بينما كان عناصر من حركة طالبان يصطحبون مجموعة من صحفيي قناة سكاي نيوز الأمريكية في قاعدة خيل العسكرية التي سيطرو عليها بعد يومين من القتال مع القوات الأفغانية، أظهر المقاتلون صناديق من الأسلحة التي استولوا عليها، والتي كتب عليها “ممتلكات حكومة الولايات المتحدة الأمريكية”.

قبلها بأيام رحلت القوات الأمريكية تحت جنح الظلام عن قاعدة باغرام أكبر معاقلها في أفغانستان مطلع شهر يوليو تموز 2021، ما أتاح فرصة لتمدد طالبان وسيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضي الأفغانية. 


كنز من الأسلحة والذخيرة حصل عليه مقاتلو الجماعة المتشددة، وفقا لتصريحات أحد قادة طالبان لطاقم سكاي نيوز البريطانية.

لقد استحوذوا على نحو ألف قطعة سلاح، بالإضافة إلى عشرات العربات والشاحنات العسكرية.

بالأرقام.. ما عدد الأسلحة والذخيرة والمعدات التي استولت عليها "طالبان"

المصدر: تصريحات قائد عسكري في طالبان

كان صحفيو سكاي نيوز هم أول دفعة من الصحفين يدعون من قبل طالبان لزيارة القاعدة مترامية الأطراف، والتي تقع  في أحد أكثر المواقع إستراتيجية.

هناك، رأوا أحدث الأسلحة في العالم مودعة في صناديق خشبية داخل حاويات شحن لم تفتح من قبل. كما شاهدوا هواتف تعمل بالأقمار الصناعية وقنابل يدوية ومدافع هاون، إضافة إلى الرصاص والذخائر. 

لم تكن هذه المعدات إلا جزءا بسيطا مما استحوذت عليه طالبان في الآونة الأخيرة، بعد قتال قصير مع القوات الأمريكية، أو حتي دون قتال، بعد استسلام القوات الحكومية.

كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يستولي فيها مسلحو الحركة على سلاح أمريكي، فقد بدأت طالبان قبل ذلك بأسابيع رحلتها للسيطرة على مساحات شاسعة من البلاد، استعدادا للسيطرة على المزيد منها بعد الانسحاب الأمريكي.

مئات السيارة العسكرية في قبضة طالبان

ليس هناك طريقة لمعرفة أعداد الأسلحة المستولى عليها، إلا ما تفصح عنه طالبان نفسها.  

وينشر أعضاء في حركة طالبان من وقت لآخر صورا ومقاطع مصورة، لأسلحة ومعدات، يستولون عليها بعد قتال القوات الأفغانية، أو استسلامها. 

أما القوات الأفغانية فلا تتحدث كثيرا عن ما خسرته لصالح الحركة.

مئات السيارات العسكرية والأسلحة والصواريخ وقعت في يد الحركة، وفق تقرير استقصائي مفتوح المصدر، تجريه مدونة Oryx منذ بداية شهر يونيو حزيران الماضي، أي قبل شهر من رحيل القوات الأمريكية عن قوات باغرام. 

حتى يوم ٢٤ يوليو تموز، وثقت المدونة استيلاء الحركة على أكثر من 1570 قطعة عسكرية. 


قرابة 1500 من هذه المعدات، عبارة عن سيارات عسكرية، أحصتها المدونة من فيديوهات أعضاء الحركة، نحو نصفها من طراز هامڤي الأمريكي. 

عدد ليس بالقليل، إذا ما قورن بالسيارات من هذا الطراز، الموجودة في أفغانستان، والتي تقدر ب 25 ألف سيارة.


  هذا الحصر لا يشمل السيارات والمقطورات المدنية التي باتت تحت إمرة طالبان، أو الأسلحة الصغيرة والذخائر.

ويقتصر الحصر على ما صوره بعض مقاتلي طالبان، في حين لا يملك معظم المقاتلين هواتف متطورة، كما لا ينشر قسم الدعاية التابع للحركة صورا أو فيديوهات لتلك المعدات، وهوا يعني أن المعدات المدمرة والمستولي عليها أكبر بلا شك. 

سلاح أمريكي وروسي وصيني

تنوعت مصادر السلاح الذي استولت عليه حركة طالبان من القوات الأفغانية، وإن كان أغلبه أمريكيا. 


يشبه البعض “الرحيل المتعجل” للقوات الأمريكية تاركة خلفها هذا السلاح، في يد القوات الأفغانية التي يشكك كثيرون في قدرتها على حماية البلاد، وحتى السلاح، بانسحاب مشابه من العراق عام 2011، كان من شأنه أن يسمح بوقوع المعدات العسكرية في يد داعش، بعد الاستيلاء عليه من القوات العراقية.