أصدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” يوم الثلاثاء تقريرًا حول أنصار السنة وهي جماعة جهادية ناشطة في موزمبيق وكيف أنها تطلق حملة مرعبة من العنف ضد الأطفال.

وكشفت المنظمة أن أنصار السنة تقتل بوحشية الأطفال الأبرياء بعمر الـ 11 عامًا، وقد قاومت دموعي وأنا أقرأ ما كتبته والدة طفل بعمر الـ 12 عامًا تم قطع رأسه بالقرب من مخبئهم، إذ تقول السيدة: “هوجمت قريتنا في تلك الليلة وأحرقت المنازل، كنت مع أطفالي الأربعة عندما بدأ الأمر برمته، حاولنا الهرب إلى الغابة إلا أنهم أخذوا ابني وقطعوا رأسه، لم ننبث ببنت شفة خوفًا من أن يقتلونا أيضًا”

كان بوسع السا، 28 عامًا، سماع ابنها وهو يصرخ بينما يذبح، ولكن عجزت عن إنقاذه، حتى إخوانه الثلاثة الصغار عجزوا عن مساعدته خوفًا على أرواحهم، فيما تقول أميليا ابنة الـ 29 عامًا إن ابنها قتل بعمر الـ 11 عامًا على يد مسلحين.

ليست هذه القصص سوى غيض من فيض ومن حوالي 2600 شخصًا قتلوا في محافظة كابو ديلغادو منذ العام 2017.

كيف انطلقت شرارة هذه الجماعة؟ ما هي أيديولوجيتها وإلى ماذا تطمح؟ كيف تحصل على التمويل؟ ما هي صلاتها الدولية؟ ما هو وضعها الحالي والمستقبلي؟

يجيب هذا المقال عن هذه الأسئلة..

الأصل والأيديولوجية

 بدأت أنصار السنة كمنظمة دينية في مدينة ميناء موكيمبوا دا برايا الساحلية بشمال موزمبيق، وأسسها مجموعة من الشباب الذين أنهوا دراستهم في مدارس إسلامية في الصومال أو كان لهم علاقات مع جماعات سلفية في تنزانيا وكينيا.

تدعو الجماعة نفسها بأهل السنة والجماعة وقد شيدت مساجد وبدأت بإلقاء عظات تصب ضمن الإسلام المتشدد.

دعمت أهل السنة والجماعة في البداية “تطهير” الإسلام من ممارسات الصوفيين الأورثودوكس الذين يشكلون الأغلبية من المسلمين في موزمبيق ووصفتهم بالفاسدين.

تشهير الجماعة بالصوفيين سبب توترًا بين الصوفيين والسلفيين، وقد بدا هذا جليًا في الخطاب في المساجد وأماكن عامة أخرى، وقد أصر كل جانب على أنه يفهم المعنى الحقيق للإسلام.

ومع تصاعد التوتر الطائفي وانخراط الجماعة في نزاع مع السلطات بسبب التفسير الراديكالي للإسلام وخصائص المسلمين الصوفيين، أصبحت أهل السنة والجماعة أكثر تصلبًا.

وتبلورت هذه الآراء التفردية أكثر عندما ضمت الجماعة أتباع عبود روغو محمد وهو زعيم حركة الهجرة وهي جماعة كينية متحالفة مع حركة الشباب في الصومال.

روجو محمد الذي قُتل في العام 2012 كان مدرجًا على قوائم عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة بزعم “تقديم الدعم المالي والمادي واللوجستي والتقني لحركة الشباب”، بما في ذلك جمع الأموال وتجنيد مقاتلين يتحدثون اللغة السواحيلية.

عندما قُتل روجو في إطلاق نار من سيارة مسرعة في أغسطس/آب 2012 بعد فترة وجيزة من فرض عقوبات عليه، اتهم أنصاره السلطات الكينية باغتياله.

واندلعت أعمال الشغب في مومباسا حيث كان مقره وبلغت ذروتها بمقتل شخص وشن هجمات على الكنائس.

