سعد: دولة الإمارات على وجه الخصوص جاهزة لوقف تداعيات التغير المناخي

  • سعد: كل الدول مسؤولة لا يوجد دولة مستثناة من تداعيات التغير المناخي
  • سعد: درجة الوعي لدى الأفراد والحكومات أصبحت أكبر حول مخاطر التغير المناخي

قال الخبير في البيئة والتنمية المستدامة، عماد سعد، إن طلب الإمارات استضافة الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر “COP 28” في أبوظبي عام 2023، يعتبر قيمة مضافة، وهو مؤشر على النمط السائد للتنمية في دولة الإمارات.

وأضاف سعد في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن” : “أهداف الإمارات عديدة، وخاصة عندما تسعى لاستضافة أحداث دولية لها علاقة بالتنمية المستدامة وتقليل الآثار السلبية للتغير المناخي، وهذه تعتبر قيمة مضافة في استضافة هكذا نوع من الفعاليات الدولية وهي مؤشر على النمط السائد لتنمية في دولة الإمارات، وهي ثمرة بنية تحتية قوية ومؤهلة لكي تكون رائدة في استضافة هذه الأحداث المهمة”.

خبير بيئي لـ "أخبار الآن": طلب الإمارات استضافة كوب28 هو مؤشر على النمط التنموي السائد في الدولة

عماد سعد، خبير في البيئة والتمنية المستدامة

الإمارات كسبت ثقة العالم

وتابع : “ونستذكر في هذه الأحداث كيف كسبت الإمارات ثقة العالم عندما استضافت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وذلك في عام 2009، وفي نهاية فعاليات مؤتمر غلاسكو حول المناخ سوف يتم التصويت على الدولة التي ستستضيف الحدث في كوب28”.

وحول التغيرات المناخية، قال سعد إن “بدأنا نشعر بارتفاع واضح بدرجة الوعي لدى الأفراد والدول والحكومات بالعالم حول مخاطر التغير المناخي وتداعيات ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض، وهذا مؤشر جيد نتج عنه زيادة في التزامات الدول لمواجهة هذه التداعيات”.

ومن بين هذه الجهود التي بذلت حتى الآن قرابة 80 دولة تعهدت بتخفيض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول العام 2030، كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية.

وأشار سعد إلى أن هناك أيضا دول أعلنت عن الحياد الكربوني الصفري في عام 2050 مثل دول الإمارات، أما السعودية فقد أعلنت أنها ستصل إليه في 2060، وفي 2070 مثل الهند، والصين في 2060.

خبير بيئي لـ "أخبار الآن": طلب الإمارات استضافة كوب28 هو مؤشر على النمط التنموي السائد في الدولة

اطلق الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد مبادرة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050.

القادم خطير لكن دولة الإمارات جاهزة ومستعدة

وتحدث الخبير في البيئية والتنمية المستدامة عماد سعد “كل هذه الإجراءات لا تكفي أو لا تلبي حجم التحديات، لأن القادم خطير، والإجراءات التي تمشي بها الدول بوتيرة أقل من سرعة تداعيات التغير المناخي”.

وأضاف “دولة الإمارات على وجه الخصوص جاهزة ومستعدة لهذه اللحظة التاريخية أكثر من غيرها، وهذا أمر طبيعي في سياق اختلاف الدول وظروف وتحديات كل دولة، والقياس مع غيرها من الدول”.

وتابع “هذه الإجراءات الإماراتية تأتي على الرغم من أن حصة الدولة من التلوث الناجم في الغلاف الجوي لا يتعدى 0.01، في حين أن استعداد السلطات في التجاوب مع تداعيات التغير المناخي كان متقدم”.

وأردف “حاليا في الإمارات حوالي 15% من سلة الطاقة هي من الطاقة المتجددة، وبحلول 2050 ستصبح أكثر من 75% وهذا مؤشر قوي جدا، أيضا تم الإعلان عن مبادرة مهمة جدا لتقديم أنظمة غذائية زراعية ذكية مناخيا من أجل التجاوب مع هذه التداعيات”.

“كل الدول مسؤولة لا يوجد دولة مستثناة من تداعيات التغير المناخي، ولذلك فيجب أن يكون الكل شركاء في إيجاد حلول لهذه التغيرات المناخية”، وفقا لسعد.

سعد: هناك إعلانات إيجابية في كوب26 ولكن عمليا على الأرض هل ستطبق الأقوال؟

وحول إمكانية الوصول إلى اتفاق جوهري يماثل الذي تم التوصل إليه في باريس 2015، قال سعد “نحن نأمل ذلك ولكن المؤشرات لا توحي بإمكانية الوصول لمثل هكذا اتفاق”.

وأضاف “بالعودة إلى الوراء ترى أن اتفاق كيوتو انتهت المدة الزمنية للاتفاق ولم يطبق، ثم دخلنا في اتفاق باريس 2015 الذي مضى عليه حولي 6 سنوات، درجة التطبيق والالتزام فيه ضعيفة”.

“ما تم إعلانه حتى الآن من قبل الدول المشاركة، بشأن الحياد الصفري أو تخفيض الانبعاثات، بدون شك أن هذه الإعلانات مؤشر إيجابي بشأن القول ولكن عمليا على الأرض هل سيطبق؟”، يتساءل سعد.

وتابع قائلا “حجم التحدي والتنافس على المستوى السياسي والاقتصادي بالعالم هو أكبر بكثير من رغبة وقدرة الدول على تطبيق ما تلتزم به”.

هناك مؤشر إيجابي وحيد في هذا المؤتمر، وهو ارتفاع حجم المسؤولية عند الدول، وفقا لسعد.