأجزاء الألبانية من كوسوفو ستنضم إلى ألبانيا المجاورة، بينما الجزء الصربي الصغير من كوسوفو سيصبح جزءاً من صربيا وجمهورية الصرب.

وبعد ذلك، سيطالب الألبان في مقدونيا الشمالية بالإنضمام إلى كوسوفو وألبانيا، وذلك يؤدّي إلى تفكّك دولة مقدونيا الشمالية، والتي قد تتم تجزئتها بين بلغاريا واليونان. وفي صربيا، قد يستخدم المجريون في الجزء الشمالي من منطقة فويفودينا ذلك الزخم للإنضمام إلى المجر عبر الحدود.

كلّ ذلك سيناريوهات قد تكون غير محتملة لكنّها ليست مستحيلة، وهذا ما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن حرب محتملة في البوسنة، فسقوط قطعة واحدة من قطع الدومينو، يعني تداعي محتمل لكلّ القطع الأخرى.

شاهدوا أيضاً: كيف تلعب روسيا بنار الحرب في البوسنة والهرسك؟