ومع ازدياد أعمال الشغب والقتل، مارست السلطات الكينية ضغوطًا على أنصار روجو محمد، انضم بعض الأعضاء إلى حركة الشباب في الصومال بينما انتقل آخرون جنوبًا إلى تنزانيا؛ وبحلول عام 2016، عبر البعض إلى مقاطعة كابو ديلجادو في موزمبيق.

أثبت هذا الاتصال مع أتباع روجو محمد الذين انتقلوا إلى موزمبيق أنه عنصر أساسي للمجموعة، ومع استمرار الجمود مع السلطات والصوفية، غيرت الجماعة اسمها إلى أنصار السنة وبدأت تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في منطقة كابو ديلجادو، ذات الغالبية المسلمة.

ورفضت الاعتراف بالقانون الموزمبيقي، قائلة إنه من صنع الإنسان وغير إسلامي، كما رفضت الجماعة مؤسسات الدولة مثل المدارس والمستشفيات ودفع الضرائب وطلبت من أنصارها عدم التصويت في الانتخابات أو إرسال أطفالهم إلى المدارس التي تديرها الدولة.

سلحت جماعة أنصار السنة عناصرها بأسلحة خفيفة وبدأت بالاعتداء على مؤسسات الدولة ومضايقة السكان المحليين، وقد أكسب هذا الميليشيا لقبها المحلي وهو الشباب في إشارة إلى فرع القاعدة الصومالي.

انحصر عنف جماعة أنصار السنة في منطقة كابو ديلجادو وهي أفقر مقاطعات موزمبيق، حيث ترتفع معدلات الأمية والبطالة، ولاقت رسالتها صدى لدى الشباب المسلم الساخط في موزمبيق.

وضع السرد المتصلب للجماعة فكرته عن الحكومة الإسلامية المتزمتة باعتبارها الدواء الشافي لعقود من التهميش الاقتصادي والإقصاء السياسي والفقر والبطالة.

جذب خطاب أنصار السنة المعادي للصوفية الشباب بشكل خاص، ورأى الكثيرون أن قادة الصوفية سلبيون للغاية في مواجهة سياسة الحكومة التي يُنظر إليها على أنها تؤثر سلبًا على المسلمين.

الصلات والتمويل

بدأت جماعة أنصار السنة في الترويج لخطاب المنظمات المتطرفة العالمية التي تستغل العقائد الإسلامية منذ تشكيلها في حوالى العام 2015.

وكما الجماعات السلفية الجهادية الأخرى، تدعو الجماعة إلى شكل بدائي من الأصولية الإسلامية وتدّعي الكفاح من أجل تطهير الإسلام من فساد دولة موزمبيق العلمانية وانحرافات الصوفيين من أجل إعادته إلى شكله النقي.

وتنشر أنصار السنة حرب عصابات تستهدف في الغالب المدنيين، تخطف النساء والفتيات وتحرق القرى وتنهب الممتلكات وتبرر استخدام العنف لتحقيق أهدافه.

يستخدم أعضاء الجماعة الروايات المحلية للترويج لإيديولوجية جهادية عابرة للحدود، تستغل الإسلام والمظالم المحلية لتجنيد الأعضاء وتستخدم روابطها الإقليمية والعالمية لتدريبهم وتسليحهم.

وبحسب ما ورد فإن لقادة أنصار السنة علاقات مع الصومال وكينيا وتنزانيا والسودان.

درس بعضهم أو تدربوا أو استحصلوا على علمهم من واحدة أو أكثر من هذه البلدان، وفقًا لتقارير نقلاً عن السلطات الموزمبيقية.

لدى المجموعة معسكرات تدريب في شمال تنزانيا ومنطقة كيبيتي في تنزانيا ومنطقة البحيرة الكبرى الإفريقية، وتفيد التقارير أيضاً بأن المجندين يتلقون التدريب محلياً على يد شرطي موزمبيقي مفصول وأعضاء سابقين في حرس الحدود الموزمبيقي. وعلى الصعيد الدولي، ترسل الميليشيا شبانًا إلى تنزانيا وكينيا والصومال المجاورة للتدريب الديني والعسكري، بحسب بي بي سي.

