“لم يعد هناك شيء أخسره” بهذه العبارة ردت فائزة رفسنجاني إبنة الرئيس الإيراني الأسبق على سؤال أخبار الآن عن خوفها على حياتها وخوفها من الملاحقة بعد سلسلة المواقف الجريئة التي أطلقتها مؤخراً رفسنجاني وفي لقاء حصري مطول مع أخبار الآن تحدثت فيه عن المرأة الإيرانية والقمع الذي تتعرض له، عن مستقبل إيران، و الدور الذي تلعبه ويمكن أن تلعبه في المستقبل.

  • لدى النظام الحاكم مشكلة مع النساء ولطالما تعاطى معهنّ من وجهة نظر أمنية وسياسية
  • لا ننعم في إيران بحرية التعبير علماً أنّ الحرية كانت من شعارات الثورة
  • السياسة الخارجية غير المتوازنة لا تخدم مصالحنا الوطنية وقضايا حقوق الإنسان والقضايا الاقتصادية

وقالت رفسنجاني: “نعم، حتماً، لدي حاليًّا الكثير من القضايا، ولقد تم سجني، أنا لا أتحدث على هذا النحو فقط مع وكالات الأنباء الأجنبية، لكنني أيضاً أتحدث بنفس الطريقة مع وكالات الأنباء المحلية أيضاً، لقد تم استدعائي للتو ويجب أن أمثل أمام المحكمة بعد تسعة أيام من الآن، ولكنني لست خائفة لأنه عندما يأخذون كل شيء منك، لم يعد من سبب للخوف؟ ماذا لدينا لنخسر؟

وتابعت:” لقد طُردت من عملي، كما أنني ممنوعة من مغادرة البلاد، وتعرّض أطفالي للمضايقة، وسُجنت، وليس لدي أي منصب، ولا أستطيع حتى الذهاب إلى أي مكان لإلقاء خطاب، وحتى عند انعقاد إجتماع ما، لا أستطيع الذهاب إليه، لأنهم يعمدون على الفور إلى إلغاء الاجتماع، إذاً، ما الذي يجب أن أخسره لأخاف منه؟ وعندما تكون قد سجنت مرة واحدة، فإنه لا فرق إذا تكرر الأمر مرتين، ثلاث مرات أو عشر مرات”.

فائزة رفسنجاني لأخبار الآن: سياستنا الخارجية لا تخدم مصلحتنا الوطنية

تحدثت رفسنجاني بإسهاب عن حقوق المرأة الإيرانية منتقدة مشكلة النظام في إيران ليس مع الرياضة النسائية وإنّما مع النساء بشكل عام لأنّه ينظر لهنّ بأنهنّ تهديد.

لا يخشى النظام الحاكم الرياضة النسائية ولكن لديه مشكلة مع النساء ولطالما تعاطى معهنّ من وجهة نظر أمنية وسياسية، تجاه الشعب النسائية وحقوق المرأة وهذه وجهة نظر خاطئة جداً لأن كل شيء في الواقع يُنظر إليه في الحقيقة في البلاد من وجهة نظر أمنية أعني بذلك الشعب النسائية لأنه يُنظر إليها من وجهة النظر هذه وبالتالي يُنظر إليهن دائماً كخطر وكتهديد بدلاً من النظر إليهنّ كفرصة، إذاً تكمن المشكلة في وجهة النظر الأمنية التي ينظرون من خلالها إلى كل شيء بما في ذلك الشؤون النسائية.

كيف تشعر الإيرانيات عندما يرين أنه ليس هناك من جهد لمكافحة الفساد والفقر بينما يستعمل النظام كل قواه لقمع النساء؟

بالفعل هذا شعور فظيع، مثلاً كلما برزت مشكلة خصوصاً عندما تتعلق بالنساء وهنا أذكر ذلك على سبيل المثال تكون النساء دائماً مذنبات، لنتحدث مثلاً عن جوهر مشكلة دخول الفتيات إلى النوادي الرياضية

ليس هناك مشاكل سياسية ولا قانونية ولا إجتماعية، آخر ما قالوه كان “أن الرجال لا يحسنون التصرّف وبالتالي لا يمكن للنساء دخول المجمعات الرياضية”. حسناً، نقول إن الرجال مذنبون ولكن نعاقب المرأة على ذلك؟ إن كنتم صادقون، دعوا النساء تدخل المجمعات الرياضية وامنعوا الرجال من دخولها، إن منعوا الرجال من دخول المجمعات الرياضية وسمحوا للنساء بدخولها، سيتعلم الرجال ألا يتصرفوا بطريقة غير أخلاقية.

المقصود هو أنه عندما تطرأ مشكلة، مثلاً إن تسبب الرجال بمشكلة، يحرمون النساء. فهم يحلّون المشكلة بإخراج النساء، أعني أنهم يلغون المشكلة بإخراج النساء وبنظرهم هم يحسنون الإدارة ولكنهم بهذه الطريقة ينتهكون حقوق المرأة ويقعمونها.

اعتادوا على حذف المشكلة لحلها

مسؤولينا بعينهم مراقبون من الناحية الأمنية أي أن الإدارة أصبحت شأناً أمنياً، عندما يريدون أن يعينوا مديراً، يطغى البعد الأمني على قرارهم، فمثلاً تحولت سياستنا الخارجية إلى شأن أمني، وسياستنا الداخلية كذلك لأنهم يتعاطون مع كل شيء من وجهة نظر أمنية، وطالما بقيت هذه النظرة سائدة، أعتقد أن لا شيء سيتغير لأن الأمور لا تُحل بطريقة طبيعية.

