الإفراج عن قيادي في غرفة “فاثبتوا” في سوريا

قال إبراهيم الإدلبي الصحفي والناشط السياسي السوري لأخبار الآن إن “هيـئة تـحرير الشـام” شمال غرب سوريا، أفرجت عن أبو صلاح الأوزبكي قائد غرفة عمليات “فاثبتـوا” المكونة من عدة فصائل متشددة، والتي عملت “تحـرير الشـام” على تفكيكها بعد صراع مسلح دام أيام بين الطرفين.

من جهة أخرى حكمت الهيئة بالسجن 5 سنوات على قيادي آخر في “فاثبتوا” يدعى أبو عبد الرحمن المكي، إضافة إلى أبو مالك التلي حيث جرى اعتقالهم جميعاً في حزيران/يونيو عام 2020.

يشار إلى أن “تحرير الشام” فكـّكت غرفة عمليات “فاثبتوا” وعلى رأسها تنظيم “حراس الدين” بعد اشتباكات بين الطرفين استمرت لمدة أربعة أيام منذ 23 حتى 26 حزيران/يونيو، بتوقيع 3 بيانات بين الطرفين يسلم من خلالها “حراس الدين” سلاحه باستثناء السلاح الفردي.

وتمنع “تحرير الشام” تشكيل أي جسم عسكري أو مدني جديد في شمال غرب سوريا وفقاً للناشط “إدلبي”، كما تمنع القيام بأي عمل عسكري ضد قوات النظام دون علمها وقيادتها، حيث حصرت جميع الأعمال العسكرية بغرفة عمليات “الفتح المبين” التي تتزعمها.

وقال الناشط إدلبي إن الإفراج قد يكون مناورة من قبل زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني خاصة وأنه حكم بالسجن مدة 5 سنوات على أبو عبد الرحمن المصري، أيضاً يأتي في إطار مناورة ضد فرع تنظيم القاعدة، سيما وأن الجولاني انشق عن التنظيم منذ سنوات وفك ارتباطه به.

الجولاني يسجن قيادي بحراس الدين 5 سنوات ويفرج عن آخر متهم بـ "الانشقاق"

إبراهيم الإدلبي الصحفي والناشط السياسي السوري

الحكم على “المكي” رسالة للقاعدة

من جهة أخرى أضاف الإدلبي أن الحكم بالسجن 5 سنوات على أبو عبد الرحمن المكي كان بمثابة رسالة ذات وجهين.. وجهها الجولاني لتنظيم حراس الدين ومن ورائه القاعدة، بأن جبهة النصرة والتنظيم لن تدوم أكثر من خمس سنوات في إدلب، محاباة للمواطنين في إدلب الذين بدأوا ينفرون من الفصائل المتشددة ويرفضون الإرهاب بكل أشكاله.

يضيف الناشط السياسي هشام (اسم مستعار لأسباب أمنية) إن الحكم بالسجن على أبو عبد الرحمن المكي جاء نتيجة طبيعية لما تقوم به هيئة تحرير الشام من عملية تفكيك تنظيم حراس الدين، حيث لم يبق لهذا التنظيم مناطق نفوذ كبيرة بل عبارة عن جماعات متفرقة في محافظة إدلب.

وتوقع “إدلبي” وفقاً لعادة أبو محمد الجولاني بتصفية خصومه، أن يتم إعطاء إحداثيات وتفاصيل مكان تواجد الأوزبكي للتحالف الدولي ضد داعش أو للنظامين الروسي والسوري لتصفيته، معتبراً أنه من غير المنطقي أن يقوم الجولاني بالإفراج عن أي متهم بالانشقاق، إلا إذا كانت هناك غاية من وراء هذا الإفراج، مؤكداً أن الأيام القادمة ستثبت صحة أن الجولاني لا يسامح من يعتبرهم أعداءه أو خصومه.

يقول الصحفي والناشط السياسي السوري إبراهيم الإدلبي إن الجولاني ربما تعرض لضغوط مباشرة من قيادات تنظيم القاعدة العالمية لذا قام بالإفراج عن أبو صالح الأوزبكي، ومن جهة أخرى فهو لا يريد الدخول في صراع مجاني مع تنظيم حراس الدين، وهو التخلص من القيادات الأخرى التي تحاول لعب دور سياسي في سوريا وبخاصة في محافظة إدلب.

وفقاً لعادة أبو محمد الجولاني بتصفية خصومه، أن يتم إعطاء إحداثيات وتفاصيل مكان تواجد الأوزبكي للتحالف الدولي ضد داعش أو للنظامين الروسي والسوري لتصفيته

تفاصيل الاعتقال

تناقلت الحسابات المتابعة للتنظيمات الجهادية خبر اعتقال أبو عبد الرحمن المكي عضو مجلس شورى حراس الدين في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) العام 2020، على إثر الدعوة التي وجهها القيادي في “الحراس” أبو محمد السوداني لزعيم هيئة تحرير الشام ابو محمد الجولاني من أجل التقاضي بينهم لدى أبو قتادة الفلسطيني بخصوص استهداف الهيئة لفصيلهم وبغيها عليهم، وفقا للحسابات الموالية للحراس.