كشفت النتائج الأولية لدراسة أجراها أكاديميون موزمبيق أن الجماعة المتطرفة تمول من أنشطة غير مشروعة مثل التجارة في الأخشاب والفحم والعاج والمطاط، بمشاركة شركاء في تنزانيا والبحيرات العظمى والصين وفيتنام.

كما تتلقى التبرعات المحلية والأجنبية من الأشخاص المرتبطين بها، وتستخدم الميليشيا الأموال لشراء الأسلحة ودعم أفرادها وعائلاتهم وتمويل الرحلات لقادتها وتوفير الأموال للأعضاء لبدء أعمال تجارية صغيرة وإنتاج مقاطع فيديو دعائية، بما في ذلك إعادة إنتاج مقاطع الفيديو التي صورها روجو محمد عندما كان على قيد الحياة.

 

على الرغم من أن أنصار السنة ملقبة محليًا بحركة الشباب، إلا أنها في الواقع أقرب إلى بوكو حرام ليس فقط من حيث الأصول الدينية والاجتماعية والاقتصادية، ولكن أيضًا في ما يتعلق بسردها وعملياتها، وتعارض المجموعتان مؤسسات الدولة والديمقراطية والقوانين العلمانية.

لكن الأهم من ذلك أنه قبل أنصار السنة، كانت بوكو حرام الجماعة المتطرفة الوحيدة التي جعلت معارضة التعليم على النمط الغربي محورًأ أساسيًا.

من الناحية العملية، ينخرط كلاهما في الاستهداف المتعمد للأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، واختطاف النساء للاستغلال الجنسي والنهب وإن بدرجات متفاوتة.

الهجمات والتجاوب

بدأت جماعة أنصار السنة ترهيب المسلمين المحليين بالأسلحة الخفيفة منذ تغيير صورتها عام 2015، لكن أول هجوم منظم لها جاء بعد ذلك بعامين ضد أحد رموز الدولة.

إذ في 5 تشرين الأول /أكتوبر 2017، اقتحم 30 عضو المجموعة تقريبًا ثلاثة مراكز للشرطة في بلدة موكيمبوا دا برايا، وقتلوا 17 شخصًا، بينهم ضابطيَنْ من الشرطة وأحد قادة لمجموعة، وغادروا بأسلحة وذخيرة للشرطة.

أحدث هذا الهجوم موجات من الصدمة وسط السلطات الموزمبيقية والمنطقة على نطاق واسع، وردت الحكومة باعتقالات واسعة النطاق لأعضاء مشتبه بهم ومتعاطفين معهم.

كما اعتُقل 300 شخص تقريبًا في غضون أشهر من الهجوم، وأُغلقت أولاً المساجد التي يُشتبه في ارتباطها بالجماعة ودمرتها الحكومة لاحقًا، الأمر الذي أدانه بعض القادة المسلمين في البلد الذين أكدوا أن أعمال كهذه ستوّلد “مشاعر سيئة داخل المجتمع المسلم”، وكانت هذه النتيجة تحديدًا.

وتلا ذلك المزيد من المناوشات والهجمات والاعتقالات، بما في ذلك اغتيال مدير الاستطلاع الوطني في شرطة مكافحة الشغب. في كانون الأول/ديسمبر 2017، حددت السلطات اثنين مواطنيَنْ موزمبيقييَنْ، وهما نورو أدرمان وجعفر علوي، كمنظمين مشتبه بهما للمجموعة الأولى من الهجمات.

وعليه، ذكرت حكومة المقاطعة أن كليهما درسا العلوم الإسلامية في تنزانيا والسودان والمملكة العربية السعودية، حيث زُعم أنهما تلقيا أيضًا تدريبات عسكرية، لذا منحت السلطات الجماعة أسبوعًا للاستسلام وتسليم أسلحتهم مقابل العفو، لكن جماعة أنضار السنة رفضت هذا العرض رفضته.

