حرب مياه مرتقبة وتضاعف في درجات الحرارة تنتظر الشرق الأوسط .. هذا ما صرح به جوس ليليفيلد لأخبار الآن

  • تبنت 197 دولة اتفاق باريس في مؤتمر الأطراف 21 في باريس
  • ستصل درجة الحرارة في فصل الصيف في بعض المدن العربية إلى أكثر من 60 درجة مئوية

لم تعد عملية خفض درجة حرارة الجو مسألة تَرَفِيَّة، فأخطار الاحترار الأرضي والتلوث البيئي ستشمل جميع بلدان العالم. ونشرت تقارير دولية أحدها من جريدة الغارديان، أن درجة الحرارة في الشرق الأوسط ترتفع بضعف المعدل العالمي بسبب انتشار الصحاري ونقص إجراءات مكافحة التصحر.

والاحترار في جنوبي العراق وغربي إيران بلغ مستويات قياسية فاقمت الوضع الصحي في المنطقة.

في لقاء خاص لأخبار الآن مع البروفيسور جوس ليليفيلد من معهد ماكس بلانك حول مشهد الاحترار العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال ” المنطقة تشهد ارتفاعا في الحرارة بمعدل أسرع عن بقية العالم خاصة في فصل الصيف وارتفاع الحرارة يسبب مشاكل كثيرة في مدن الشرق الأوسط”.

الشرق الأوسط المنطقة الأكثر تضررا من الاحترار العالمي.. خبير بيئي يطرح حلولا لهذه المشكلة

وتابع ليليفيلد أستاذ في فيزياء الغلاف الجوي ” يعاني شمال منطقة الشرق الأوسط من ندرة في المياه، وذلك لأن الأنهر في تلك المنطقة تعتمد على ذوبان الجبال الجليدية”.

 

 ليليفيلد: نهر الأردن يشهد شحا في معدل الهطول ومعدل جفاف ذوبان الجليد متسارع. وهو ما يؤثر بشكل دراماتيكي على وفرة المياه بشكل خاص.

نبّه ليليفيلد إلى أن بالإضافة إلى هذه المشكلات هناك زيادة متسارعة في معدل السكان، مما ينتج شح في توريد المياه مقابل ارتفاع معدل الطلب عليها مما سيتسبب في مشاكل كارثية.

يذكر أن لمواجهة تغير المناخ وآثاره السلبية، تبنت 197 دولة اتفاق باريس في مؤتمر الأطراف 21 في باريس في 12 كانون الأول/ديسمبر 2015.

دخل الاتفاق حيز التنفيذ بعد أقل من عام، ويهدف إلى الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة.

 

حتى اليوم، انضمت 191 دولة (190 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي) إلى اتفاق باريس.

وصرح ليلفيلد في سياق متصل “من المهم جدا أن نعمل باتفاق باريس، حيث أن هذه المشكلات شديدة الخطورة وستصبح أشد سوءاً مع الجفاف والحر إذا لم نصل إلى معدلات اتفاقية باريس التي تتمثل في درجتين مئوية أول أقل”.

وتابع” إذا ازدادت درجة الحرارة عن ذلك المعدل سيكون الوضع سيئ جدا بالنسبة للمنطقة، حيث ستصل درجة الحرارة في فصل الصيف في بعض المدن إلى 60 درجة مئوية”.

ما الحل؟

يجيب جوس ليليفيلد على سؤال كيف يمكن تحقيق أهداف اتفاقية باريس، وقال” لابد أن يكون للدول أنظمة دقيقة تكشف عن معدل انبعاثات الغازات الدفيئة. وتابع، يجب أن تكون أهداف الدول أكبر، فالبرغم من الالتزام ببنود اتفاقية باريس فإن الاجراءات المطبقة في الدول غير كافية.

وبحسب الكيميائي فإن الجزء الأول من الحل هو تقليل معدل الغازات الدفيئة.

أما الجزء الآخر من الحل هو عاتق البشرية، فعليها أن تتأقلم مع الوضع الجديد وتواكبه. وقال “الاحترار آتي لا محال ومعدله معتمدا على الغازات الدفيئة، ويجب أن نكون جاهزين لذلك”.

وشدد ليليفيلد “يجب أن نجهز المدن على أن تكون أكثر صمودا في مواجهة درجات الحرارة القصوى، وأن نتعامل بشكل أفضل مع المياه المتوفرة”.

الشرق الأوسط المنطقة الأكثر تضررا من الاحترار العالمي.. خبير بيئي يطرح حلولا لهذه المشكلة

وقدم ليليفيد كلمة أخير يحث فيها دول المنطقة والتي أشار إليها بأنها منطقة ذات طبيعة متوترة أيضا.أنه من المفيد جدا لمنطقة الشرق الأوسط أن تستوعب الدول بأن هذه المشكلة بالرغم من أنها مشكلة تواجه العالم أجمع إلا  أنها خاصة بالنسبة للمنطقة.

وتابع “أوروبا لا تواجه مشكلة في توفر المياه وموجات الحر في ازدياد هناك لكنها بعيده كل البعد عن معدل الزيادة في الشرق الأوسط” .

واختتم حديثه بضرورة تعاون الشرق الأوسط على حل مشكلة الاحترار العالمي من خلال إيجاد استراتيجيات مشتركة ومساعدة بعضهم البعض.

وأضاف “أعتقد أنها فرصة فريدة من نوعها للمنطقة أن يتعاونوا سويا على فعل بنَاء للبلاد كلها”.