ما أسباب تحالف القاعدة والحوثيين في اليمن؟

  • شهد العداء بين ميليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب جموداً عسكريا
  • خمدت نيران المواجهات وسلم تنظيم القاعدة مديرية الصومعة والعديد من المناطق لميليشيات الحوثي دون قتال
  • تم الاتفاق على اخراج عناصر القاعدة من سجون الحوثيين ليقوموا بنشاط ارهابي في محافظ شبوه

 

شهد العداء بين مليشيات الحوثي و تنظيم القاعدة في جزيرة العرب جموداً عسكريا اثر عمليات استهداف قيادة تنظيم القاعدة واستمرار العمليات العسكرية والامنية للتحالف العربي والجيش اليمني لملاحقة عناصر التنظيم في محافظتي شبوه وابين.

التنظيم الذي كان يعيش ازهى اوقاته بعد سيطرته على مدينة المكلا الساحلية بدأ يشعر بتهديد وجودي يحتم عليه تغير اولياته، وهو ما حدث بشكل ملحوظ بحيث لم يعد الحوثي عدوه الاول.

ذابت تلك المصطلحات ( رافضي ، ناصبي ) وخمدت نيران المواجهات وسلم تنظيم القاعدة مديرية الصومعة والعديد من المناطق لميليشيات الحوثي دون قتال و ابرام اتفاقات التعاون لمواجهة التحالف والجيش اليمني، بيد ان الايام الماضية شهدت ارتفاعاً في عدد النشرات الاعلامية لمؤسسة الملاحم الناطقة بإسم تنظيم القاعدة في اليمن، لما قالت بانها عمليات استهداف لمسلحي الحوثي في محافظة البيضاء.

فما الذي يدفع قيادة تنظيم القاعدة التي قبلت بالتفرد العسكري لميليشيات الحوثي كأمر واقع في محافظة البيضاء مقابل اعطائها مساحة تحرك، على نشر اخبار عن عمليات استهداف للحوثيين؟

الصحفي والباحث حسام ردمان قال لـ “أخبار الآن” ان تنظيم القاعدة يحاول الاستفادة اعلاميا من الزخم الذي تحققه قوات العمالقة ضد المليشيات الحوثية والانتصارات المتسارعة على الارض ، ومن جهة اخرى يحاول ان تؤكد عدم تورطه باي صفقات سرية كما اشيع اعلاميا مؤخرا.

واشار ردمان بأنه لا يمكن اغفال جانب مهم، وهو ان هذه النشرات موجهة لعناصر التظيم بدرجة اساسية لتاكيد مصداقية القيادة الجديدة في مواجهة الحوثيين، وهو الذي كان تعرض للكثير من تهم الخيانة بعد ان خسر التنظيم احد اهم معاقله العام الماضي في مديرية الصومعة و منطقة قيفة.

وعن سبب تركيز نشرات التنظيم على عمليات استهداف في محافظة البيضاء قال الباحث حسام ردمان في حديثه لـ “أخبار الآن” ان نشرات القاعدة ركزت على محافظة البيضاء اي انها تريد ان تؤكد حضورها هناك بشكل استباقي قبل ان تتقدم القوات الحكومية و تزيح اي تاثير لها في مسرح العمليات.

ومع احساس القاعدة بان ميزان القوى اختل بخلاف مصلحة الحوثي فانها ستترك حالة السكون وتحاول احراز اي وجود وان كان رمزيا.

ان التمايز بين الحوثي والقاعدة يقتصر على العقيدة الدينية، بيد انهما متشابهان جدا في ناحية الايديولوجية السياسية، فكلاهما يريد نموذج حكم ديني ، كلاهما يعادي التحالف العربي والدول الغربية، وكلاهما يكفر من عداه من القوى او التيارات الفكرية او السياسية.

يرى الباحث حسام ردمان ان المصلحة التكتيكية ومقتضيات الصراع ، بالقاموس الجهادي يسمي هذه التنازلات بالسياسة الشرعية التي تضطر للمفاضلة بين اهون الشرين والتخلي عن المبادئ لاجل المصالح.

واختتم حسام حديثه منوهاً على فرق بين التقاطع التكتيكي الذي يحصل كثيرا بين الحوثي والقاعدة ، وبين الاختراق و التوجيه والتوظيف الذي يسود علاقة الحوثي وداعش.

في الوقت الذي يبدو فيه ان الوية العمالقة وقوات الجيش اليمني قد اتخذت قرار استعادة مديريات محافظة مارب و الدخول الى محافظة البيضاء عقب تحرير محافظة شبوة من مليشيات الحوثي ، دأب تنظيم القاعدة في اليمن على نشر برقيات ونشرات اعلامية يتحدث عن عمليات استهداف لميليشيات الحوثي في محافظة البيضاء.

ففي الاسابيع الماضيه حصلت أخبار الان على معلومات حول الاتفاق المشترك بين ميليشيات الحوثي و تنظيم القاعدة والذي ابرم في رداع بالبيضاء لمواجهة ألوية العمالقة في محافظة شبوة، وتم على ضوئه اخراج عشرات العناصر من تنظيم القاعدة من سجون الحوثيين وانضموا الى مسلحي الحوثيين للقتال ضد العمالقة والجيش.

الخبير العسكري والاستراتيجي العميد محمد جواس اكد لـ “أخبار الآن ” ان تنظيم القاعدة بات فزاعة بيد مليشيات الحوثي، فمن السياقات نعرف بان مليشيات الحوثي ومنذ لحظه اقتحام صنعاء واحتلالها استولت على مقر الامن القومي واخذت ملف القاعده اليها حتى تقوم بعملية ابتزاز هذه العناصر لتنفذ لها اعمالها الارهابيه من عمليات اغتيال و تفجير مفخخات في مناطق الشرعية والكثير من العمليات الارهابية تم تنفيذها في عدن او حضرموت بأوامر قيادات مليشيات الحوثي.

تم الاتفاق على اخراج عناصر التنظيم من قبل الحوثيين ليقوموا بنشاط ارهابي في محافظ شبوه التي تحررت بشكل كامل من الميليشيا الارهابية بعد تنفيذ احد بنود اتفاق الرياض بتغير المحافظ.

اشار العميد جواس في حديثه على دلالات الإفراج عن عناصر تنظيم القاعدة من قبل الحوثيين وجعل شبوه منطقة نشاط، فما حدث في شبوه من تحرير وأعمال عسكرية وانتصارات ونوع من الاستقرار هو كان ضمن سياق تنفيذ اتفاق الرياض، لكن هذا الاتفاق كانت الميليشيا الحوثية اعترضت عليه، حتى قبل التوقيع، ابان المفاوضات في جده، و ايضا الناطق الرسمي للخارجية الايرانية رفض اتفاق الرياض في تصريح رسمي له.