وفي 24 و25 كانون الأول/ديسمبر، أي عند انتهاء مهلة الإنذار، قصفت طائرتان هليكوبتر وسفينة تابعة للبحرية موتومبات، وهي بلدة يعتقد أنها معقل للمتمردين، وقتل خمسون شخصًا.

في أوائل كانون الثاني/يناير 2017، وقعت موزمبيق اتفاقية مع روسيا لمضاعفة التعاون العسكري والتقني، بما في ذلك “شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية، فضلاً عن المعدات الأخرى ذات التوجه العسكري وقطع الغيار والأدوات” لمكافحة الإرهاب.

كما دخلت في اتفاقيات مماثلة مع تنزانيا المجاورة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا لبناء قيادة عسكرية إقليمية ونشر المزيد من القوات في المنطقة المتضررة لمحاربة المجموعة.

استمرت الهجمات التي شنتها الجماعة وعمليات مكافحة التمرد حتى عام 2018، وفي يناير / كانون الثاني، هاجمت بلدة أولومبي حيث قتلت خمسة أشخاص وأصابت عدة آخرين.

وأسفر هجوم في آذار/مارس على قرية تشيتولو عن مقتل عدد غير معروف من السكان، وفي إبريل / نيسان، قُتل شخص واحد على الأقل واحتُجز ثلاثة رهائن في غارات على قريتي دياكا فيلها ومانغوازا.

كما أفاد مرصد حقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن 39 شخصًا، ونزح أكثر من 1000 شخص ودُمرت مئات المنازل منذ أيار/مايو.

في كل من هذه الهجمات وغيرها، قامت الميليشيا بسرقة الطعام والأدوية، وإحراق المنازل ونهب الممتلكات، ووردت أنباء عن اختطاف النساء واستغلالهن كعبيد جنس.

في تطور يعطي فكرة أعمق عن أيديولوجية الجماعة وطريقة عملها وطموحاتها، أصدرت جماعة أنصار السنة مقطع فيديو في كانون الثاني/يناير 2018 يظهر فيه ستة أعضاء يرتدون ملابس مدنية وخمسة منهم يلوحون ببنادق “AK-47”.

أعلن أحد القادة الذين تحدثوا بلغة موزمبيق الرسمية أي البرتغالية، مستشهدًا بآيات قرآنية باللغة العربية، معتبرًا أن هدف المجموعة هو الإطاحة بالحكومة الموزمبيقية واستبدالها بمجتمع يتبع الشريعة.

وزعم أن قضيتهم تحظى بدعم إلهي وبالتالي ستنجح ودعا “إخوانهم” للانضمام إليهم في معركتهم ضد “الشياطين” المخالفين للقرآن. كما أعلن مسؤوليته عن هجوم أكتوبر / تشرين الأول 2017 الذي قال إنه كان يهدف إلى إرساء المبادئ والشريعة الإسلامية.

الانتماء إلى داعش

يمكن أن تعود علاقة أنصار السنة بداعش إلى نيسان/أبريل 2018 عندما ذكرت صحيفة جنوب إفريقية أن 90 مقاتلًا تقريبًا من داعش قد تسللوا إلى شمال موزمبيق، ما أدى إلى شائعات عن ارتباط المجموعتين؛ فأعلن الاتحاد الأفريقي في الشهر التالي أن مصادر استخباراتية قد أكدت أن عناصر تنظيم داعش، تمركزوا في أربع دول إفريقية ومن ضمنها موزمبيق.

ورفضت حكومة موزمبيق التقريرين؛ وكانت الحكومة لا تزال تقلل من شأن الوضع المتدهور بسرعة في شمال البلد، حيث اكتُشف مخزون كبير من الغاز مؤخرًا.

أصبح ارتباط جماعة أنصار السنة بداعش واضحاً مع تنامي عنف الجماعة ودعايتها، وزعم داعش في حزيران / يونيو 2019 أن فرع “ولاية إفريقيا الوسطى” نفذ هجوماً ناجحاً على جيش موزمبيق، وقُتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وأصيب 12 تقريبًا خلال الهجوم.

