تساؤلات حول ملامح الحياة السياسية في ألمانيا بعد الانتخابات التشريعية

 

لا يزال الغموض سيد الموقف في ألمانيا بعد أيام من الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية، التي من المقرر أن تنهي حقبة المستشارة ميركل، خاصة وانه أفرزت خارطة حزبية ستعقد تشكيل ائتلاف حكومي في الأسابيع القادمة.

فنتائج الانتخابات الألمانية عززت تراجع الأحزاب التقليدية وأنهت هيمنة الأحزاب الكبيرة على آلية صناعة القرار السياسي في البلاد بعد صعود الأحزاب الصغيرة، المتمثلة بحزب الخضر وبالحزب الليبرالي الحر، والتي ستلعب دورا حاسما في المفاوضات الماراثونية لتشكيل أول ائتلاف حكومي يتكون من ثلاث أحزاب لأول مرة في تاريخ ألمانيا.

تدخل ألمانيا التي كانت قطب استقرار في عهد أنغيلا ميركل، في مرحلة عدم يقين نسبي مع توقع مداولات صعبة لتشكيل الحكومة المقبلة إثر الانتخابات التشريعية، ما قد يبعدها عن الساحة الدولية لأشهر.

وأظهرت أولى النتائج الرسمية الموقتة التي نشرت صباح الاثنين على موقع اللجنة الانتخابية حصول الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة أولاف شولتس على 25,7% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيّين الديموقراطيّين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذين حصلوا على 24,1% من الأصوات، وهي أدنى نسبة لهم.

ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30 %. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة أنغيلا ميركل في وقت تستعد للانسحاب من الحياة السياسية.

وتكمن المشكلة في أن كلا من المعسكرين يدعي أنه سيشكل الحكومة المقبلة وينوي كل منهما إيجاد غالبية في البرلمان.