“شيحان” شاب سوري يجمع أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس من بين أكياس القمامة

  • الشاب السوري ينحدرُ من محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد
  • يقع العبء المادي كله على كاهل شيحان الذي يعمل جاهدا لتأمين أدوية والديه المصابين بداء السكري وبأمراض أخرى
  • هذه “المهنة” تؤمن له مدخولا شهريا يتراوح ما بين 300 ألف و400 ألف ليرة سورية

عربةُ حديدية و”شوال” (كيس كبير يُستعمل في تخزين مواد البناء) كانت جُلّ ما يملكه شيحان، ذو السبعة عشر عاما، في رحلته للبحث عن رزقه.

الشاب السوري ينحدرُ من محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. وهو يعيش مع عائلته الصغيرة المؤلفة من أب وأم أنهكهما المرض وأخ أصغر في الصف الإبتدائي الثاني.

يقع العبء المادي كله على كاهل شيحان الذي يعمل في الحسكة جاهدا لتأمين أدوية والديه المصابين بداء السكري وبأمراض أخرى، ولتأمين تعليم أخيه الصغير بالإضافة إلى كافة متطلبات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب.

أثناء مرور مراسل “عيش الآن” محمد السباعي في أحد أحياء محافظة الحسكة ليلا، استوقفه مشهد شيحان الغائص في أعماق حاويات النفايات، وعلى جبينه ضوءٌ صغير مثبت بحزامٍ ملفوف حول الرأس، وهو يبحث عن أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس بين أكياس القمامة ليقوم ببيعها لاحقا.

"إذا لم أعمل سينام أهلي جائعين " شيحان يجمع البلاستيك من القمامة لإعالة أسرته في الحسكة

شيحان – شاب سوري يبحث عن أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس بين أكياس القمامة

وفي حديث لنا أثناء “استراحة المحارب”، قال شيحان إن هذه “المهنة” تؤمن له مدخولا شهريا يتراوح ما بين 300 ألف و400 ألف ليرة سورية (أي ما يعادل 88 إلى117 دولارا أمريكيا).

"إذا لم أعمل سينام أهلي جائعين " شيحان يجمع البلاستيك من القمامة لإعالة أسرته في الحسكة

شيحان – شاب سوري يبحث عن أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس بين أكياس القمامة

واستطرد قائلا الشاب السوري شيحان: “إذا لا أستيقظ للذهاب إلى العمل كل نهار، سينام أهلي جائعين في نهاية اليوم”.

"إذا لم أعمل سينام أهلي جائعين " شيحان يجمع البلاستيك من القمامة لإعالة أسرته في الحسكة

شيحان – شاب سوري يبحث عن أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس بين أكياس القمامة

يرى الشاب السوري وهو من أصيل  الحسكة  أن عمله بين القمامة بات “أشرف” من ذُل العمل (في وظيفة) لساعات طويلة مقابل أجر متدنٍّ” لا يؤمن له حتى تكاليف علاج والديه. فقد أصبح راتب الموظف السوري العادي لا يتعدى المئة ألف ليرة سورية شهرياً.

مهنة جمع البلاستيك والكرتون والحديد باتت رائجة في الأسواق السورية، إذ تعمد بعض الشركات إلى شرائها من الباعة المتجولين وإعادة تدويرها لاستخدامها في صناعاتها.

البلاستيك

“شيحان” شاب سوري يجمع أكوام البلاستيك والكرتون والنحاس من بين أكياس القمامة

وعليه، يقوم الباعة المتجولون بتفحص حاويات النفايات في الحارات والأحياء بدءا من ساعات الليل المتأخرة حتى شروق الشمس، ويجمعون ما يتوفر لديهم داخل أكياس كبيرة ثم يبيعونها بما يقارب الـ15 ألف ليرة سورية للكيس الواحد (أي ما يعادل 4.5 دولارا للكيس الواحد). وقد يحالف الحظ العامل ليعيد ملئ كيسه مرتين في اليوم نفسه.

شيحان ما هو سوى عينة عن الشباب السوري الذي بات يقبع بغالبيته تحت خط الفقر المدقع وسط خيارات ضيقة جدا. فلا يرى هذا الشباب سبيلا له سوى السفر إلى الخارج من أجل تأمين عيشة لائقة ومستقبل مستقر.