المعارضة تشكل عقبة سياسيّة لشي جينبينغ الذي يسعى للقضاء عليها ومعاقبة المتهوّرين

يطلّ العام الجديد على تحديات كثيرة يواجهها التنين الصيني على المستويات الإقتصاديّة والأمنية والسياسية بسبب السياسات الخارجيّة العدوانيّة التي تنتهجها الصين في العالم.

فالأخيرة وبسبب عدوانيّتها تعرّض قوّتها الإقتصاديّة العظمى للتآكل ما يهدّد استمرار نموّها. فأينما حلّت الصين حلّت معها الإنتهاكات. فقد بنت الجزر الصناعية في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، ومارست القهر الاقتصادي مع شركائها التجاريّين مثل أوستراليا، بالإضافة إلى الضغط الذي تمارسه على تايوان التي تعتبرها جزءاً من أراضيها ومعاداتها للدول التي تعترف بها كدولة سيّدة.

هذا ولم يعد خافياً على العالم الإستعمار المقنّع الذي تفرضه الصين على القارة الأفريقيّة محاولة استغلال ثرواتها ومواردها وحتى بحارها. وفوق كل ذلك يطيح ملف حقوق الإنسان بالصورة التي تحاول الصين تسويقها عن نفسها للعالم.

ففي أعوام ما بعد مذبحة ميدان تيانانمن عام 1989 ضد المطالبين بالديمقراطية في الصين، أصبح القادة الصينيّون مهتمّون بنسبة بسيطة بالمعايير الغربية لحقوق الإنسان، هذا وتتعرض أقلية الإيغور المسملة لانتهاكات جماعيّة في إقليمي شينغيانغ من دون أي نيّة بوقفها. فكيف تحوّلت الصين إلى قوّة إقتصاديّة عظمى وما هي التحديات التي تواجهها الصين اليوم على المستوى الداخلي وكذلك الخارجي؟

يشير كاتب ومؤلف كتاب Feeding the Dragon وعضو اللجنة الوطنية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين ومجلس الشؤون الخارجية والمسؤول الإعلامي للجنة كريس فنتون أنه “منذ العام 1979 عندما بدأنا العلاقات التجارية مع الصين وخصوصاً عندما قمنا بتضخيم تلك التجارة من خلال السماح لهم بأن يصبحوا عضواً في منظمة التجارة العالمية كدولة نامية، زادت التجارة مع البلاد أضعافاً مع مرور الوقت. فقد أدركنا أن السوق الصيني الذي لم يكن يضمّ في ذلك الوقت 1.4 مليار شخص وهو الرقم المتوفر اليوم، سيكون سوقًا استهلاكيًا ضخمًا وسوقًا مهتمًا للغاية بمنتجات وخدمات الولايات المتحدة وبقية الغرب. فقدمنا فكرة أحمر الشفاه العالمية كمبادرة لفتح هذا السوق بأي وسيلة ممكنة.

كان الهدف النهائي من ذلك أن تكون منتجاتنا وخدماتنا متوفرة هناك ما يؤدي إلى المساهمة في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلدان في جميع أنحاء العالم، ومن شأن ذلك أن يخلق فرص عمل للبلدان التي تنتج تلك المنتجات والخدمات”.

وأضاف “بالنسبة للغرب كان من شأن ذلك أن يساعد في نشر القوة الناعمة والتأثير والصفات الطموحة للديمقراطية في بلد شيوعي.

ومع مرور الوقت، أصبحت الصين إلى حد بعيد أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، وبالنسبة للعديد من البلدان حول العالم”.

استغلال الظروف السياسيّة والاقتصاديّة للصين

يوضح فنتون الأسباب الكامنة خلف رغبة الدول في العمل والتجارة مع الصين ويعود ذلك بشكل أساسي إلى أنها “شيوعية وكان لديها نظام استبدادي أو شمولي إلى حدّ ما، ما يعني أنه يمكن الحصول على يد عاملة رخيصة بالإضافة إلى انخفاض تكلفة إنتاج السلع والخدمات في الصين، وقد رأينا التضخم الذي تم تصديره خارج الغرب.

وفي الحقيقة إن الصين تمكّنت من خفض كلفة الإنتاج من خلال العمالة الرخيصة للغاية لذلك لم تكن المسألة تسويق تلك المنتجات والخدمات في هذا السوق الضخم فحسب بل أيضاً استكشاف وتنشيط طرق لإنتاج تلك المنتجات والخدمات داخل السوق نفسه، وقد سمح ذلك بتحقيق أرباح وإيرادات كبيرة للشركات العالمية في جميع أنحاء العالم”.

