بن لادن..  كتب نهاية التنظيم بعد فشل في دراسة تداعيات هجمات 11 سبتمبر

  • قائد سابق بالقاعدة يؤكد أن بن لادن حارب أمريكا لمجرد التجربة دون استراتيجية
  • جماعات إرهابية رفضت قرار بن لادن بمحاربة أمريكا معتبرينه قرارا طائشا
  • الجماعات المتشددة تضع استراتيجيات للهجمات دون التفكير في التداعيات
  • أكثر من 120 خطة لهجمات إرهابية من القاعدة تم إحباطها أواخر عام 1998
  • القاعدة تأثر بالضربات الأمريكية التي أدت لتشريد وتصفية قياداته
  • باحث سياسي: “وثائق أثبتت ضآلة تأثير بن لادن والظواهري على أفرع القاعدة حول العالم”

لا تزال هجمات 11 سبتمبر 2001 أحد أكثر الهجمات الإرهابية عدوانية ووحشية عبر التاريخ، تلك التي تسببت فيها القاعدة، وكانت سببا في إندثار هذا التنظيم المتطرف.

وبعد مرور حوالي عشرين عاما على تلك الهجمات، أصبح التنظيم المتطرف مندثرا وممزقا يتداعى، ما بين فشل قادة، وصراعات مع تنظيمات أخرى متطرفة، وضربات أمريكية ودولية متتابعة أفقدت هذا التنظيم قدراته على شن هجمات.

أخبار الآن أجرت مقابلة مع الباحث السياسي والكاتب في شؤون الجماعات المتشددة عبد المنعم منيب، حيث أشار إلى مدى هشاشة وتفكك تنظيم القاعدة، سواء قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر وحتى هذه اللحظة.

ويصف منيب الذي كان قريبا بصورة أو بأخرى من استراتيجيات القاعدة، كواليس هجمات 11 من سبتمبر، حيث يؤكد بأن أسامة بن لادن أراد محاربة الولايات المتحدة لمجرد التجربة دون استراتيجية واضحة ومحددة، حيث سعى بن لادن أن يبرز التنظيم في مواجهة القوى العظمي لمجرد الظهور المعنوي دون التحضير لردود الأفعال وتبعات التحركات الإرهابية.

ولكن وفقا للباحث السياسي، فإن قرار بن لادن كان طائشاً، حيث أدى ذلك إلى اندثار القاعدة، وتشرد عناصره وتصفية قياداته.

ويقول منيب: ” رفضت جماعات إرهابية كانت على صلة بالقاعدة، تلك الاستراتيجيات، حيث لم يدرس قيادات القاعدة، ما ستؤول إليه الأمور، أو ردات الفعل الدولية إزاء الهجمات الإرهابية، حيث أصبح هذا الجهل سمة من سياسات الجماعات المتشددة”.

ومع بدء تنظيم القاعدة في شن هجماته الإرهابية حول العالم، وتحديدا أواخر عام 1998 وأوائل عام 1999، بعد استهداف سفارتي كينيا وتنزانيا، يؤكد عبد المنعم منيب بأنه تم القبض على أحد قادة القاعدة ويدعى “أحمد سلامة مبروك” في روسيا، حيث عثر على خطط لهجمات إرهابية ضد أهداف أمريكية، وذلك على الجهاز اللوحي الخاص به، في خبطة أضرت بالتنظيم بشكل كبير.

وتعرض التنظيم إلى خسائر فادحة بحسب تصريحات عبد المنعم منيب، حيث يؤكد أن الضربات الأمريكية أدت إلى تشرد وتشرذم التنظيم، حيث تم تصفية قياداته، وتشتت عناصره.

باحث سياسي يؤكد: "بن لادن خطط لهجمات 11 سبتمبر دون دراسة.. وأفرع القاعدة اعتبروا قرار الهجمات طائشا"

انهيار القاعدة بعد استراتيجيات وقرارات من القادة غير مدروسة

ومن أسباب انهيار تنظيم القاعدة، يوضح منيب أن أول وأهم الأسباب، هو الاستراتيجيات والقرارات الغير مدروسة من قيادات التنظيم.

