تليغرام تحذف حساب “رد عدوان البغاة” المعارض لهئية تحرير الشام

  • الحساب من الحسابات الموالية لتنظيم القاعدة
  • يتميز هذا الحساب باحترام في أوساط معارضي الهيئة من أنصار القاعدة

حذفت شركة التليغرام حساب “رد عدوان البغاة” وهو من أهم الحسابات المعارضة لهيئة تحرير الشام، ويقوم عليه شخص يُدعى أبو عبدالله الشامي، هو حساب جهادي موالٍ لتنظيم القاعدة.

خلال النصف الأول من سبتمبر الجاري، وبحسب ISIS Watch حذفت التليغرام أكثر من ١٥ ألف حساب وبوت. وهو رقم مرتفع مقارنة بـ ٢٠ ألف مجموع ما حُذف في أغسطس.

ويأتي الحذف بالتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر والاحتراز الأمني من تنسيق تنفيذ هجمات خاصة من نوع الذئاب المنفردة.

حساب “رد عدوان البغاة” من الحسابات الوازنة على التليغرام، إحدى أهم منصات التراسل المُشفّر التي يستخدمها الجهاديون.

برز الحساب في النصف الثاني من ٢٠٢٠، مع احتدام النزاع بين الهيئة وتنظيم حراس الدين التابع للقاعدة ومعهم مجموعة من المستقلين والمعارضين؛ وبعد إبرام الصفقة الروسية التركية التي بموجبها سُيّرت دوريات مشتركة على طريق الـ M4.

يتميز هذا الحساب باحترام في أوساط معارضي الهيئة من أنصار القاعدة وتحديداً من أنصار أبي محمد المقدسي المعروف بموقفه المتشدد من الهيئة حتى إن شرعيها عبدالرحيم عطون كتب بياناً في خريف العام الماضي يتوعده بسبب ما اعتبره فتوى تكفير ضد منتسبي الهيئة.

كان غريباً أن يتعرض الحساب للحذف. اختفى عن الشبكة يوم الأحد ١٢ سبتمبر، بعد مرئية أيمن الظواهري زعيم القاعدة.

“غزوة مباركة”

خلال العامين الماضيين تقريباً، كانت تُحذف حسابات موالية للقاعدة مثل حساب جلاد المرجئة، والزبيدي. لكن “رد عدوان البغاة” كان ينفد من هذه الإجراءات، ويبدو أن حسابات موالية للهيئة لها يد في هذا الإجراء.

حساب الشمالي الحر، الذي يديره أبو محمد الشمالي، وهو من الحسابات الكبيرة الموالية للهيئة، نشر، الاثنين، أن ما يُسمى “جيش الجهاد الإلكتروني” شنّ “غزوة إلكترونية” على ما وصفها “بقناة الغلاة” و”الباطل.”

في الأثناء، ظهر أكثر من حساب باسم وشعار “رد عدوان البغاة”، حتى ظنّ البعض أن القناة مخترقة. ولهذا كثّف أنصار القاعدة من المنشورات التي تؤكد أن الحذف جاء من التليغرام ولم يكن اختراقاً.

يوم الثلاثاء ١٤ سبتمبر، عاد الحساب مستنكراً أن يعتبر أنصار الهيئة حذفه “غزوة مباركة” وكأنه “خبر تحرير منطقة أو فك أسيرات وأسرى؛” ومتوعداً بأن يعيد نشر الملفات التي لديه في الأرشيف وهي ملفات تدين الهيئة.

يشتهر حساب “رد عدوان البغاة” بنشر ملفات “سرية”عن علاقات شائكة داخل هيئة تحرير الشام أو بين الهيئة وحلفائها مثل تركيا. ومن ذلك أنه نشر “تسريبات” قال إنها ملفات من داخل مكاتب التحقيق لدى أمنيي الهيئة.

تضمن أحد هذه الملفات تقريراً عن ضلوع أحد الأمنيين بجرائم سرقة واختطاف وابتزاز. ويلاحظ الحساب أنه رغم ثبوت الجرم، رُقي المجرم وتسلم مناصب عليا.

وكان آخر التسريبات التي نشرها الحساب قبل حذفه ما قال إنه جلسة بين مسؤول المخابرات التركية في إدلب وأبي محجن الحسكاوي القيادي الأمني في الهيئة و”من رؤوس القائمين على ملف (حراس الدين)”.

في هذا المنشور شرح كيف أن الأتراك ممتعضون من تعنّت و”غباء” الهيئة في التعامل مع التنظيم القاعدي. ينقل عن المسؤول قوله: “نحن طلبنا منكم تحجيم الحراس بطريقة تشابه تحجيم أنصار التوحيد تقريبًا بحيث لا يستطيعون التحرك كما يريدون مع انهاء الملفات الحساسة عندهم … (لكن) عمل الهيئة على الحراس بهذه الطريقة جعلهم لا يعرفون تحركات الحراس.