الملك: حمزة مع عائلته في قصره برعايتي

لم يكن خطاب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين اليوم خطابا عادياً، بل كان صارماً في المضمون أبوياً في الطرح مؤكداً على مضامين الأمن والاستقرار التي تتمتع بها المملكة الأردنية الهاشمية، التي تعيش وسط إقليم ملتهب.

كان من اللافت استخدام بعض المصطلحات التي عبر فيها الملك الأردني عن رؤيته لما جرى خلال الأيام الماضية، فقد أسمى ما حدث “فتنة”، وطمأن الأردنيين عن الأمير الذي يرتبطون به وجدانياً لقربه في الشبه مع والده الراحل الحسين بن طلال، سمو الأمير حمزة بن الحسين.

بأبوية، قال العاهل الأردني “حمزة مع عائلته في قصره برعايتي“، وهو هنا إذ يؤكد على أنه القائد للأسرة الهاشمية والأسرة الأردنية الكبيرة، كما ركز الملك على اعتبار الأردنيين أهله وعشيرته ومنبع عزيمته، وهي مصطلحات يكررها في الغالب في خطاباته، كما ركز في مطلع الرسالة الملكية على دور الجيش العربي والأجهزة الأمنية في حماية أمن الأردن.

 

الأردن.. من بداية الأزمة وحتى رسالة الأمير حمزة | حلقة ستديو الآن

صورة أرشيفية للأمير حمزة بن الحسين ولي العهد الأردني السابق. رويترز

 

ومباشرة انتقل العاهل الأردني إلى التشديد على أن الأردن معتاد على مواجهة التحديات والصعوبات، التي أسهمت في جعل البلاد أكثر قوة ومنعة وازدهاراً، ومشدداً على أن الثمن الذي دفعته بلاده نتيجة مواقف معينة، لا يمكن أن يحيده عن تلك الطريق.

التحدي الأكثر إيلاماً

وهذه التحديات، كما شدد العاهل الأردني لم تكن الأصعب بل، كانت الأقسى، قائلاً جلالته بشكل واضح: “لم يكن تحدي الأيام الماضية هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز”.

ومن الأهمية بمكان هنا الإشارة إلى أن العاهل الأردني، استحضر إرث الحسين بن طلال، الملك الذي رغم رحيله منذ نحو 21 عاماً إلا أن له مكانة في قلوب الأردنيين، عندما قال “فقد نذرني الحسين، طيب الله ثراه، يوم ولدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرس حياتي لنكمل معا مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي. مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه. ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة”، كما اختتمت الرسالة باسم الملك “عبدالله الثاني ابن الحسين”، وفي هذا استحضار ثان لإرث الملك الباني.

كما شدد العاهل الأردني على أن القانون سيأخذ مجراه في بلد يتغنى دوما بمؤسساته وقانونه، عندما قال فيما يتعلق بالجوانب الأخرى، فهي قيد التحقيق، وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية، والخطوات القادمة، ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي”.

وربما هي من المرات القلائل التي يستخدم الملك في عبارة واحدة، كلمات مثل “متحدين” و “يد واحدة” و”الأسرة الأردنية” و”متماسكين” ومتراصين، في تأكيد من جلالته على أهمية وحدة الصف في هذه المرحلة الحرجة، عندما قال: “يواجه وطننا تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا. ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائما، متّحدين، يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا”.

واختتم بالتأكيد على أن الأردن سيبقى عصياً وشامخا بهمة أبنائه، وعزيمتهم وإخلاصهم، كبيرا بقيمه وبإرادته وبمبادئه، نبراسنا الحزم في الدفاع عن الوطن، والوحدة في مواجهة الشدائد، والعدل والرحمة والتراحم في كل ما نفعل، وهي عبارات تؤكد الآية الكريمة التي ذكرها العاهل الأردني في معرض حديثه عن الأزمة الأخيرة “والكاظمين الغيض والعافين عن الناس”.