وأضاف “للأسف إن طريقة الحصول على هذا العمل الرخيص في الكثير من الحالات لم تكن فقط عن طريق ما نسمع عنه بقدوم المهاجرين إلى المدن الكبرى والعمل بأجور منخفضة للغاية والعيش في المهاجع مع شيء من الحياة الحرة التي تسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم خارج المدن الكبرى خلال الأعياد الوطنية، فالموضوع أيضاً ينطوي على احتمال فرض العمل القسري على هؤلاء وهو ما تدور حوله الكثير من الانتقادات.

وثمّة أدلّة على ذلك خصوصاً في مقاطعة شينغيانغ ما يسمح بتراجع تكاليف العمالة إلى ما دون حتى المعايير المنخفضة جدًا التي كانت لدى الصين بالفعل، حيث العمالة مجانية بشكل أساسي.

ولفت إلى أن ذلك يشكل مشكلة حقيقيّة بالنسبة للشركات خصوصاً هنا في الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تخضع لمعايير المسؤوليّة المجتمعيّة حيث هم ناشطون في خلق ديناميات أفضل عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ أو حقوق الإنسان أو قضايا حرية التعبير، ومع ذلك تواصل العمل مع مثل هذا النوع من العمل القسري في الصين”.

شمولية الصين وتحديات الداخل

تمكنت الحكومة الصينيّة من تعزيز قوتها السياسيّة مع مرور الوقت خصوصاً في عهد شي جينبينغ، بحسب ما يؤكد فنتون “ففي السابق كان هناك ما يصل إلى 9 أعضاء في اللجنة الدائمة أو حتى أكثر ما يسمح بتأثير من قبل مجموعة أكبر من الناس.

اليوم هناك 7 أعضاء في اللجنة الدائمة وشي جينبينغ هو واحد منهم وقد كرّس لنفسه القدرة على البقاء في السلطة طالما أراد ذلك، فهو يفرض الإملاءات أساساً على جميع أجزاء الحزب الشيوعى الصينى الذى يبلغ عددهم اليوم حوالى 92 مليون شخص من بين 1.4 مليار شخص”.

وأضاف “من الواضح أن طريقة الارتقاء من خلال الحزب الشيوعي هي في الرتب الدنيا للحكومات المحلية والإقليمية والبلدية، حيث تقوم بالواجبات التي يمليها عليها الحزب الشيوعي الصيني خلال اجتماعاتها السنويّة، وكلما فعلت ذلك كلما ارتقيت أكثر، لكنها ترتقي تحت الوصاية وتأثير الأعضاء الخاضعين لأولئك الذين يستأثرون بأكبر قدر من السيطرة على البلاد.

كيف يسعى الحزب الشيوعي الصيني الى الإبقاء على تحكمّه في السلطة؟ وما هي طموحات المعارضة الداخلية؟

لذلك فإن ذلك يعتبر شيوعيًا أو شيوعيًا بخصائص صينية أو اشتراكي ذو خصائص صينية، لكنها واحدة من الأنظمة التي أصبحت في الواقع أكثر شمولية، وإن أي شخص يقف في وجه الطريقة التي تعمل بها الحكومة بشكل يومي بما في ذلك الصحفيين من جميع أنحاء العالم، يتمّ إسكاته على الفور ويكون بحكم المخفي، ويوجد حتى الآن 127من هؤلاء مسجونون حاليًا بسبب التحدث علنا بأي نوع من الطرق المحرجة تجاه الحكومة”.

ويطرح فنتون أمثلة على ذلك مشيراً إلى “بينغ شواي وأيضاً وانغ بينغ بينغ عندما يتعلق الأمر بالجانب الثقافي للأشياء، وقد رأينا ذلك في حالات كثيرة طالت نقاد وفنانين وصحافيين وسياسيين وقادة، سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الوطني. إنها قيادة قوية جدًا وصارمة وقد عزّزت سيطرتها بشكل أساسي مع مرور الوقت”.

وبما أن التعبير عن الرأي غير مرحب به في الصين فإن المعارضة الداخلية غير مضمونة ولا مرحب بها على الإطلاق بحسب فنتون سواء كان في الماضي أو في الحاضر “لذلك يتم التخلّص منها على الفور، وقد رأينا ذلك في حالات اختفاء عديدة وكثيرة على مدى العقود القليلة الماضية وهذا شيء يستمر ويبدو أنه في تسارع”.

