خامنئي: تشجيع الشباب الإيراني على الهجرة خيانة

  • زيادة مطردة في معدل الهجرة من إيران
  • يمر الاقتصاد الإيراني بفترة اضطراب

اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي، أن تشجيع الشباب الإيراني على الهجرة من البلاد خيانة في الوقت الذي تتزايد في هجرة الشباب المتعلم بحثا لمستقبل أوضح بعيدا عن “القمع” الإيراني.

وذكر خامنئي خلال استقباله عددا من النخب الأكاديمية أنه ”في بعض الجامعات هناك عناصر تشجع النخب الشابة على مغادرة البلاد، وأقول بصراحة هذه خيانة هذه عداوة للوطن“.

وتحدث خامنئي عن الاحصائيات التي تظهر زيادة مطردة في معدل الهجرة من إيران لا سيما النخب العلمية والأكاديمية.

وفي حديث خاص لأخبار الآن مع شباب إيرانيين حول الرغبة في الهجرة وأسبابهم تقول شابة إيرانية “نعم أفكر في الهجرة لأنني أشعر إذا ذهبت إلى بلد آخر وانطلقت من الصفر، فإنه يمكنني أن أصل إلى أهدافي في وقت أسرع بكثير، أما أن أبقى هنا فيعني أنني سأعلق في هذه الحفرة. ولذلك أفضّل الذهاب إلى بلد أكثر راحة”

مستقبل الشباب في إيران بلا آفاق والبديل هو الهجرة

ويلفت شاب إلى أن الوطن هو المكان الذي يشعر المرء فيه بالراحة وهو بالتالي لا يوافق تصريحات خامنئي الأخيرة ” وقال أنا لم أختار أن أولد هنا ومفهوم الوطن ليس بالحدود الجغرافية”

وتابع إلى أن جودة الحياة ضعيفة في إيران حتى وإن كان يملك مال ولديه سيارة حديثة مثلا، وقال” ربما أكون مرتاح داخل نطاق منزلي، لكن بمجرد نزولي للشارع، أرى مدى التلوث والعشوائية وانعدام الأنظمة”.

ويتابع شاب آخر في الخامسة والثلاثين من عمره،  أشعر حقاً أن المواهب والقدرات الشخصية مبددة هنا، وتابع “أنت تعلم أنك في النهاية لن تحصل على ما تستحقه في هذه البلد”

وكان معدل الهجرة من إيران يتزايد دائمًا في السنوات التي أعقبت 1979 عندما أطيح بنظام الشاه محمد رضا بهلوي، لكن وفقًا للتقارير زادت إحصاءاتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

مستقبل الشباب في إيران بلا آفاق والبديل هو الهجرة

لا حرية في إيران

وتعتبر القيود السياسية والاجتماعية والافتقار إلى حرية العمل في المجالات العلمية والمجالات المتخصصة والقيود التي تتغير باستمرار في النطاق، إلى جانب النظرة الاقتصادية غير المستقرة والمستقبل غير المؤكد من بين أسباب تراجع الأمل في التغيير في إيران.

وعبرت شابة لأخبار الآن عن أسباب رغبتها بالهجرة: لماذا أفكر في الهجرة من إيران؟ لأنني لا أملك الكثير من الأشياء التي أريدها، كالحرية الشخصية التي لا أملكها. ولا الحرية السياسية التي أريدها وأشعر أنه ليس هناك أي تقدم.

مواطنة إيرانية تقول إنها إذا ذهبت إلى بلد آخر وبدأت من الصفر ، يمكنها الوصول إلى أهدافها في وقت أقرب بكثير من البقاء هنا في هذه الحفرة التي علقت فيها، لذلك تفضل الذهاب إلى مكان تشعر فيه براحة أكبر .

بينما تقول مواطنة إيرانية أخرى إنها تريد الهجرة لأنها لا تملك الكثير من الأشياء التي تريدها، تريد الكثير من الحريات الشخصية.. فهي لا تمتلك الحرية السياسية التي تريدها وتشعر أنه ليس لديها أي تقدم

ويقول شاب إيراني إنه يفكر في الهجرة أيضاً لأنه يشعر حقاً أن أي شخص ضائع في إيران.. من المواهب إلى الجهود التي يبذلها الشباب الإيراني، ول يحصل أي شخص (من وجهة نظره) على ما يستحقه.

في مقابلة مع أخبار الآن يسخر الشباب الإيراني من وصف كلمة “خائن” التي تطلق على من يهاجر خارج إيران أو حتى يفكر بالهجرة، إذ تقول مواطنة إيرانية إن كل شخص يمكنه أن يقرر أين يريد العيش بقية حياته.

بينما يؤكد شاب إيراني إن هذا الوصف مضحك جداً.. وصف أي شخص يهاجر بأنه خائن أمر هذا غبي.

في سياق آخر، تحدث خامنئي عن قضية صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة بأنها ”مسألة أساسية ومهمة، وقال إن ”قضية الصواريخ والطائرات المسيرة هي مسألة أساسية ومهمة في عالم اليوم“، مضيفا أن ”الأعداء يريدوننا أن نغفل عن قدراتنا حتى يهاجموننا بسهولة، وتصبح عملية النهب أمرا سهلا“.

وعارضت إيران دائماً بشدة إدراج قضايا أخرى مثل أنشطتها الإقليمية وبرامجها الصاروخية في المحادثات النووية، فيما تصر بعض الأطراف المناهضة للاتفاق النووي كونه لا يمكنه تغطية سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة وأنشطة الصواريخ وانتهاكات حقوق الإنسان، ويطالبون باتفاق أوسع وأشمل مع طهران.

ويمر الاقتصاد الإيراني بفترة اضطراب إثر عدم كفاءة الحكومة وانتشار الفساد والعقوبات الاقتصادية إلى جانب أزمة كورونا.