شهدت محافظة نينوى استياءً كبيرا من قبل المواطنين بسبب حظر التجول الذي فرضته السلطات العليا للحد من جائحة كورونا.

تزامنت القرارات مع عيد الفطر المبارك حيث ينتظر التجار وأصحاب المحال والباعة المتجولين تصريف بضاعتهم في هذا اليوم، وتسبب هذا الحظر المفروض في صعوبة بالغة بالحركة التجارية.

وشددت الجهات المختصة إجراءاتها في الشوارع تطبيقاً للحظر الصحي في البلاد، مع إقرار غرامات مالية على المخالفين، تصل إلى ما يعادل 80 دولاراً أمريكيا.

وأبدى عدد كبير من أصحاب الدخل المحدود امتعاضهم من هذه الإجراءات، قائلين إنها تؤثر بصورة مباشرة على واقعهم المعيشي في ظل ارتفاع أسعار أغلب المواد الغذائية.

وتأمل الحكومة العراقية أن يساعد حظر التجوال، إلى جانب الإجراءات الوقائية الأخرى مثل التباعد الاجتماعي، في الحد من انتشار فيروس كورونا.

خسائر اقتصادية

يجلس محمد تاجر ملابس نسائية وأطفال، إلى جانب أكرم صاحب محال بيع ملابس رجالية في منطقة الدواسة التجارية وسط الموصل، والحزن يخيم على محياهما كما هو حال جميع أصحاب المحال في السوق التجارية بسبب ما أسموه “التخبط الحكومي” بقرارات حظر التجوال الصحي لمواجهة جائحة كورونا.

يقول محمد بانزعاج كبير “لا أعرف من يضع القرارات، وبماذا يفكر؟ فلقد قُطع رزقنا بشكل تام وتضررنا اقتصاديا لعزوف المواطنين عن التسوق والتبضع عندما أعلنت الحكومة أواخر شهر رمضان عن فرض حظر تجوال شامل ولمدة 10 أيام.

وقررت الحكومة العراقية، فرض حظر تجوال شامل لعشرة أيام، من 12 حتى 22، أيار/ مايو الحالي قبل عن تتراجع عن الأمر في أول أيام العيد.

وصادق مجلس الوزراء على توصية اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بفرض حظر التجوال الشامل في البلاد، للحد من انتشار جائحة كورونا، وتطبيق الإجراءات الوقائية من خلال التباعد الاجتماعي والشروط الوقائية الأخرى.

وسجلت وزارة الصحة مؤخرا زيادة كبيرة بأعداد الإصابات في عموم العراق، وفقا لبيانات حكومية، وشمل قرار حظر التجوال غلق المراكز التجارية المولات والمطاعم والكافتيريات والمقاهي ودور السينما والمتنزهات وقاعات المناسبات والأعراس والمسابح والقاعات الرياضية وغيرها، فضلا عن منع إقامة التجمعات البشرية بأشكالها كافة، فضلا عن التنقل بين المناطق السكنية لاي سبب كان.

 

 

 

بالصور.. استياء المواطنين في محافظة نينوى العراقية بسبب حظر التجول

وجاءت هذه القرارات بالتزامن مع أعياد الفطر المبارك حيث ينظر الآلاف من التجار واصحاب المحال والباعة المتجولين لتصريف بضاعتهم في هذا اليوم، وتسبب هذا الحظر المفروض على قطع العديد من الارزاق.

 

العاملون والحظر

أكرم الذي يجلس قرب محمد يرى أن لا فائدة من الكلام لأن “الحكومة لم تتخذ قرارا يصب بمصلحة الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه، على حد قوله”.

يصمت أكرم لثوان معدودات ثم يقول “على الحكومة المركزية النظر إلى حكومة إقليم كوردستان والتعلم من خططها التي تحاول خدمة شعبها بشتى الوسائل ومختلف الأساليب ففي الوقت الذي أعلنت حكومة بغداد فرض حظر التجوال الشامل أعلنت حكومة الإقليم رفع الحظر مع التشديد على الإجراءات الوقائية لجذب السياح إليها وبالتالي تحقيق أقصى منفعة اقتصادية للشعب هناك”.

ويسجل العراق إصابات مرتفعة بفيروس كورونا منذ أشهر تتراوح بين 3 و5 آلاف إصابة يومياً، وسط مخاوف من انهيار النظام الصحي على اعتبار أن البلد يملك بنية تحتية محدودة في هذا القطاع بفعل عقود من الحروب والفساد وعدم الاستقرار.