وقد أصبح هذا أول ادعاء لتنظيم داعش بشن هجوم في موزمبيق، ويشير إلى أن التنظيمين أصبحا بالفعل تابعين لهما، ومنذ ذلك الحين، واصل التنظيم الإرهابي تبني هجمات أنصار السنة في ظل ولاية إفريقيا الوسطى.

تصاعدت أنشطة أنصار السنة العنيفة وامتدت إلى مناطق أخرى من منطقة كابو ديلجادو منذ عام 2018، واشتدت هجماتها عام 2019، عندما بدأت في الاشتباك مع أهداف أكثر صعوبة بما في ذلك الجيش والقوات المسلحة.

ومن المرجح أن يكون هذا التحول وليدة اعتراف مقاتلي أنصار السنة بامتلاكهم الآن القدرة والحنكة في تمردهم للمزايدة على الأرض.

وأدى اكتشاف رواسب ضخمة من الياقوت وحقل غاز عملاق بين 2009 و2010، إلى رفع الآمال في الحصول على وظائف وحياة أفضل للعديد من السكان المحليين، لكن هذه الآمال تبددت، أو على الأقل عُلّقت بسبب هذه الهجمات.

الوضع الحالي والطريق إلى الأمام

لا تبالي جماعة أنصار السنة باستهداف الأطفال والهجوم عليهم بحسب ما أوردته منظمة إنقاذ الطفولة.

وقتل تنظيم أنصار السنة العام الماضي، أكثر من 50 شخصًا بعد قطع رؤوسهم في ملعب لكرة القدم في قرية ما.

تشتهر جماعة أنصار السنة تحديدًا بتعمد استهداف النساء والأطفال لمجرد عدم انضمامهم إلى الجماعة.

ومنذ هجماتها القليلة الأولى في موكيمبوا دا برايا في أواخر عام 2017، شنت الجماعة الآن أكثر من 20 هجومًا شهريًا في تمرد يغطي تسع بلدات ومقاطعات رئيسية على طول ساحل كابو ديلجادو، ما تسبب بنزوح ما يقرب من 670.000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

بينما تصعّد جماعة أنصار السنة هجماتها على الأهداف السهلة، تزيد حكومة موزمبيق وشركاؤها من ردهم العسكري، ومع ذلك، إن كانت تجربة محاربة التطرف في أماكن أخرى تدل على أي مؤشر، فلا يمكن معالجة خطر العنف الجهادي من خلال الجهود الأمنية وحدها.

بينما تهدف الإجراءات الأمنية إلى استهداف المتطرفين والحفاظ على أمان المجتمعات نظريًا، لكنها تساهم عمليًا في تصاعد العنف. وهذا بدوره يولد مظالم ضد الجهات الحكومية، ويوفر مساحة خصبة للمتطرفين لتجنيد الشباب الساخط، الأمر الذي يشكّل أحد الدروس الرئيسية من معركة نيجيريا التي استمرت عقدًا مع بوكو حرام.

كما بدأت جماعة أنصار السنة، بدأت بوكو حرام كمجموعة غير منضبطة، وعلى الرغم من الرد العسكري الثقيل، إلا أنها تحولت إلى إحدى الجماعات الأكثر تديّنًا وتطرفًا وإجرامًا في التاريخ الحديث.

ويبدو أن أنصار السنة يعانون المأساة ذاتها.

تحتاج موزمبيق إلى تعزيز جهودها الأمنية لحماية المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال من مجموعة لا ترحم، لكن الجهد الأمني ​​وحده لا يمكن أن يحل هذه المشكلة.

إذ ثمة حاجة إلى العمل مع رجال الدين المسلمين والجماعات لمواجهة رسالة أنصار السنة العنيفة، علاوة على ذلك، تحتاج الحكومة إلى توفير التعليم وفرص العمل للشباب وبناء البنية التحتية في هذه المنطقة الفقيرة حيث يشكل المسلمون الأغلبية.