طالبان.. ما بين التفاوض في الغرف المغلقة وإثارة الاضطرابات في أفغانستان

ثمة مسألتان لا تزالان عالقتين عندما يتعلق الأمر بقراءة مستقبل وسلوك طالبان في المرحلة المقبلة من تاريخ أفغانستان: العلاقة مع الجماعات الإرهابية خاصة القاعدة، وقبول صيغة حكم مشترك مع الأطياف الأخرى في المجتمع الأفغاني.

أما في الأولى، في كل مرة يُسأل فيها طالبان عن “العلاقة مع القاعدة” يشيرون إلى نص الفقرة (١) من الجزء الثاني من اتفاقية السلام مع أمريكا المبرمة في فبراير ٢٠٢٠، والتي تنص على أن طالبان “لن يسمحوا لعناصرهم أو أي أفراد أو جماعات أخرى، بمن فيهم القاعدة، باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة أو حلفائها.”

البيعة في الرقاب

مع هذا الإلتزام، يتعين على طالبان أن يحسموا أمر “البيعة” التي قدمها زعيم القاعدة أيمن الظواهري إلى زعيم طالبان الحالي الملا هيبة الله أخوندزاده والذي يصفه الجهاديون “بأمير المؤمنين.” في مايو ٢٠١٦، أصدرت السحاب الذراع الإعلامية للقاعدة المركزية المسؤولة عن منشورات الصف الأول من القاعدة، تسجيلاً مصوراً يتضمن كلمة بعنوان “على العهد نمضي” بصوت الظواهري يعزي فيها بوفاة الملا أختر منصور، الزعيم السابق لطالبان، ويبايع الزعيم الجديد هيبة الله. طالبان لم تعلن قبول البيعة، على خلاف ما حدث عندما بُويع أختر منصور. قيل وقتها إن طالبان فضلوا عدم الإعلان عن قبول البيعة في الإعلام.

الآن، يقول مسؤولو طالبان إنه “لا توجد بيعة.”

يقول الدكتور محمد نعيم، الناطق باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة: “أنا لا أعرف إن كان هناك بيعة وتتجدد.” وأضاف أن مسألة البيعة قديمة “عفا عنها الزمن.” ويعتبر نعيم أن السؤال عن البيعة يهدف إلى إثارة “المشاكل.”

هنا مسألتان: إن كان طالبان يؤكدون هويتهم “الإسلامية” فهم يعلمون علم اليقين أن الجهاديين في العالم لا يستهينون في أمر البيعة. والمسألة الأخرى هو أن زعماء القاعدة وأنصارها ومنظريها لا يزالون يعتبرون طالبان ملاذهم الآمن وأخوندزاده “أمير المؤمنين” الذي ستكون بلده منطلق الجهاد من جديد. الظواهري بارك اتفاق طالبان مع أمريكا واعتبره انتصاراً وذلك في بيان نشرته السحاب موقعاً باسم “القيادة المركزية” بتاريخ فبراير ٢٠٢٠ – البيان نُشر في مارس ٢٠٢٠.

نعيم يعتبر أن في هذا “التبريك” تناقضاً بالنظر إلى نص الاتفاقية المشار إليه أعلاه. نعيم يعتبر كل هذه البيانات فبركة إعلامية بالرغم من أن مصدرها هو السحاب، إعلام القاعدة. هكذا ينظر طالبان إلى القاعدة.

حتى الآن، يعتقد أنصار القاعدة ومنظروها أن تصريحات طالبان “خدعة حرب.”

الحكم المشترك

المسألة الثانية العالقة في تنفيذ اتفاق الدوحة هو مخرجات التفاوض على حكم مشترك. بدأت هذه المفاوضات في سبتمبر ٢٠٢٠. ولم يتمّ حدوث أي اختراق من أي نوع، ولا حتى وقف إطلاق نار. بمجرد أن بدأت أمريكا سحب قواتها في مايو، بدأ طالبان يسيطرون على المحافظات في مختلف أنحاء أفغانستان من دون اعتبار لمفاوضات الحكم المشترك.

فأي حكم يريدون؟ لم يوضح نعيم صفة هذا الحكم لكنه قال إنه “إسلامي،” مصراً على أن الصيغة النهائية يتم الاتفاق عليها في الدوحة من خلال المحادثات

لكن ماذا تعني هذه الصيغة النهائية لفريضة الجهاد التي يلتزم بها طالبان؟ نعيم يقول: “إذا انتهى الاحتلال وجاء نظام إسلامي مستقل، فلا تبقى دواعي للجهاد.”