إلى جانب قمع الحريات والتعبير عن الرأي يسعى شي إلى “إخماد فكرة الرأسمالية بالشكل المعروف في الغرب، أي حرية للسوق التي تخلق كيانات معيّنة فتصبح أكثر قوة من الدولة نفسها.

لقد رأينا ذلك مع علي بابا، حيث أن قوة ومجال وصول علي بابا سواء كان من خلال منصاته في وسائل الإعلام أو حتى من خلال خدماته المالية مع Ant، أصبح قويّاً جداً لدرجة أن شي جين بينغ قال كفى، نحن في طريقنا للقضاء على ذلك”.

وأضاف “لقد رأينا أيضًا تأثير الرأسمالية على الكثير من الأشياء التي يعتبرها شي ابتزازاً، ويمكن مناقشة ما إذا كان رأيه صحيحًا أم لا، لكن الإبتزازت خلقت فجوة بين الأغنياء والفقراء وهو في حاجة إلى الإبقاء على سعادة الـ 1.4  مليار شخص فلا يتمرّدوا عليه، وبكل بساطة ما من موارد كافية على الأرض لجعلهم جميعًا سعداء لذلك عليه أن يوفّر لهم كل ما يحتاجونه، وبعض ما يريدونه هو ذلك الإعتقاد بأنه يمكنهم الحصول على المزيد ممّا يريدون إذا فعلوا الأشياء بشكل صحيح تحت ستار الحزب الشيوعي الصيني.

وإن أحد الأشياء التي تخلق تلك القدرة على إعاقة هذا الطموح للطبقة الدنيا هو عندما يحصل الإبتزاز الذي يميّز الطبقة العليا بشكل أساسي ما يخلق عقبات هائلة أمام الطبقة الدنيا. وقد رأينا ذلك في مجال تدريس الأعمال والذي تم تأسيسه بالفعل على غرائز رأسمالية ضخمة للإفادة من الأغنياء الراغبين في إرسال أولادهم إلى أفضل المدارس في العالم، لكن ذلك يمنع الطبقة الدنيا من القدرة على المنافسة على مستوى الوصول إلى أفضل المدارس في العالم.

كيف يسعى الحزب الشيوعي الصيني الى الإبقاء على تحكمّه في السلطة؟ وما هي طموحات المعارضة الداخلية؟

لذلك رأينا أن شي جينبينغ يضع حداً لكل ما له علاقة بتدريس الأعمال، لذلك إذا نظرتم إلى ما يهدد سلطته، فهي حقاً تلك الاضطرابات لدى الـ1.4 مليار شخص لذلك فهو يتطلع إلى وضع حد لأي نوع من الانتقادات لكفاءة الحكومة، ويخلق في الوقت عينه فكرة أنه يمكن لأي شخص أن يحقق التقدم وأن هناك مساواة حقيقية في ظل وصاية الحزب الشيوعي الصيني تسمح لأي شخص بتحقيق ما يريد تحقيقه وأنه لا يوجد أفضليّة لأحد على أحد”.

التحديات التي يواجهها شي داخل الحزب

تسعى المعارضة داخل الحزب الشيوعي الصيني إلى الإفادة مما توفّره الرأسماليّة لزيادة ثرواتها ويشكل ذلك تحدياً لشي ومن الواضح بحسب فنتون أن “المعارضة داخل الحزب تميل إلى التركيز على مصلحتها الذاتيّة، وعندما يتعلق الأمر بالرأسمالية يشكل ذلك أحد المكونات الرئيسيّة التي تشكّل عقبة لشي جينبينغ. على سبيل المثال فقد شكلت هونغ كونغ أو حتى ماكاو وسيلة رائعة لقادة الحزب الشيوعي الصيني لكسب المال في عالم الرأسمالية، فالتجارة الحرّة والقطاع المصرفي الحرّ شكلا نوعاً من الأجهزة التي ميّزت هونع كونغ قبل العام 2020 وقد تم تثبيت ذلك لاحقاً.

أما ماكاو هي منطقة إدارية خاصة أخرى حيث كان لدى قادة الحزب الشيوعي الصيني إمكانية لإرسال عملة الـ  RMB أو الـYuan إلى أماكن أخرى حول العالم عبر نظام الألعاب والكازينو في ماكاو.