يذكر أن أبو محمد السوداني تم استهدافه بطائرة مسيرة تابعة لقوات التحالف وبرفقته أبو ذر المصري قاضي الحراس في 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أي بعد 10 أيام على اعتقال المكي أبو عبد الرحمن، وأسفرت الضربة عن مقتل المصري فورا، في حين مات السوداني متاثرا بجراحه بعد 11 يوما وتحديدا في اليوم 26 من الشهر ذاته.

واعتبر كثير من الحسابات الموالية لـ حراس الدين أن الاستهداف المتعمد لقيادات الحراس واعتقالهم من قبل هيئة تحرير الشام هو من أجل تفكيك الفصائل الجهادية في غرفة “فاثبتوا” وتطويعهم تحت قيادة أبو محمد الجولاني من جهة، وتحسين صورة الهيئة وزعيمها محليا ودوليا.

يشار إلى أن “تحرير الشام” فككت غرفة عمليات “فاثبتوا” وعلى رأسها تنظيم “حراس الدين” بعد اشتباكات بين الطرفين استمرت لمدة أربعة أيام منذ 23 حتى 26 حزيران/يونيو، بتوقيع 3 بيانات بين الطرفين يسلم من خلالها “الحراس” سلاحهم باستثناء السلاح الفردي.

إجرءات مثيرة للجدل قامت بها الهيئة عقب قرار الحكم

بعد الاستهداف اللافت للنظر للقيادات الأجانب في الهيئة خصوصا الأوزباك من قبل هيئة تحرير الشام، قامت الأخيرة بالإفراج عن أبو صلاح الأوزبكي بعد عشرة أشهر على اعتقاله.

ويذكر أن المدعو أبو عبد الله الطاجيكي المعروف باسم أبو عبد الرحمن الأوزبكي المحسوب على جماعة صلاح الأوزبكي المفرج عنه أخيراً، تعرض لحادثة اغتيال قبل شهر ونصف، ليكون المهاجر الثاني الذي يقتل خلال أسبوع وبعد يومين من مقتل أمير المهاجرين المكنى أبو يونس الألماني وهو تركي الأصل في شباط (فبراير الماضي).

وأفرجت الهيئة أيضا عن قيادي آخر في “فاثبتوا” يدعى أبو عبد الرحمن المصري، إضافة إلى أبو مالك التلي حيث جرى اعتقالهم جميعاً في حزيران عام 2020.

من هو الأوزبكي الذي تم الإفراج عنه

يعتبر أبو صلاح الأوزبكي واسمه الحقيقي سراج الدين مختاروف رئيس وحدة “كتيبة التوحيد والجهاد” التابعة لهيئة تحرير الشام التي يهيمن عليها الأوزباك ، ثم انشق لاحقاً إلى الجماعة المنافسة تنظيم أنصار الدين، الذي أصدر، وقت اعتقاله، بياناً قال فيه إنه “فوجئ” بالاعتقال، من دون أن يؤكد صراحة أن الأوزبكي هو أحد أعضائه.

الأوزبكي موضوع على قوائم الإنتربول الدولي بسبب قيامه بتفجيرات في سان بطرسبرغ الروسية إضافة إلى تفجيرات في العراق ومناطق أخرى في سوريا، حيث التحق في جبهة النصرة عام 2015 وكان أحد أعضائها البارزين.

يقول الصحفي والناشط السياسي السوري  إبراهيم الإدلبي إن اعتقال الأوزبكي جرى بسبب الخلافات الإيديولوجية بين هيئة تحرير الشام ممثلة بأبي محمد الجولاني وأعضاء مجلس الشورى، حيث قام أبو محمد الجولاني بعدد من عمليات الاعتقال والتصفية لعدد من معارضيه وخصومه، لكنه أفرج عن الأوزبكي تحت ضغوط كبيرة من قيادات تنظيم القاعدة.

الجولاني يسجن قيادي بحراس الدين 5 سنوات ويفرج عن آخر متهم بـ "الانشقاق"

الخبير العسكري فائز دويري

سوريا.. صراع مادي بين الفصائل المتشددة

يقول الخبير العسكري فائز دويري لأخبار الآن إن اعتقال القادة العسكريين في تنظيم حراس الدين من قبل هيئة تحرير الشام يأتي ضمن الخلافات الشخصية بين الجولاني والفصائل المتشددة الأخرى، إضافة إلى الصراع (سواء كان عسكري أو إيديولوجي أو سياسي) على المعابر، فمن يسيطر على تلك المعابر يجني ملايين الدولارات شهرياً أي أن الصراع وفقاً لـ دويري في شق منه هو صراع مادي.

يضيف دويري أن الفصائل المتشددة في إدلب فاسدون حيث تلقوا رشاوى بملايين الدولارات للإفراج عن الجنود اللبنانيين في القلمون، وهم لا مبادئ لهم ولا توجهات ولا قيم بل ما ما يحكمهم هو المال والتطرف لذا أتى هذا الإفراج عن الأوزبكي في إطار الصفقات بين الفصائل المتشددة.

واعتبر الخبير العسكري أن صراع الفصائل المتشددة وتشرذمها شتت الثورة السورية وجعلها تحيد عن أهدافها ومبادئها، لأن المتطرفين تسيّدوا المشهد السوري وبالتالي واجهت الثورة في سوريا نفوراً عالمياً.