أفغانستان بلد متنوع لتعدّد الإثنيات التي تعيش فيه، وبالتالي تنوع الحضارات كذلك، إذ أنّ ثمّة مجموعات لغوية ودينية وعرقية وقبلية عديدة تتواجد في تلك البلاد، ذات المجتمع المتعدد الأعراق والقبائل في الغالب.

  • لا توجد مجموعة إثنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليوناً
  • حلت أفغانستان العام الماضي في المركز الرابع كأخطر بلد في العالم بمؤشر الشعوب المهددة
  • أخبار الآن تعرض خريطة الإثنيات الكثيرة التي تعيش في أفغانستان

تعتبر أفغانستان موطناً لأكثر من 14 مجموعة إثنية و غيرها من المجموعات الأقل عدداً، لكن مَنْ هي هذه المجموعات؟ ما هو تاريخها و ما هي حضارتها؟ و كيف يشكلون مجتمع أفغانستان.

بادئ ذي بدء، من المهم الإشارة إلى أنّه بسبب عقود من الحرب، لا يوجد إحصاء دقيق لعدد سكان أفغانستان، خصوصاً في ما يتعلق بحجم كلّ مجموعة عرقية. فإنّ معظم التقديرات تستند إلى إحصاءات مختلفة قام بها عدد من الباحثين على مرّ السنين، ولم يتمّ إجراء أيّ إحصاء رسمي بعد.

في هاذ التقرير، سوف نستخدم الإحصائيات التي وضعها “كتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية” في العام 2013.

في المادة 4 من دستور أفغانستان، تمّ ذكر 14 مجموعة عرقية هي: البشتون، الطاجيك، الهزارة، الأوزبك، التركمان، البلوش، الباشاي، النورستاني، الأيماك، العرب، قيرغيز، قيزلباش، جوجور، وبراهوي إضافةً إلى قبائل أخرى.

المجموعات الخمس الأولى هي مجتمعات كبيرة، وتلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية للبلاد. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنّ البشتون يشكلون نحو 42 في المئة من مجموع السكان، البالغ نحو 40 مليون نسمة. وذلك يعني أنّ البشتون يشكلون أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان.

في الواقع هم سيطروا على السياسة الأفغانية منذ نحو ثلاثة قرون، والرئيسان السابقان أشرف غني وحميد كرزاي كانا أيضاً من إثنية البشتون. إنّ تلك الإثنية تشكل جزءاً كبيراً من السكان، ولديها تمثيل كبير في الدوائر الحكومية، بما أنّهم أكّدو دائماً عبر التاريخ على “حقهم في حكم البلاد”.

على سبيل المثال، في العام 2015، كان 75 % من المسؤولين المعينين في مكتب الرئيس للشؤون الإدارية من البشتون. والأهم من ذلك، فإنّ غالبية أعضاء طالبان هم من البشتون. ثانياً عندما طالب الرئيس السابق أشرف غني بمركزية المجتمع الأفغاني المحكوم من كابول، اتُهم بتمكين القومية البشتونية المتطرفة.

المنافسون الرئيسيون لطالبان

الطاجيك يشكلون ثاني أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، فهم يشكلون نحو 27 % من إجمالي السكان. وهم يعتبرون المنافسين العرقيين الرئيسيين للبشتون وطالبان. في الواقع، كانت بانشير وبدخشان، حيث يعيش الطاجيك بشكل أساسي، مقاطعات لم تستطع طالبان السيطرة عليها خلال فترة حكمهم من العام 1996 إلى العام 2001.

المجتمع الأفغاني الأكثر اضطهادًا

هناك اًيضاً الهزارة، وهي مجموعة عرقية ناطقة بالفارسية موطنها منطقة هزاراغات وسط أفغانستان. وهنا، اشتهرت طالبان بهدم أطول تماثيل غوتام بوذا. يتحدثون اللهجة الفارسية الهزارجية االتي يمكن فهمها كما لغة الداري، و هما إحدى اللغتين الرسميتين في أفغانستان.

هم طائفة ذات أغلبية شيعية واجهت الإضطهاد في أفغانستان منذ فترة طويلة. في كثير من الأحيان، كانت مدارسهم ومستشفياتهم ومناطقهم السكنية ومنازلهم أهدافاً لهجمات من قبل كلٍّ من طالبان وداعش.

