الدنمارك تبدأ في إخطار بعض العائلات السورية بالعودة إلى بلادهم

يعيش اللاجئون السوريون في الدنمارك حالة كبيرة من القلق والخوف بعد قرار سلطات البلاد هناك بإعادة الكثير منهم إلى سوريا وسط الصراع الدائر هناك.

ومؤخراً، فإن الحكومة الدنماركية بدأت مراجعة وإلغاء تصاريح الإقامة للسوريين على أراضيها، وذلك بعد سنوات على استقبالهم.

وتثير تلك الخطوة الدنماركية مخاوف لدى المنظمات الحقوقية من أن تؤدي إلى ارجاع هؤلاء السوريين إلى بلد فيه مناطق كثيرة غير آمنة.

اللاجئون السوريون في الدنمارك يعيشون الخوف: بلدنا ليس آمناً

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنه “منذ أن اعتبرت دوائر الهجرة الدّنماركية في العام 2019 دمشق والمناطق المحيطة بها آمنة، راجعت تصاريح إقامة 1250 سوريا غادروا بلادهم هرباً من الحرب”.

وفعلياً، فإن الدنمارك تعتبر أول دولة أوروبية تعلن أن سوريا “آمنة”.

من جانبه أكد الناشط في منظمة Dozena  السورية الدنماركية يوسف بكداش أن السوريين في الدنمارك خرجوا من بلادهم نتيجة الحرب والقمع والقتل، مشيرا إلى أنهم استقبلوا القرار الأخير بشكل “مفجع”.  

السوريون في الدنمارك.. هل الهدف هو الترحيل أم العزل؟

الناشط السوري في الدانمارك يوسف بكداش خلال مقابلة مع أخبار الآن

 

وأضاف بكداش لأخبار الآن أن الكثير من السوريين اعتقدوا أن القرار هو عبارة عن دعاية انتخابية، إلا أنهم تفاجأوا باستدعائهم للمحاكم الخاصة بالهجرة،

وتابع: “السوريون الذين أتوا إلى الدنمارك فروا من الحرب والتشريد مثل باقي السوريين حول العالم، وعندما تلقوا الخبر في بادئ الأمر اعتقدوا أنه بيان انتخابي ما جديد، إلى أن تم استدعائهم لمحاكم الهجرة الدنماركية لإجراء مقابلات لسحب تصريح الإقامة الدائمة منهم، وإرسالهم إلى مراكز ترحيل، دون إمكانية ترحيلهم إلى سوريا”.

ورداً على سؤال إن كان هناك أي مؤشرات سابقة عن نية إصدار هذا القرار في الماضي، أعرب بكداش عن أن الخبر كان مفاجئا

ويقول بكداش ” إثر الهجرة على عجالة في عام 2018 تم إصدار بيان مشترك من منظمات وهيئات منهم هيومن رايتس واتش تنصف مدينة دمشق كمدينة آمنة إلا أن 11 مصدرا من أساس 12 مصدرا ضمن هذا التقرير أعلنوا تنصلهم من هذا التصنيف، وقالوا إنه تم تسييسه واقتطاعه من السياق الصحيح”

وشدد بكداش على أن الهدف من القرار هو عزل السوريين داخل مراكز الترحيل فقط.

 

 

وتقول الحكومة الدنماركية إنها أوضحت للسوريين منذ البداية أنهم لم يُعرض عليهم سوى حماية مؤقتة.

قال راسموس ستوركلوند، وهو مشرع من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وعضو لجنة الهجرة والاندماج في البرلمان: “إنه حجر الزاوية في تشريعاتنا، أن تحصل على حماية مؤقتة، وبمجرد أن لا تحتاج إلى الحماية بعد الآن، سيتعين عليك مغادرة الدنمارك” .

وأدان الخبراء الذين ساهموا في التقارير التي استندت إليها السلطات الدنماركية في تقييمها هذا الاستنتاج، وحذروا في بيان مشترك نشرته هيومن رايتس ووتش من أن “الظروف غير موجودة حاليًا في أي مكان في سوريا للعودة الآمنة”.