فائزة رفسنجاني لأخبار الآن: سياستنا الخارجية لا تخدم مصلحتنا الوطنية

ماذا قالت رفسنجاني لـ “أخبار الآن” عن تغيير النظام في إيران ورغبة والدها بتغيير النظام من الداخل؟ وما هي أبرز الأسئلة التي ستوججها إلى المرشد الأعلى الذي دعته إلى مناظرة مباشرة..

لقد أراد والدك تغيير النظام من الداخل في سنواته الأخيرة، كيف كان تقييمه لهذا الخيار، هل ندم على ذلك؟

لم أسمع أي شيء على غرار الندم، ولكنّ بمجرد تحوّله إلى ناقد نرى أن ما أراده لم يتحقق في النهاية، أعني عندما وصل السيد أحمدي نجاد إلى السلطة، تم عكس مسار التنمية في بلدنا تمامًا، وعدنا إلى الوراء في العديد من المجالات، وقعنا في حفرة بطريقة لم يستطع حتى السيد روحاني أن يضعها في نصابها الصحيح ويعيد الأمور إلى نفس النمط الذي كانت عليه في عهد والدي ولاحقا في عهد السيد خاتمي، أعتقد أنه لو استمر مسار أبي وأفكاره، لكان بوسعنا الآن أن نكون دولة نامية؛ لأنه بطريقة ما مضى 40 عامًا على ثورتنا، أليس هذا صحيحاً؟ ولكن لسوء الحظ لم يتحقق ذلك.

هذه هي هيكليتنا، بغض النظر عن هوية الشخص المسؤول في السلطة ، لأن لدينا حكم كليّ والسلطة مطلقة فيه، وصحيح أن لدينا ثلاث سلطات، لكنّ مركز السلطة هو سلطة رجال الدين، وهي التي تدفع النظام إلى تحقيق هذه الغاية، وللأسف لطالما كانت مركزية السلطة خطرًا على الحريّات، وعلى تفادي الفساد، وعلى منع نشوء الديكتاتوريات، ونحن نشعر بكل هذا الآن، أعتقد أنه حتى لو وُضع والدي بنفسه في هذا المنصب، لكان البلد في الحالة نفسها، لأن هيكل دستورنا يثير الجدلية، وهناك مركزية للسلطة فيه.

ماذا كان آخر موقف لوالدك وماذا كانت رغبته في الواقع بشأن ما ينبغي عمله لنظام ولاية الفقيه؟

لقد سعى والدي لمجلس القيادة، أعني أنه سعى إلى مجلس القيادة منذ البداية، وظل يطرح فكرة مجلس القيادة، وأعرب عن اعتقاده أنه إذا كان مجلس القيادة موجوداً ولم يكن الحاكم الوحيد هو شخص واحد، فقد تتغير هذه الشروط.

قد أعلنت عن رغبتك في إجراء نقاش مع المرشد الأعلى، ما هي الأسئلة والمواضيع الرئيسية التي ينبغي تسليط الضوء عليها؟

إنها نفس الأشياء التي قلتها للتو، نودّ أن نسلط الضوء على إبعاد وجهة النظر الأمنية تلك عن كل قضية، والسياسة الخارجية غير المتوازنة التي لا تخدم مصالحنا الوطنية، وقضايا حقوق الإنسان، والقضايا الاقتصادية، وقبل كل شيء، قضايا الإدارة، أي أن نرى المدير كخبير وأخصائي، وليس كفرد ديني أمني له ميول سياسية محددة وينتمي إلى الأحزاب والمافيا وما شابه ذلك، نريد التطرق إلى حقوق المرأة، وكل المشاكل التي نعاني منها سوف تبرز في هذا النقاش.

وإذا أردت أن أسرد عدد عبارات الرفض، لدي بالمناسبة قائمة كتبتها، فبرفض الناس للتصويت ماذا كانوا يرفضون؟ لكنني أعتقد أن ما قلته للتو يكفي حتى الآن، لأنّ العديد من المسائل الأخرى مدرجة ضمنها، تحرير السجناء السياسيين، وحرية التعبير، وإذا أردت أن أضع كل ذلك في جملة، أقصد العودة إلى أهداف الثورة، لأنني أعتقد الآن أننا لا ننعم بالاستقلال، وقد ارتبطنا بالصين وروسيا بسبب العداء للولايات المتحدة الأميركية، لقد سقطنا في المقلب الآخر، كما لا ننعم بحرية التعبير، علماً أنّ الحرية كانت من شعارات الثورة، لكننا نفتقدها، وبالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية، فنحن نفتقد الإسلام أيضاً، أَعْني بأنّنا جعلنا الأشياءَ السيئةَ مِنْ الأشياء الجيدة. ليس لدينا سوى مظاهر الإسلام، ولكن داخله لا شيء إسلامياً، وهذا ما قد ولّد معاداة للإسلام.

هل يمكن لإيران أن تتوصل إلى نظام يتم فيه وضع قوانين تستند إلى حقوق الإنسان والديمقراطية والعقل، دون أن يطغى عليها ما يقره رجل الدين هذا أو ذاك وفقاً لتفسيره الشخصي للدين والثقافة؟

برأيي، كل شيء ممكن، لمَ لا؟ في المحصّلة، البشر يعيشون على فسحة الأمل. نعم، هذه الأشياء يمكن أن تحدث، ولكن كم ستكلّف والمدة التي ستستغرقها يبقيان مفتوحين للنقاش.