ويقول منيب: “القاعدة تخيل أن بإمكانه محاربة العالم بأكمله، قادة القاعدة تخيلوا أنهم بمجرد انتهاء الحرب على أمريكا، باستطاعتهم محاربة أي قوة عظمى أخرى”

ويتابع قائلاً :” القاعدة فقد تأثيره وأصبح مستنزفا بسبب استراتيجية عبثية، هدفها وضع الخطط فقط دون قياس ردود الأفعال أو حماية عناصر التنظيم، وهذا يؤكد بصورة قاطعة، التقارير التي تشير إلى عدم اهتمام قادة القاعدة بالعناصر، على مر تاريخ هذا التنظيم.

وبعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011، تسلم أيمن الظواهري قيادة التنظيم، ولأن الظواهري يفتقد الى الكاريزما أو الصفات القيادية بالإضافة إلى ضعف معرفته العملية, فقد كان ذلك كافيا ليخمد الظواهري ناره ويفكك بنيته ويدفعه شيئا فشيا إلى الأفول.

منذ 2018، يشير متابعون لشؤون الجماعات المتطرفة، إلى بدء الظواهري التحدث بنبرة أضعف من تلك التي تحدث بها سابقا وعن مظلومية التنظيم الذي يجابه العالم أجمع، دون أن ينسى حث أتباعه على تنفيذ هجمات فردية

ويقول منيب: “أظن أن الظواهري قد قتل والقاعدة يخفي مقتله، كما حدث من مقتل الملا محمد عمر، اختفاء الظواهري له دلالات عدة، رغم أن استراتيجية القاعدة تعتمد على المركزية، لذا فإن اختفاؤه يشكل دليلا إضافيا على عدم وجوده مؤخرا”

علاقة متناقضة بين طالبان والقاعدة.. ومحاولات للتستر على التواصل بينهما

ورغم أن القاعدة تلقى ضربات متتالية منذ سنوات ولا يزال يتلقاها، ولكن الضربة الموجعة الأكبر جاءت من حليف أساسي وقريب وهو طالبان.

ويوضح منيب قائلا: “طالبان قبل هجمات 11 من سبتمبر، شعرت بتوريط أسامة بن لادن لها في مغامراته الغير محسوبة، حيث تأخرت الحركة في منع القاعدة من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر”

ويضيف قائلاً : “القاعدة ورطت طالبان في الهجمات الإرهابية بعد اختلاف الرؤى بينهما، ما أدى لتحرك أمريكي على إثره، هرب عناصر طالبان خارج كابول”.

منيب: “القاعدة أصبح تنظيما معزولا واكتفى بمجموعة حول الظواهري”

ورغم الجهود الكبيرة بذلها بن لادن و الظواهري في إخفاء التصدعات والتشققات داخل القاعدة وخصوصا الانقسام بين أعضاء التنظيم حسب أصولهم وأعراقهم، إلا أن ذلك استمر حتى اللحظة.

وبحسب البنية الأساسية للتنظيم احتل الجزائريون والمصريون أعلى سدة الهرم، يليهم الأعضاء من العراق والأردن وسوريا والمغرب، وليس هذا وحسب بل كان هنالك انقسام بين العرب والأفارقة والأفغان وأخيرا القادمين من دول آسيا.

فيما تحولت القاعدة إلى مجموعاتٍ عرقية تعمل كلُ واحدة منها في نطاقها الاقليمي وتحت قيادةٍ محلية ترفض هيمنةَ مسؤولين ينتمون إلى عرقيات مختلفة، لقد كان هذا واضحا في كلِ فروع التنظيم.

ويقول الباحث السياسي عن ذلك الأمر: “بن لادن فشل في لم شمل الأفرع التابعة للقاعدة حول العالم، حيث أصبح التنظيم مجرد صورة رمزية ورسالة معنوية فقط، تفشل في التنسيق بين الأفرع”.

ويتابع منيب: “وثائق أبوت أباد أثبتت ضآلة تأثير بن لادن والظواهري على أفرع القاعدة حول العالم، حيث أظهرت تناقضا بين ما يسعى بن لادن إلى فعله، وبين ما تخطط له أفرع التنظيم”

و بعد سنوات من مراقبة أداء تنظيم القاعدة وعملياته حول العالم وخصوصا استراتيجية حرب العصابات التي تهدف لزعزعة استقرار الأنظمة والتي أثبتت فشلها بشكل ذريع، الأمر الذي شكل انهيار حقيقي لهذا التنظيم، كما أن تصرفات الظواهري ووسائل إعلامه يضاف اليها الأيديولوجيا الفاسدة للحركات المتطرفة السبب الأكبر في أفول نجم القاعدة.