مستقبل النساء الأفغانيات في ظل حكم طالبان

  • تفرض طالبان قيودًا صارمة على النساء الأفغانيات بشكل يومي
  • أفغانستان: النساء يطالبن المجتمع الدولي بدعم حقوق المرأة وسط قمع طالبان المستمر

  • احتجاجات واسعة النطاق من قبل النساء الافغانيات ضد قيود طالبان

بعد خمسة أشهر من تأسيس حركة طالبان في كابول، تفرض الجماعة قيودًا صارمة على النساء الأفغانيات بشكل يومي، وفي الوقت نفسه، ازداد مستوى المعارضة واستياء النساء والفتيات الأفغانيات ضدهن. بعد احتجاجات واسعة النطاق من قبل النساء، والتقى عدد من الناشطات والمتظاهرات مؤخرًا مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في كابول لمناقشة التحديات التي يواجهنها مع مسؤولي الأمم المتحدة.
يقولون إن بعثة الأمم المتحدة في كابول وعدت بالضغط على طالبان للتحدث مع المحتجات الأفغانيات.

تغيرت الأوضاع كثيرا بالنسبة للنساء بعد دخول أفغانستان

وبمجرد دخول طالبان إلى كابول، اختفت صور النساء في اللافتات التجارية، وتغيرت طريقة ملابس النساء في العاصمة أيضا.

احتجاجات بالزي الرجالي

في الآونة الأخيرة، احتجت مجموعة من الفتيات في كابول بالزي الرجالي على قواعد طالبان والقيود المفروضة على النساء.

تقول بعض الفتيات المحتجات إنه ليس لديهن الحق في التعليم ولا الحق في العمل وإن مستقبل المرأة غير واضح، وهذا هو سبب احتجاجهن لرفع أصوات الفتيات والنساء الأفغانيات.

كاميرا أخبار الآن التقت بطاهرة الموسوي وهي فتاة عمرها 17 عاما وقالت “ليس لدينا عمل اليوم ، لا تعليم، نحن عاطلون عن العمل”.

وأضافن” لا يبدو أن هناك مستقبلا أو كرامة، ومصيرنا غامض واحتجنا لنكون صوت فتاة أفغانية وصوت أم أفغانية تعاني”.

"مظاهرة بملابس الرجال".. صرخات نساء أفغانستان تتواصل ضد قرارات طالبان

في الوقت الذي تواجه فيه أفغانستان أزمة اقتصادية وإنسانية، يتم منع  النساء الأفغانيات من المشاركة في الحياة العامة.

من ناحية أخرى، يحث عدد من النساء الأخريات العاملات في الأنشطة الاقتصادية حركة طالبان على فتح المدارس والسماح لجميع النساء باستئناف عملهن.

التقينا أيضا بفرشتة هاشمي وهي سيدة اعمال أفغانية من  كابول وقالت “يجب السماح للمرأة بمواصلة واجباتها والقيام بأعمال تجارية.

وأكملت: يجب السماح للفتيات بالذهاب إلى الجامعات للدراسة، وإذا لم يدرسن، فلن يتقدم العالم أبدًا ولن يكون الناس سعداء”

"مظاهرة بملابس الرجال".. صرخات نساء أفغانستان تتواصل ضد قرارات طالبان

فرشتة هاشمي – سيدة أعمال أفغانية

أدى منع النساء من العمل إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية للعديد من الأسر، التي كانت تتمتع في السابق بدخل مهني ثابت. بينما ترك عزل النساء من الوظائف الحكومية فجوة كبيرة في قدرة الدولة على الحكم بفعالية.

تواجه النساء الآن أيضًا تهديدات متزايدة بالعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي وقيودًا شديدة على حقهن في حرية التجمع وحرية التعبير، بما في ذلك حتى اختيارهن للملابس.

بعد أن فرضت حركة طالبان قيودًا على النساء، ازداد عدد النساء الأفغانيات المحتجات في مقاطعات مختلفة، لا سيما في كابول وكابيسا وباغلان وبلخ وبدخشان.

نظمت النساء والفتيات المحتجات احتجاجاتهن في الداخل، بعيدًا عن أنظار طالبان، قائلات إنهن لن يتوقفن عن الاحتجاج حتى تغير طالبان قواعدها وأنظمتها الخاصة بالنساء.
بالإضافة إلى ذلك، رافق المجتمع الدولي، ولا سيما بعثة الأمم المتحدة في كابول، النساء المحتجات ووعدن بعدم الاعتراف بطالبان إذا استمروا في قيودهم.

طالبان تفرض ارتداء الحجاب بالقوة

يأتي ذلك بعد ساعات من توزيع  جماعة طالبان لافتات تحمل صورة البرقع على واجهات متاجر في كابول تؤكّد فيها “وجوب” ان ترتدي النساء الحجاب، في إشارة جديدة للتشدد الذي يمارسه النظام الحالي في أفغانستان.

واللافتات مرفقة بنص قصير يقول “بحسب مبادئ الشريعة الإسلامية، يجب أن ترتدي النساء الحجاب”، بدون أن تحدّد ما إذا كان وشاحًا عاديًا أو قطعة قماش تغطّي الوجه بالكامل.

ونشرت هذه الملصقات وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تخوّف منها كثيرون في ظلّ نظام طالبان الأول (1996-2001) وأعادت طالبان إحياءها بعد توليها السلطة في منتصف آب/أغسطس 2021.

وأكّد متحدّث باسم الوزارة الجمعة أن الاخيرة قامت بالمبادرة.

وقال “إن المُلصقات نُشرت من قبل الوزارة ولكن هذا لا يعني أن المرأة التي لا تلتزمها ستُعاقب أو ستُضرب”.

وأضاف “هو تشجيع فقط على التزام النساء المسلمات الشريعة الإسلامية. حتى لو غطّت امرأة نفسها بوشاح عادي، فإنّ هذا جيّد أيضًا. بشكل عام، إنّ هذه الملصقات هي تشجيع”.

وحتى قبل عودة طالبان إلى السلطة، كانت كلّ الأفغانيات يضعن وشاحًا على الأقلّ، فيما يرتدي بعضهنّ البرقع لا سيّما في المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة السابقة المدعومة قبل الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق أشرف غني.

وتأتي هذه الخطوة رغم سعي الحركة الإسلامية المتشددة لتسويق نفسها دوليًا على أنها معتدلة في مسعى لاستئناف المساعدات التي تم تعليقها عندما انهارت الحكومة السابقة المدعومة من الغرب في المراحل الأخيرة من الانسحاب العسكري الأميركي من أفغانستان.

تأتي الخطوة في أعقاب منع طالبان النساء الراغبات في السفر لمسافات طويلة من استخدام وسائل النقل إلا إذا كن برفقة أحد أقربائهن الذكور، ودعوة السائقين إلى عدم السماح للنساء باستقلال المركبات إلّا إذا كنّ يرتدين “الحجاب الإسلامي”.

وأصدرت حركة طالبان أيضًا تعليمات للسلطات المحلية منها قطع رؤوس الدمى النسائية لعرض الملابس في المحلات في ولاية هرات.