ذباح داعش في قبضة الأمن العراقي

نشر الرعب في مناطق عدة بالعراق، وتزعم فرقة الإعدامات بتنظيم داعش.. حاتم عاشور النعيمي الملقب بذباح داعش، وقع في قبضة الأمن العراقي الأسبوع الماضي، في عملية أمنية وصفت بالدقيقة وجرت أحداثها في منطقة الدورة جنوب بغداد، بناء على معلومات توفرت لدى جهاز المخابرات الوطني.

ذباح داعش بقي شخصية غامضة شحت عنها المعلومات، إلا أن صيته بُني على الطريقة التي يقتل بها ضحاياه، عبر ذبحهم الأمر الذي أكسبه لقب ذباح التنظيم.

ترأس خلية الإعدامات بما يسمى ولاية الفلوجة فرقة اليرموك، وتورط بعشرات الجرائم ضد المدنيين والقوات الأمنية.

أخبار الآن التقت مع المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، والذي تحدث عن أهمية القبض على ذباح داعش وأثر ذلك على التنظيم.

داعش

المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي – خاص أخبار الآن

وقال: “وردت إلينا معلومات تفيد بتواجد المدعو حاتم عاشور النعيمي قائد كتيبة الذباحين في تنظيم داعش، وهي كتيبة مسؤولة عن قتل الكثير من المدنيين والعسكريين العراقيين”.

وأضاف: “هذه المعلومات المهمة توفرت لدينا أسهمت بشكل كبير في عمل كمين محكم بالتعاون مع القوى الأمنية الموجودة في محافظة الأنبار، حيث تمكن جهاز الأمن الوطني من إلقاء القبض على عاشور”.

وعن أهمية إلقاء القبض على عاشور وكيفية انعكاس ذلك على التنظيم، قال خفاجي: “عاشور بدون أدنى شك يمتلك معلومات على جانب كبير من الأهمية حول قدرة التنظيم الحالية وأماكن وجود خلاياه، إضافة إلى اعتباره من رجالات الصف الأول في التنظيم، فلديه تأثير ولديه اتصال مع قيادات الخط الأول في داعش”.

وأضاف: “المعلومات التي توفرت لدينا والتي بُني عليها التحقيق، تثبت تورط عاشور بجرائم قتل لكثير من العراقيين، إضافة إلى أنه يعتبر المعد والدرب لفصائل أخرى في التنظيم، ولأفراد من داعش، فعلى سبيل المثال درب الكثير من المقاتلين على طريقة الذبح التي اشتهر بها”.

المسؤول الأمني العراقي، لفت إلى أهمية اعتقال عاشور وقال: “من دون أدنى شك، مثل هذه العمليات النوعية تسهم بشكل كبير في إضعاف التنظيم وزعزعته، فوصول الأجهزة الأمنية إلى القيادات الرئيسية في داعش، من شأنه أن يدلل على حجم المعلومات الكبيرة التي تمكنت أجهزة الأمن الوصول إليها”.

الخفاجي نوه إلى حصول أجهزة الأمن العراقية على الكثير من المعلومات عن داعش وقياداته وقال: “المعلومات الكثيرة عن التنظيم توصلنا إليها بعد القبض على كثير من قيادات وأفراد داعش وهو ما رسم لدينا تصورا عن مدى إمكانيات التنظيم وقدراته”.

وتابع: “لدينا شبكة واسعة من المعلومات سواء التي حصلنا عليها من خلال أفراد داعش المعتقلين، أو من خلال مصادر أخرى دون أن ننسى الجهد الاستخباراتي لجهاز الأمن العراقي والذي أفضى كما أسلفنا إلى حصولنا على الكثير من المعلومات”.

ولفت إلى أن قوات الأمن العراقية ستعمل على تكثيف جهودها للقضاء على التنظيم المتشدد، وقال: “طبعا صدرت تعليمات من قبل القيادات العسكرية العراقية بتكثيف الجهد الأمني والاستخباراتي بهدف التسريع من وتيرة إنهاء التنظيم، عبر عمليات نوعية أسوة باعتقال ذباح داعش، أو عبر عمليات نوعية أخرى مثل الضربات الجوية”.

وعن مستقبل وجود التنظيم في العراق، أوضح الخفاجي، أن داعش غير قادر على فرض وجوده على أي منطقة في العراق وقال: “التنظيم يعتمد على حرب العصابات عبر تحريك مفارز، كل مفرزة مكونة من 3 أو 4 أشخاص أو عن طريق القنص، وأيضا عن طريق تهديد المواطنين”.

وأضاف: “أجهزة الأمن العراقية جادة في ملاحقة التنظيم، داعش يعيش مرحلة الاحتضار لا يستطيع أن يجند مقاتلين جدد، ليس لديه إمكانيات وقدرات وخاصة في الأمور المالية والإدارية، كما أنه لم يستطع اختراق المنظومة الأمنية العراقية والأيام القليلة القادمة ستشهد عمليات نوعية أخرى تم التخطيط لها من قبل قيادة العمليات المشتركة ونحن عازمون على استئصال ما بقي من جذوره”.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي مقتل والي تنظيم داعش في العراق المكنى أبو ياسر العيساوي خلال عملية أمنية في كركوك.

وكثفت القوات العراقية حملات ملاحقة فلول داعش، مؤخرا، على خلفية انفجار انتحاري مزدوج نفذه التنظيم وسط بغداد، في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، خلف آنذاك، 32 قتيلا و110 جرحى.

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على داعش باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.