يبتسم ايهم صاحب مركز الحلاقة الرجالية بمنطقة الزهور بالساحل الايسر للموصل، قائلا “نحن الأكثر تضررا بين شرائح المجتمع فهذه المهنة روادها قبيل المناسبات لكن هذا الموسم اختلف الامر بسبب الاجراء الحكومي لمواجهة كورونا، الذي تراجعت عنه بسرعة كبيرة ولم يستفد الشعب منه ولم يجنِ سوى الخسائر”.

ويضيف، “نحن والكثير من المهن تصاب بالكساد خلال شهر رمضان المبارك لتنتعش قبل العيد، الا ان هذه السنة استمر الكساد ليتوجب علينا دفع الايجار واشتراك الطاقة الكهربائية الوطنية والأهلية وكافة الفواتير الأخرى من جيبنا الخاص”.

 

بالصور.. استياء المواطنين في محافظة نينوى العراقية بسبب حظر التجول

أثر التوقف على الخياطين كثيرا خاصة ليلة العيد حيث يتوجه الناس إلى خياطة وتعديل الملابس.

الحظر يفاقم البطالة

“زادت نسب البطالة بين الشباب الموصلي في الفترة الزمنية الممتدة من 10 نيسان/ ابريل الى منتصف أيار/ مايو 2021، والأسباب شهر رمضان والإجراءات الحكومية “الضبابية” المتعلقة بمواجهة الجائحة”، هذا ما أكد عدي الحمداني الباحث في الشأن الموصلي العام.

وهذه أول مرة يتم فيها رفع حظر التجوال كلياً في العراق منذ مارس/آذار الماضي.

يقول الحمداني إن “70% من الشباب الموصلي يبحثون عن فرص عمل في القطاع الخاص بسبب عدم الحصول على وظيفة حكومية، وإن القطاع الخاص في الأساس ليس بحالة جيدة فالمدينة شبه مغلقة لا يدخلها السياح لانعدام هذا النوع من المرافق الجاذبة جراء حرب التحرير من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتلكؤ الحكومة في إعادة اعمار ما دمرته الحرب، لذا فإن إصدار قرار قبل العيد بنحو سبعة أيام يقضي بالحظر الشامل والتأكيد أنه سوف ينفذ في العيد وتحديد 12 – 22 أيار لتطبيقه أصاب السوق والحركة التجارية بشلل تام، وبالتالي جميع الفئات العاملة داخل الموصل هي من تضررت، ولم ينقذ إلغاء الحظر في أول أيام العيد الرأس من الفأس الذي أصيب به”.

ويتابع، أن”حكومة الإقليم وكعادتها استثمرت الفرصة وسارعت بالإعلان عن إلغاء الحظر الشامل وفتح جميع المراكز التجارية والسياحية أمام الوافدين إليها من نينوى وباقي محافظات العراق ما عاد بالنفع الاقتصادي على الإقليم وسكانه”.

وكانت السلطات العراقية اتخذت إجراءات مبكرة لمنع انتشار الوباء، حيث فرضت حظر تجول شامل في 17 مارس/آذار الماضي، قبل أن يخفف قيوده في 21 أبريل/نيسان، حيث سمح بتجوال السكان خلال ساعات النهار عدى يومي الجمعة والسبت كان فيهما الحظر شاملاً.

 

بالصور.. استياء المواطنين في محافظة نينوى العراقية بسبب حظر التجول

ويقول صاحب محل ألبسة في سوق النبي إن هذا اليوم يعادل عمل سنة لأن أغلب الناس قد وزعت زكاة رمضان.

وعادت السلطات لفرض حظر التجوال الشامل مرتين بالتزامن مع عطلتي عيد الفطر (15 يوماً)، والأضحى (10 أيام)، في مسعى للحد من التجمعات.

ثم خففت الحكومة القيود أكثر في منتصف آب/أغسطس، وجعلت حظر التجوال جزئياً في كل الأيام من الساعة العاشرة ليلاً لغاية الخامسة فجراً.

 

بالصور.. استياء المواطنين في محافظة نينوى العراقية بسبب حظر التجول

أثر غلق الأسواق على العمال والكادحين.

وفي الأشهر القليلة الماضية، ألغى العراق معظم القيود المفروضة للوقاية من تفشي كورونا بينها إعادة الأنشطة الرياضية، واستئناف الرحلات الجوية، وإعادة فتح المعابر الحدودية البرية أمام حركة التبادل التجاري، وإعادة فتح المساجد، غيرها.

لكن السلطات أبقت الحظر ساريا على السياحة الدينية، إذ يشهد العراق، عادة، توافد مئات آلاف الأشخاص سنوياً من خارج البلاد لزيارة أضرحة مقدسة في النجف وكربلاء جنوبي البلاد.

بالصور.. استياء المواطنين في محافظة نينوى العراقية بسبب حظر التجول

شوارع نينوى خالية خلال العيد.. وآمال برفع الإجراءات قريبا