خاشه يحرج طالبان

خاشه رجل “كوميديان” في أفغانستان. في الأسبوع الأخير من يوليو، ألقى طالبان القبض عليه، وانتشر فيديو وهو يُضرب ويُهان، ثم انتشرت صور قتله من دون محاكمة. كان إعداماً اعتباطياً.

طالبان الدوحة اعترفوا بقتله، لكنهم أشاروا إلى أن نوعاً من التحقيق يجري لمعرفة حقيقة ما حدث. يقول نعيم: “حتى الآن لا نعرف ما حدث وكيف؟ موقفنا هو أننا نريد أن تسير الأمور بالقانون المتبع وحسب مبادئ الشريعة الإسلامية التي نحن ملتزمون بها.”

يبرر طالبان الدوحة أن خاشه كان عسكرياً ولم يكن مدنياً. والمشكلة ليست هنا. المشكلة هو أن قتل خاشه يشكل حرجاً لطالبان. هو دليل على أمرين: أولاً أن طالبان يريدون الانتقام؛ وثانياً، أن طالبان الرسمي لا يملك سلطة على الأرض. وهنا مربط الفرس. كيف يفاوض طالبان في الدوحة وهم في أفغانستان يقتلون ويشردون أبناء جلدتهم؟

فيما يلي نص المقابلة مع د. محمد نعيم.

أخبار الآن: نبدأ من مسألة العلاقة بين القاعدة وطالبان. صرّح أكثر من مسؤول في المكتب السياسي بما يفضي إلى ما يشبه “فك الارتباط،” لكن الجهاديين وخاصة من أنصار القاعدة يستعدون للسفر لأفغانستان للانضمام إليكم والقتال معكم. ماذا تقولون لهم؟

د. نعيم: بسم الله الرحمن الرحيم. تحياتي لكم ولجميع المشاهدين الكرام. أولاً تعرفون أن المجاهدين الذين جاؤوا إلى أفغانستان أثناء الحرب ضد الاحتلال السوفيتي؛ وبعدما انتهى الاحتلال تقريبًا … وعندما بدأ الربيع العربي؛ هؤلاء خرجوا من أفغانستان. وقبل ذلك عندما جاء الاحتلال الأمريكي، (جاء هؤلاء ولكن) تعرفون أن غالبية هؤلاء خرجوا من أفغانستان ولذلك هم غير موجودين في أفغانستان أصلاً. فإذا كانوا غير موجودين أصلاً، ليس هناك سؤال يُطرح حول الارتباط بهؤلاء أو علاقة بيننا وبينهم لأن هؤلاء غير موجودين في أفغانستان أصلاً. خرجوا من بلدنا وغير موجودين في بلدنا. أما ما تفضلتم به بأن من يريد أن يأتي إلى أفغانستان فأنا لا أعرف من أين لكم هذه المعلومات أو هل لأحد ارتباط بهؤلاء وكيف عرفوا أنهم يريدون أن يأتوا إلى أفغانستان. إذا كان من يقول بهذا القول فمعناه أنه هو نفسه له ارتباط بهؤلاء ويعرف قصدهم ونيتهم أن يأتوا إلى أفغانستان. أظن هذه كلها ادعاءات وشائعات يروج لها في الإعلام ضد الإمارة الإسلامية ويريدون أن تأتي مشاكل جديدة. لكن في الحقيقة والواقع غير ما يقال ويروج له في الإعلام.

أخبار الآن: أتينا بالمعلومات من خلال مراقبتنا ورصدنا صفحات الجهاديين من أنصار القاعدة … لكن لنتابع. هؤلاء يقولون إن كل هذا الكلام الذي تقوله وقاله الأساتذة في المكتب السياسي بخصوص “فك الارتباط” هو حيلة حرب. ونريد أن تحسم لنا هذا الموضوع. ماذا بشأن البيعة التي قدمها الدكتور الظواهري للملا مولوي هيبة الله أخندزاده في مايو ٢٠١٦؛ وهو في كل مرة يؤكد هذه البيعة؟