يقوم شي اليوم بالقضاء على ذلك، لذلك إذا نظرتم إلى المصلحة الذاتية لبعض القادة الذين لديهم محركات رأسمالية، فإنهم بالتأكيد يقطعون رؤوسهم مع شي جينبينغ. إن تلك الفكرة حول الرخاء المشترك، فكرة أن الجميع على القارب نفسه، هي شيء لا يتماشى جيداً مع أولئك الذين يعتقدون أنهم حققوا المقدرة على القيام بأشياء لا يستطيع الآخرون القيام بها”.

أما في موضوع إدارة الثروات من قبل المجموعة الحاكمة في الصين وما إذا كانت تنفق المال على مصالحها وعلى أسرها وشركائها ولمنفعتها الذاتية قال فنتون “لو كنت أعرف الإجابة على ذلك لربما كنت سأكون مفيدًا للغاية بالنسبة للحكومات حول العالم التي تحاول تتبع ذلك. أستطيع أن أتحدث نوعاً ما عن الطبقة العليا، كان هدفها دائمًا هو محاولة إخراج أكبر قدر ممكن من الـRMB خارج البلاد وتحويلها إلى دولارات والاحتفاظ بالأصول في الخارج، لذلك رأيت الكثير من الهياكل والكيانات التي تشكلت سواء كان ذلك في جزر كايمان أو في مالطا أو في شركات هولندية أو في أماكن أخرى مختلفة حول العالم حيث إذا تم نقل الـRMB إلى ماكاو وخارج ماكاو أو إلى هونغ كونغ وخارج هونغ كونغ، يمكنهم بعد ذلك استخدام هذا التحويل إلى دولارات في جميع أنحاء العالم لشراء الأصول. وكما رأينا مع شركات معينة مثل مجموعة داليان واندا التي كانت حتى عام 2016 تستخدم تلك القدرة لإرسال المال إلى الخارج لشراء أشياء في هوليوود، مثل الترفيه الأسطوري، مما يسرع امتلاك تلك الإمتيازات في حافة المحيط الهادئ، وامتياز Godzilla ، وقد اشتروا مسارح AMC  ومسارح Carmike، ما سمح لـ Window  بأن تصبح أكبر مجموعة مسرحية في الولايات المتحدة الأمريكية وذو قبضة قوية جدًا عندما يتعلق الأمر بالمسارح الأوروبية أيضًا. رأيناهم يشترون فرق كرة القدم، رأيناهم يشترون المباني المختلفة، لذلك فإن القدرة على إرسال المال إلى الخارج لأشخاص معينين لديهم امتياز معين داخل الصين كانت تترجم بعد ذلك إلى أصول في جميع أنحاء العالم يمكنهم الاحتفاظ بها ما يخلق الأمن لهم ولعائلاتهم بشكل أساسي”.

وفي جوابه على أي نوع من المعارضة يمكن توقعها داخل الحزب بشأن بعض القرارات الاقتصادية الأخيرة مثل الضريبة العقارية والخصخصة قال فنتون “إن الحدّ من المباني الشاهقة قد يشير فقط إلى تلك التي تقتصر على مستوى ارتفاع معين لأنهم يجدون الكثير من مشكلات السلامة عندما يتعلق الأمر بالمباني، أعتقد 1250 قدمًا أو أيا كان. من الواضح أيضًا أن هناك تشددًا على الطفرات العقارية التي تغذيها الديون الذي تتسبّب حقًا بسقوط شركة تسمىEvergrande ، يتخذ شي جينبينغ تكتيكًا مثيرًا للاهتمام عندما يتعلق الأمر بـ Evergrande في الواقع إنهم يتأرجحون نحو الإفلاس ويفقدون قدرتهم على تمويل ديونهم ومدفوعات السندات وهو يسمح لهم بالفشل وهذا شيء لم تعتاد عليه النخبة في الصين، لقد اعتادوا على أن يتم إنقاذهم من قبل بنك الشعب الصيني، واعتادوا على أن يقوم البنك المركزي الصيني والجهات الحكومية بتجنب الإنهيار في النظام الاقتصادي. أذكّر بأن شي جينبينغ يحرص على الحفاظ على سعادة الـ 1.4 مليار صيني بما فيه الكفاية كي لا يتمرّدوا عليه، وإن إحدى الطرق للذهاب عكس ذلك هو جعل الناس في خشية من انهيار النظام الاقتصادي. لذلك في كل مرة تكون شركة ما على شفير الفشل، بما في ذلك داليان واندا التي تعاني من مشاكل حقيقية، تأتي الحكومة وتنقذ حاملي السندات بشكل أساسي، وتنقذ أصحاب الأسهم وفئة النخبة التي كانت تجني المال من خلال الإستثمار المتهوّر ومن خلال المضاربة ومن خلال مفاقمة الديون. كانوا ينقذونهم على نفس المنوال ويكافئونهم خلال الأوقات الجيدة وكانت تلك مشكلة حقيقية بالنسبة لشي جينبينغ”.

