من هي شكرية باراكزاي..
- سفيرة أفغانستان سابقاً إلى النرويج.
- أدارت مدارس سريّة إبّان طالبان.
- معروفةٌ بآرائها الجريئة ضد طالبان وعصابات المخدرات وأمراء الحرب.
- كانت ضد التسبب في ضحايا من المدنيين في عمليات القوات الدولية.
- عام ١٩٩٦ أدارت شبكة من المدارس السرية لتعليم البنات.
- طالبان اليوم تلعب لعبة مزدوجة في التعامل مع الإعلام والمجتمع الدوليين.
تتقدم منزلها بوابة ضخمة فيها باب صغير يحرسه مجموعة من المسلحين.. الدخول إلى منزل السيدة شكرية باراكزاي لا يكون إلا بتصريح من هؤلاء.. هذا حالها منذ العام ٢٠١٤ عندما فجّر انتحاري نفسه قرب السيارة التي كانت تركبها، قضى في التفجير مدنيون، ومنذ ذلك الوقت وهي حبيسة من دون قيود.
السيدة باراكزاي هي سفيرة أفغانستان سابقاً إلى النرويج، وكانت عضواً في البرلمان، وهي دائماً مدافعة عن حقوق المرأة في هذا البلد الذي لم يعرف يوم سلام طوال أربعين سنة خلت.
زرناها في منزلها بالقرب من المنطقة الخضراء في العاصمة كابول، غرفة صغيرة تضم تحفاً أفغانية وصوراً عائلية تقود إلى صالون للاستقبال ذي واجهة زجاجية تطل على الحديقة، كل ما في هذه المساحة جميل: أثاث كلاسيكي وزخارف ولوحات، لكن لا شئ يشبه علماً كبيراً يحتل جزءًا من المكان.
ولسي جيرغا
معروفةٌ بآرائها الجريئة ضد طالبان، وعصابات المخدرات، وأمراء الحرب، ولا تخشى أن تعبّر عمّا في داخلها، لها جملة مشهورة قالتها في وسط البرلمان (ولسي جيرغا) استثارت غضب كثيرين.
قالت: “في هذا البرلمان تشكيلة من الزعماء: زعماء حرب، زعماء مخدرات، وزعماء جريمة.”
تقول: “أصبحت مستهدفة منذ ٢٠٠٢. ليس فقط من طالبان. بل رفعت صوتي ضد أمراء الحرب، وعصابات المخدرات. وضد أعداء بلدي. وكنتُ ضد التسبب في ضحايا من المدنيين في عمليات القوات الدولية. لستُ عمياء. أرى وأراقب. لهذا تعرضتُ لهجمات انتحارية وتفجير عبوات لاصفة. واليوم بعد هجوم ٢٠١٤ … أشعر بالأسى. كنتُ أسأل نفسي: هل أنا السبب؟ هل قتلتهم؟ أم أني أيضاً ضحية … لا أريد لأحد أن يموت بسبب أفكاري. هذا الفرق بيني وبين الإرهابيين وطالبان.”
المدارس السريّة
لم تأتِ آراؤها هذه من فراغ. عندما سيطر طالبان على كابول في ١٩٩٦، أدارت شبكة من المدارس السرية لتعليم البنات. تقول إنها في يوم من الأيام أخذت طفلتها إلى الطبيب ولم يكن معها “محرم.” فضربها طالبان في الشارع.
تقول: “استغرقتُ يومين حتى أتجاوز تلك الصدمة. بعد تلك الحادثة مباشرة، بدأتُ المدارس ‘السريّة’. اتصلتُ بصديقاتي المقرّبات وقلتُ لهن: ‘إذا رضينا بكل شيئ يحكمون به فهذا يعني أننا سنقتل أنفسنا وأجيالنا القادمة وبناتنا.'” وهكذا كلٌّ حسب تخصصها. باراكزاي أصبحت مدرّسة الرياضيات نظراً لدراساتها الجيوفيزياء والرياضيات في الجامعة.
كنا نحتال عليهم بأن نشتري الكتب من السوق ونخبئوها تحت ملابس الطالبات حتى تظل البنات في أمان
شعر طالبان بأن ذلك العنوان، حيث المدرسة، كان مريباً لكن لم يتمكنوا من معرفة ما يجري هناك. تقول باراكزاي: “كنا نحتال عليهم بأن نشتري الكتب من السوق ونخبئوها تحت ملابس الطالبات حتى تظل البنات في أمان عندما يأتين إلى المدرسة. لحسن الحظ، أتوا طالبان خمس مرات لكن لم يكتشفوا أنني المسؤولة.”
طالبان واللعبة المزدوجة
تعتقد السيدة باراكزاي أن طالبان لا يزالون هم ذات طالبان الذين حكموا أفغانستان في الفترة من ١٩٩٦ إلى ٢٠٠١ عندما اجتاحت أمريكا ذلك البلد رداً على هجمات ١١ سبتمبر. في ذلك الوقت، رفض زعيم طالبان، الملا عمر، تسليم أسامة بن لادن زعيم القاعدة أو إغلاق معسكرات تدريب القاعدة في قندهار وسواها.
تقول: “طالبان اليوم يلعبون لعبة مزدوجة. في التعامل مع الإعلام والمجتمع الدوليين، يصوّرون أنفسهم على أنهم صالحون، متواضعون يحترمون حقوق المرأة، يسعون إلى السلام ومستعدون لمحادثات السلام. لكن الجميع رأى كيف أنه طوال عام انتظرت وفد حكومة أفغانستان في الدوحة من أجل محادثات السلام، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيئ.”
تعتقد السيدة باراكزاي أن طالبان هم من أضاع الفرصة ليس فقط عليهم وإنما على كل أفغانستان. وتتحدى: “لو تغيّروا، لماذا لا يقبلون دستور أفغانستان القائم على الإسلام؟ لو تغيّروا، لماذا لا يستعدون للانتخابات؟ بما أنهم يقولون دائماً إن شعب أفغانستان يحبهم؛ فلهمّ بنا. ولنرَ ما تريده الأمة.”
تعتبر السيدة باراكزاي أنه لم يتغير في طالبان إلا “الجيل.” توضح: “ولاء الجيل الحالي للشبكة الإرهابية العالمية أكبر من ولائهم لأفغانستان. لا يعرفون شيئاً عن أفغانستان. حتى إنهم لا يقيمون وزناً لعَلَم أفغانستان الوطني الذي يحمل كلمة ‘الله’ تعالى وعبارة ‘الله أكبر‘. هم لا يحترمون هذا العَلَم،” وهي تشير إلى العلم الذي جلست أمامه.