د. نعيم: أنتم قلتم إن هذا الكلام يُقال في الإعلام. أنتم تعرفون أن الإعلام يُقال فيه كل شيئ. كل ما هب ودب موجود في الإعلام. إذاً لا يمكن الاعتماد على هذه الأقوال … نحن نعتبر ما يأتي في الإعلام بأنه أصلي ومستند نستند إليه في معلوماتنا؛ لكن هذا ليس موضوعياً وفيه خطأ كبير. لذلك لا نستطيع أن نعتمد على الإعلام وما يأتي في الإعلام. تعلمون أنه كل يوم صباحاً ومساءً – أنا بنفسي أواجه مثل هذه المشاكل في الإعلام. – (أجد) الإعلام مفتوحاً وكل واحد يقول ما يريده وليس هناك أي مراقبة أو مساءلة على ما يُقال وكيف ولماذا. إذاً كل هذا كلام إعلام وليس هناك مستند وسند في الموضوع. هذا أمر. الأمر الآخر هو مسألة البيعة. هذه أمور سابقة (قديمة). ما الفائدة من إثارة الموضوعات القديمة الجديدة التي عفا عنها الزمن؟ لماذا نريد إثارتها من جديد. (ما مصلحة) من يريد أن يثير هذه الموضوعات؟ … أنا لا أعرف إن كان هناك بيعة وتتجدد. أنا حتى الآن لا أعرف أين تجددت ومن جددها. أنا لا أعرف. إذا كان عندكم معلومات حول الموضوع أو إن كان لأحد علاقة بهذه الموضوعات أو علاقة بهؤلاء، إذاً ليتفضل (ويتحدث معنا). أما مجرد الكلام فهذا لإيجاد مشاكل في الإعلام وخاصة أنهم يعرفون أن أفغانستان إن شاء الله سيأتي فيها أمن وأمان. فالذين يريدون مشاكل أكثر وأكثر، للأسف سوف تُثار مثل هذه المعلومات.

أخبار الآن: في مايو ٢٠١٦، صدرت كلمة عن الدكتور الظواهري (زعيم القاعدة) بعنوان “على العهد نمضي” – كلمة على شكل فيديو … يقول فيها إنها يبايع الملا هيبة الله وهذا بعد مقتل الملا أختر منصور … هذا موجود. مسألة البيعة ليست أمراً هيناً لدى الجهاديين. لهذا نحن نسأل. أنتم تقولون إن البيعة فبركة إعلامية. لكنها موجودة. حتى إن الظواهري بارك الاتفاق بينكم والأمريكان في فبراير ٢٠٢٠، وجدد البيعة لـ “أمير المؤمنين.” إذاً البيعة موجودة ولهذا نحن نسأل حتى تحسم لنا الأمر؛ لأن الجهاديين يستندون إلى حديث منسوب للرسول عليه الصلاة والسلام يقول فيه: من مات وليس في عنقه بيعة، فقد مات ميتة جاهلية.”

د. نعيم: أريد أن أجيب في عدة نقاط. أولاً، هناك تناقض في هذه التصريحات. كيف تكون هناك مباركة لهذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية ونص الاتفاقية يقول إن الإمارة الإسلامية لا تسمح لأي أحد باستخدام أراضي أفغانستان من أي دولة؟ إذاً كيف تكون هناك مبايعة ومباركة اتفاقية تنص على هذا الكلام؟ هذا تناقض للأسف صريح. وثانياً، بالنسبة للبيعة؛ هي أمور شرعية تفصيلية لها أهلها من العلماء، ولا نستطيع في دقيقة أو دقيقتين أو ثلاثة أن نخوض في هذه الموضوعات وأن نفصلها ونشرحها. أظن أنها ليست من صلاحياتنا. نترك هذه الموضوعات لأهلها وهم يفهمون بهذه الأمور. ثانياً، أنتم تعرفون أن الوضع ليس كما كان في السابق. الوضع مختلف. في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام، كان هناك أمة واحدة ولم يكن هناك أي دولة أخرى … كان هناك أمير واحد ودولة واحدة. الآن تعرفون أن العالم الإسلامي فيه حوالي خمسين دولة. إذاً الأمور تختلف. لا بد أن نفهم الواقع وأن نعرفه. قلتُ في البداية إنه لا أعرف من أين تأتي هذه المسائل المثيرة للجدل. لا أعرف ما الأغراض خلف هذه الموضوعات أما ما يتعلق بنا، فنحن قلنا ونقول إن هذا موقفنا وهذا موقف شرعي وطني لأننا لا نسمح لأي أحد أن يستخدم أراضي أفغانستان ضد أمن أي دولة. هذا موقفنا وهذه سياستنا من البداية وحتى الآن.