تختلف التقديرات لعدد سكان هذه المجموعة إختلافاً كبيراً، فوكالة المخابرات المركزية تقدّر عددهم بنحو 9 %، في حين أنّ تقديراً حديثاً نشر من قبل جامعة كولومبيا، يذكر أنّ عددهم هو نحو 24.5 %.

نحو 6 %من السكان الأفغان هم من الأوزبك، وعددهم يبلغ نحو المليونين. هم مجموعة عرقية تركية موطنها آسيا الوسطى، و هي أكبر مجموعة عرقية تركية في المنطقة. تشترك أفغانستان في حدود طولها 144 كيلومتراً مع أوزبكستان، وهي أقصر حدود لأفغانستان بعد الصين.

البشتون أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان

 

تعرّف على المجموعات الاثنية التي تعيش في أفغانستان

الطاجيك هم ثاني أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان

تعرّف على المجموعات الاثنية التي تعيش في أفغانستان

إثنية الهزارة تشكل نحو 10 % من سكان أفغانستان

 

تعرّف على المجموعات الاثنية التي تعيش في أفغانستان

تشكل إثنية الأوزبك الأفغان أيضاً نحو 10 في المئة من السكان

تعرّف على المجموعات الاثنية التي تعيش في أفغانستان

التركمان يعيشون بشكل رئيسي في المناطق الشمالية من أفغانستان

تعرّف على المجموعات الاثنية التي تعيش في أفغانستان

يعيش البلوش أيضاً على طول خط دوراند في جنوب أفغانستان على الحدود مع مقاطعة بلوشستان الباكستانية. هم يشكلون نحو 2 % من السكان الأفغان، ويتحدثون لغة تسمى البلوشية. هم في الغالب من الرعاة ويتمركزون في الصحراء، ولديهم اندماج ثقافي أوثق مع شعب البلوش الباكستاني مقارنة ببقية المجتمع الأفغاني بسبب التزاوج.

يبلغ عدد النوريستانيين نحو 300 ألف، وهم يتركزون في ولاية نورستان في الجزء الشمالي الشرقي من أفغانستان. في مناطقهم الريفية الأصلية، غالباً ما يكونون مزارعين ورعاة وعمّال ألبان ويتحدثون النورستاني.

ثمّة أيضاً شعب الأيماق، الذين يمثلون نحوالي 4 % من السكان الأفغان. الأيماق هم في الغالب من البدو الرحل إلى رعاة الماعز والأغنام شبه الرحل. كما أنّهم يتاجرون مع القرى والمزارعين أثناء الهجرة بحثاً عن المراعي لمواشيهم.

يتكوّن المجتمع الأفغاني أيضاً من عرقيات أخرى أصغر مثل: باشاي،عرب، براهوي، باميري، جوجار، قيزيلباش، وأكثر من ذلك، وهم يشكلون إجمالاً نحو 4 % من السكان الأفغان.

 

 

 

لغات أفغانستان

من الطبيعي أنّه مع وجود كلّ هذه المجموعات العرقية المتنوعة، أن يكون في أفغانستان العديد من اللغات. لكن بسبب وجود عدد كبير من البشتون، أصبحت لغة الباشتو إحدى اللغتين الرسميتين لأفغانستان، علماً أنّ اللغة الأخرى هي الداري، وهي لغة مشتركة بين معظم الأفغان لأنّ أكثريتهم يفهم الفارسية وإنْ بدرجات متفاوتة.

 

أفغانستان دولة غير ساحلية تحدّها طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان من الشمال، وإيران من الغرب، وباكستان من الشرق والجنوب. كما أنّها تشترك في حدود صغيرة جدّاً بطول 76 كيلومتراً مع الصين من الشرق. والأهم من ذلك، أنّ أفغانستان منطقة جبلية بشكل أساسي. التنقل عبر البلاد يعدّ أمراً صعباً بسبب جغرافية البلاد.

ذلك يعني أنّه على مرّ القرون لطالما تقطعت الأوصال بين المجموعات العرقية المختلفة، وهذا أدّى إلى حدوث خلافات قبلية وعرقية كبيرة في الآونة الاخيرة. حكومة طالبان الجديدة وعدت بأن تكون أكثر إنفتاحاً، لكن علينا أن نرى إلى أيّ مدى ستفي بوعدها.

شاهدوا أيضاً: إيغور أفغانستان يعيشون بالخفاء.. هل ترحّلهم طالبان إلى الصين؟