الشباب في تونس يعانون مع ارتفاع معدلات البطالة في البلاد

تعرف تونس معدلات بطالة مرتفعة نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية بعد الثورة وانتشار فيروس كورونا بالبلاد.

ويعد أصحاب الشهادات العليا من أكثر الفئات تضررا من أزمة البطالة الخانقة في البلاد، إذ يتجاوز عدد المعطلين عن العمل من خريجي الجامعات التونسية أكثر من 200 ألف شخص.

 ورغم مساعي الحكومات المتعاقبة منذ الثورة لتخفيض نسب البطالة وتشغيل الشباب إلا أن هذه المساعي لم توفر حلولا جذرية لمشكل البطالة في البلاد.

 

مطلب شغل موجه لرئيس الحكومة في تونس من 360 صفحة وبطول 100 متر

في هذا الإطار وللفت أنظار الحكومات لمشكل بطالتهم تعددت الصور والأشكال الاحتجاجية للشباب المعطل عن العمل من الاعتصامات المفتوحة إلى الوقفات الاحتجاجية، غير أن الشاب إبراهيم الجدلاوي أصيل معتمدية المتلوي من محافظة قفصة التونسية اختار أن يحتج بطريقة مختلفة وفريدة من خلال كتابة مطلب شغل في 360 صفحة وبطول 100 متر وجهه لرئيس الحكومة.

مطلب الشغل الذي أطلق عليه الشاب “رحلة التشغيل والكرامة” ضمنه أدق تفاصيل رحلة البحث اليومية عن عمل والتي بدأت منذ ٤ سنوات.

قضى إبراهيم خمسة أشهر في كتابة مطلب الشغل، والذي يعتبره أطول مطلب شغل في العالم، ويعتزم تقديمه إلى رئاسة الحكومة.

ويعتبر إبراهيم الجدلاوي أنه من غير المعقول أن يكون مسقط رأسه المتلوي منتج لأهم ثروات البلاد الطبيعية وهو الفسفاط فيما يعرف شباب المنطقة البطالة وتحرم الجهة من مشاريع التنمية.

ويرى إبراهيم أن كتابته لمطلب شغل في مائة متر هو بمثابة حركة رمزية للفت انتباه أصحاب القرار.

ويطالب إبراهيم بأن تمكنه الحكومة التونسية من وظيفة يستطيع من خلالها أن يضمن أسباب العيش الكريم، أو أن تمنحه قرضا بنكيا يستطيع من خلاله بعث مشروع خاص، متعجبا في الوقت نفسه من دعم الحكومة لرجال الأعمال المتنفذين على حد قوله مقابل تجاهل الشباب.

هذا وأظهرت نتائج المسح الوطني في تونس حول السكان والتشغيل للثلاثي الرابع من سنة 2020 ان عدد العاطلين عن العمل بلغ 725,1 ألف عاطل عن العمل من مجموع السكان النشيطين مقابل 676,6 ألف عاطل عن العمل تم تسجيله خلال الثلاثي الثالث لسنة 2020، لترتفع بالتالي نسبة البطالة إلى 17,4 بالمائة خلال الثلاثي الرابع من سنة 2020، مقابل 16,2 بالمائة في الثلاثي الثالث.