 

 

أخبار الآن: الملا عمر رفض أن يُسلّم أسامة بن لادن للأمريكيين عندما طالبوا بذلك. هل أنتم الآن في ٢٠٢١، قد تسلموا الظواهري إن رأيتم أن في ذلك مصلحة لكم؟

د. نعيم: هناك نقطتان: الأولى وكانت في ٢٠٠١ …. الملا عمر مجاهد رحمه الله رحمة واسعة … (كان له) موقف شرعي ووطني. كيف يمكن أن (يسلم شخص) من دون دليل وأنت تقول لهذا الشخص لا بد أن تنفذ ما أقوله. هذا ليس في تاريخ أفغانستان والشعب الأفغاني يعلم ذلك. لا نستطيع – أن يقول شخص لي أمراً من دون دليل أو سند وأنفذ ما يقوله! هذا غير وارد أصلاً. أما ما قلتِ عن الشيخ أيمن الظواهري، فهو غير موجود في أفغانستان، فكيف يمكن أن يُثار الموضوع وأن نسلمه أو لا نسلمه. هو غير موجود أصلاً هناك، إذا كيف يمكن أن يكون هذا السؤال؟!

أخبار الآن: هل تعلمون أين هو؟

د. نعيم: لا نعرف عن هذا الموضوع.

أخبار الآن: ما نوع الحكم الذين تريدون في أفغانستان؟

د. نعيم: نحن نريد في أفغانستان حكماً إسلامياً يستند إلى مبادئ الشعب الأفغاني وقيمه. تعرفون في جميع العالم، كل دولة ومجتمع له مبادئه وقيمه ولا بد أن يكون الحكم في ذلك البلد حسب مبادئ الشعب وقيمه. إذا الشعب الأفغاني في أكثر من ٩٩٪ مسلمون، فلا بد أن يكون مبدأ الحكم إسلامياً مستنداً إلى أصول إسلامية. أما كيفية الحكم أو نوعية الحكم، فهذا يتعلق بالأفغان أنفسهم. نحن جالسون هنا في الدوحة حول الطاولة نريد أن نناقش مثل هذه الأمور: أي نوع من الحكم يكون في صالح شعبنا ومصلحة بلدنا، وأنتم تعرفون أن في العالم والعالم الإسلامي، ليس هناك نوع خاص أو نوع واحد للحكم، بل هناك أنواع مختلفة للأنظمة الحكومية. هذا الموضوع مطروح باستمرار، ونحن نحاول أن نناقش هذه الأمور مع جميع الأطراف الأفغانية حتى في النهاية نصل إلى النتيجة المفروضة التي في صالح شعبنا وبلدنا.

أخبار الآن: هل الانتخابات فكرة مقبولة لديكم؟

د. نعيم: نحن قلنا إن نوعية النظام أو الحكم تشمل كل هذه الأمور ونحن أيضاً نرى في العالم الإسلامي وغير الإسلامي أن الانتخابات ليست هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحكم. إذا كان هذا في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، فلماذا نُصرّ على طريقة واحدة ونريد أن نجبر شعباً أو بلداً على أن يتبع هذه الطريقة وهذا يخالف ما ينادى به في العالم من حرية التعبير وحرية تقرير مصير الشعوب. أين هذا إذاً؟ لماذا نصر على هذا؟ حتى الآن، في العالم الإسلامي، نرى هناك أنواعاً مختلفة وطرقاً مختلفة للوصول إلى الحكم وهذا يتعلق بالشعب الأفغاني. ولا نسمح لأحد بأن يملي على الشعب شيئاً من الخارج. وهذه المشكلة للأسف. من أربعين سنة وهناك من يفكر في هذا وفي النهاية فشلوا، لأنهم يريدون أن يفرضوا على شعبنا أفكاراً جديدة تخالف مبادئ شعبنا وتقاليد شعبنا وأعراف شعبنا. وجاءت المشاكل وهي حتى الآن مستمرة. ومنذ عشرين سنة، جاءت القوات الأجنبية من جميع أنحاء العالم – ١٥٠ ألف جندي أجنبي مع دبابات وطائرات وصواريخ والأموال الهائلة والدعم السياسي والمالي. لكن ماذا في النهاية فعلوا؟ جاؤوا بمثل هذه الأنظمة التي تخالف مبادئ شعبنا وتخالف أفكار شعبنا. في النهاية فشلوا. إذاً، نحن نقول للعالم ومن يسمعنا بأنه لا بد أن يترك الشعوب لتقرر مصيرها بنفسها. لا نملي على أي شعب شيئاً. إذاً، من يقول بهذه الأمور، فالنهاية ستكون فاشلة ومأساوية للأسف.