وأضاف “هو الآن يريد أن يرى هؤلاء المستثمرين الذين خاطروا، يدفعون ثمن تلك المخاطر فيما يحاول التأكيد للناس في الوقت عينه أن النظام الاقتصادي مستقرّ، في حين يساعد أيضا أولئك الذين لديهم القليل من الوسائل والذين يزحفون في أي نوع من الثقوب المتوفرة لديهم في ما يتعلق بالاستثمارات التي تكبدوها من خلال هذه الشركات. ثمّة مشاريع في جميع أنحاء البلاد قد يكون لدى الطبقة الدنيا والمتوسطة استثمارات فيها، يريد شي جينبينغ التأكد من أن ينتهي الأمر على ما يرام بالنسبة لهؤلاء الأشخاص مع الحرص على أن أولئك الذين كانوا الأكثر تهوراً، والأكثر تجاهلاً للمخاطر الهائلة بشكل أساسي يدفعون الثمن. وهذه هي القضية الأساسية بالنسبة إليه على المستوى الداخلي لأنه يريد معاقبة الكثير من هؤلاء الأشخاص بالذات على الاستثمار المتهور وهم أشخاص ذو مراتب عالية في الحكومة”.

هل يفقد شي جينبينغ سلطته؟

يتحدث كثر عن فقدان شي جينبينغ للسلطة غير أن فنتون يقول عكس ذلك إذ يرى أنه يكتسب السلطة والنفوذ داخل البلاد في الوقت الحالي كما لا يرى أن ذلك سينتهي في أي وقت قريب “إن قوة التأثير التي اكتسبها خلال فترة ولايته تزيده شجاعة وقد بدأ ذلك في العام 2012 لذلك لا أرى أنه يفقد نفوذه، ولكن يمكن أن يكون هناك قضايا جيوسياسيّة تسبّب له مشاكل كبيرة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات العامة للصين وصورتها كما رأينا مثلاً في قضية اختفاء لاعبة التنس الصينيّة بينغ شواي، إلى الكثير من قضايا حقوق الإنسان في مقاطعة شينجيانغ، إلى حقيقة أن هناك قطيعة دبلوماسية بالنسبة للألعاب الأولمبية القادمة في فبراير وتلك مشكلة كبيرة”.

ولفت إلى أن “الصين غير مهتمّة بالضرورة بالفوز بالميداليّات الذهبيّة لأنها لن تفوز بالكثير في الألعاب الأولمبية الشتوية، حتى أنهم لا يشعرون بالضغط لتأمين كميّات هائلة من المشجّعين للقدوم إلى تلك الألعاب الأولمبية بسبب كورونا وغيرها، فما يريدونه هو الحصول على التقدير من قادة العالم حول ما أنجزوه على مدى الأعوام الـ40 الماضية، وتقدير القوة العظمى التي أصبحوا عليها. لذلك إن القطيعة الدبلوماسيّة من قبل الدول الخمس أو الست حتى الآن وأكثر إذ قد تنضمّ إليهم دول أخرى، هي بمثابة مشكلة حقيقيّة بالنسبة إليهم وهم بحاجة إلى احتواء ذلك، إذاً إن الإهتمام هو للخارج فقط أما على مستوى السياسة الداخليّة فإن السرد السياسي يمنع السكان بشكل أساسي من فهم ما يجري على المستوى الجيوسياسي”.

ثمّة قضية أخرى كبيرة يقول فنتون أنه لا بدّ من لفت الإنتباه إليها وهي تايوان “فإن تايوان ومن خلال  TSMC (شركة تايوان لصناعة أشباه المواصلات) هي المنتج الرئيسي لأشباه المواصلات التي تستخدم في المنتجات والخدمات في جميع أنحاء العالم، أعتقد أنهم يملكون حصة في السوق بنسبة 65% من هذا الإنتاج.

وكانت الصين ترفرف بجناحيها وتضرب صدرها لأنها ستسيطر على تايوان في مكان ما في المستقبل القريب. والسؤال هو متى وكيف سيحدث ذلك؟ وهل سيبادر العالم إلى حل المشكلة وفرض التراجع على الصين والدفاع عن تايوان التي يعتبر كثر أنها دولة مستقلة ذات سيادة في حين أن الصين تعتبرها جزءاً من أراضيها؟”