أخبار الآن: ماذا يعني هذا “الحكم” بالنسبة لفريضة الجهاد لديكم؟

د. نعيم: تعرفون أن جهادنا منذ عشرين سنة ضد الاحتلال، والشعب معنا في هذا الجهاد المبارك، وأيضاً في النهاية توصلنا إلى نتيجة – والنتيجة إن شاء الله لاستعادة الحرية في بلدنا واستعادة استقلال شعبنا وأيضاً ليكون هناك نظام إسلام مستقل إن شاء الله يقرر مصير الشعب ويعمل لصالح الشعب ومصلحته. إذا انتهى الاحتلال في بلدنا، لا يبقى هناك ذريعة. إذا انتهى الاحتلال وجاء نظام إسلامي مستقل، فلا تبقى دواعي للجهاد. أما إذا كان هناك هجوم مرة أخرى لا سمح الله على بلدنا وشعبنا وتدخل في شؤوننا بحيث لا يُسمح لشعبنا أن يقرر مصيره بنفسه ومن يكون أن يفرض على شعبنا شيئاً مخالفاً مبادئ شعبنا وعقيدته وقيمه. هذا لا يكون. إذاً، نحن نعلم في النهاية من أجل أن تنتهي هذه المشاكل في بلدنا ويكون بلدنا مستقلاً حراً فيه نظام إسلامي مستقل يعمل لمصلحة العشب ولخير الشعب.

أخبار الآن: وهذا يتطلب أن تقاتلوا داعش. صحيح؟

د. نعيم: نحن ليس سياستنا .. لا عداوة شخصية مع أحد. نحن لا نسمح في بلدنا لأي شخص أن يخل بأمن الشعب وأمن البلد. هذا موقفنا وسياستنا من البداية. ونحن نريد أن يكون شعبنا وبلدنا آمناً وفي سلام وأمن وأمان.

أخبار الآن: لماذا لا توقفون إطلاق النار؟ لماذا قتلتم خاشا، الكوميديان في قندهار؟

د. نعيم: موضوع وقف إطلاق النار، تعرفون بأن  شعبنا منذ أربعين سنة في مشاكل. للأسف. وبالأخص منذ عشرين سنة. وهذا الاحتلال الذي جاء واحتل بلدنا وأشعل هناك نيراناً للحرب. للأسف. وقد جاءت المشاكل كثيرة لشعبنا وبلدنا ونحن حاولنا منذ البداية. أنتم تعرفون ولعلكم تتابعون الأخبار في ٢٠٠١، كان موقفنا أنه نريد حل المشاكل، مع ذلك هناك بعض المشاكل، ونريد أن نحلها من خلال الحوار. لكن طبعاً لم يُستمع لندائنا هذا. في النهاية طبعاً، نحن حاولنا مرات عديدة وجلسنا مع القوات الأجنبية حول الطاولة وخضنا الحرب الباقية أيضاً. هذه لم نبدأها للأسف. لم نبدأ الحرب. هي موجودة في بلدنا وفرضت علينا. أنهينا جزءاً من الحرب والباقي نريد أن نحلها. وقد وضعنا لإنهاء هذه المشاكل خريطة توضح كيف يمكن أن نحل هذه المشاكل وهذه الخريطة موجودة الآن وتسمى اتفاقية الدوحة. في الاتفاقية نص بأن وقف إطلاق النار سيكون بعد التوصل إلى حكومة إسلامية جديدة وهذا الاتفاقية وقعت عليها الإمارة الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية وأيدها مجلس الأمن ودول الجوار. ودول المنطقة. وكان هناك شبه إجماع دولي على هذا. إذاً، هذه الطريقة لإنهاء الحرب إذا أردنا. نحن وضعنا خطة وخارطة طريق. بعد ذلك يأتي واحد ويخالف هذه؟ ما معنى هذا؟ الآن نبدأ مرة ثانية وسنتين أو ثلاث سنوات ونبني خطة جديدة. هذه مشكلة. إذاً لا بد الالتزام بهذه الاتفاقية وفيها حل للمشاكل الموجودة. بالنسبة لذلك الشخص، هو كان مسؤولاً عن نقطة تفتيش ومركز تابع لإدارة كابول ولم يكن شخصاً كوميدياً. بل كان في الحقيقة مسؤولاً عسكرياً. وقد قتل من المجاهدين الكثير. حتى عندما كان يقتل مجاهداً كان يأتي بالأحجار ويضربهم في أفواههم بعد قتلهم ويمثل بجثثهم. ما حدث طبعاً نحن حتى الآن لا نعرف كيف حدثت هذه المشكلة. ولكن هذا الشخص هو شخص عسكري وأنتم تعرفون أن معه أسلحة في بعض الصور والفيديوهات التي سأرسل روابطها لكم لتروا كيف هذا الشخص … كيف حدث؟ حتى الآن لا نعرف ما حدث وكيف؟ موقفنا هو أننا نريد أن تسير الأمور بالقانون المتبع وحسب مبادئ الشريعة الإسلامية التي نحن ملتزمون بها.