أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من 21 إلى 27 فبراير 2021. في العناوين:

– هيئة تحرير الشام تعتقل فرنسيين وأتراك وما تبقى من الحراس 

– وأنباء عن خلافات داخل الهيئة 

ضيفة الأسبوع: الأستاذة أمينة سعيد حسن، الناشطة الإيزيدية، والنائبة سابقاً في البرلمان العراقي. الاستاذة أمينة من سنجار. هي وزوجها المحامي الأستاذ خليل الداخي كانا أول من شكّل شبكة لتحرير الإيزيديات اللواتي سباهنّ داعش في ٢٠١٤.  لعائلة الأستاذة أمينة دور مهم في رفع الوعي العام العالمي بمأساة الإيزيديين. تحدثت إلى الأمم المتحدة ومؤسسات دولية أخرى. حصلت على جائزة البطل التي تمنحها وزارة الخارجية الامريكية. ومنحها إياها وقتها وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وهي جائزة تمنح للمدافعين عن انهاء الاتجار بالبشر. كما حصلت وزوجها في ٢٠١٦ على جائزة مؤسسة حقوق الإنسان أولاً، وهي مؤسسة أمريكية مرموقة. 

المرصد 77 | مشايخ داعش السابقون يفندون ادّعاء التنظيم أنه الطائفة المنصورة

“الطائفة المنصورة”

أصدرت مؤسسة التراث العلمي الجزء الثالث من سلسلة «وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ». مؤسسة التراث معنية بنشر إنتاج منشقين عن داعش عُرفوا باسم تيار البنعلي. وهم مجموعة اختلفت مع قيادة داعش على مسائل تتعلق أساساً بالتكفير والغلو. السلسة كتبها أبو عيسى المصري وكان قاضياً وخطيباً في ذروة داعش وحتى أيام التنظيم الأخيرة. وهو صاحب مطوية “سلطان باريشا” التي يُفند فيها أسس “الخليفة” الذي يّدعيه التنظيم. صدر من هذه السلسلة جزآن: “لماذا تكلمنا” و”أقوال أهلها فيها”. هذا الجزء الثالث يتألف من ٦٥ صفحة بعنوان: “هَلْ جَمَاعَةُ «الدَّوْلَةِ» هِيَ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَة؟”؛ يحاول فيها أبو عيسى أن يقدم الحجة والدليل على أن ادعاء جماعة “داعش” أنهم الطائفة المنصورة ادعاء كاذب. يقول: “درجنا في ظل حكم آل بغداد على تفسير الطائفة المنصورة بما يجعلنا نحن فقط عناصرها” أي أن من لم يبايع داعش فهو ليس من الطائفة المنصورة مهما حسن عمله وانطبقت عليه شروط المنصورة. يفند أبو عيسى هذا الادعاء على أسس أهمها: 

أولاً: القتال في سبيل الله، وهنا يقول: “إن داعش يهتمون من الجهاد بـ “القتال” فقط “وأما جهاد أهل البدع وإبطال شبهاتهم فلا توليه كبير أهمية، … فهي لا تُصدر (للمسلمين) إلا مشاهد القتل والذبح والحرق.” 

ثانياً: الحكم بالشرع؛ يقول أبو عيسى إن داعش يحكّمون الشرع على “الضعفاء في المعاملات والأنكحة والجنايات، وأما القضايا المنهجية العقدية فلا يتحاكمون فيها إلى الشريعة، بل إلى أهواء الأمراء الجهلة المبتدعة” ويذكر مثالاً أن أمير “ديوان القضاء والمظالم” في داعش قضى على أحد المستتابين إذ وجد في بيته سلاح، فحكم أن لا شيئ عليه وينبغي إخراجه من السجن، فلما رفع الحكم إلى “عبدالله قرداش” نقضه وكتب على الورقة نفسها: “يقتل تعزيراً”. ويخلص أبو عيسى إلى أنه “لم يأت في الكتاب ولا السنة أن الطائفة المنصورة هي التي تحكم الناس بالشرع، ولا تتحاكم هي إلى الشرع”

ثالثاً: العلم، يقول أبو عيسى إن “البلد الذي يحارَب فيه أهل العلم ويضطهدون ليس جديراً بأن يوصف رؤساؤه بأنهم قادة الطائفة المنصورة”. ويستدل هنا على قتل طلبة علم وقضاة ودعاة في داعش مثل أبي يعقوب المقدسي الذي كان مدير مكتب البحوث العلمية وآخرين استهدفوا في قصف للتحالف في نوفمبر ٢٠١٨. المنشقون يتهمون داعش بتسريب إحداثيات السجن الذي كانوا فيه. 

رابعاً: الغلو والتكفير. يقول أبو عيسى إن داعش كان يكفّر كل من هم ليسو داعش، من ذلك: “تكفير جميع الفصائل المقاتلة في الشام من غير استثناء ومن غير تفصيل وهذا صدر به تعميم رسمي من اللجنة المفوضة حين كان يرأسها العدناني.” ومن التكفير الذي اتبعه داعش كان “التكفير بالظن والاحتمال أو بالمآل ومثال ذلك أن العدناني أمر باعتقال أمراء منبج بعد انحيازهم وقال إن حاولوا الهروب فاقتلوهم فسألوه عن السبب فقال يريدون أن يذهبوا إلى الصحوات”. ومن ذلك أيضاً “تكفير من يخرج من الدولة وذلك اعتقاد بعض أمراء الرقة حين كانت محاصرة ولذلك كانوا يقتلون من يخرج من الحصار تجاه مناطق سيطرة الأكراد.”

وفي استدراك لتعليق حول أن داعش كان يسجن ويعزر ويقتل الغلاة، قال: إن داعش لا يحارب إلا من يهدد سلطانه … أكان من أهل الغلو أو من أهل السنة أو غير ذلك … فلسان حال (هؤلاء): كفّر من شئت واطعن فيمن شئت … ولكن إياك أن تقترب من رجالات ‘الدولة’ وقاداتها.” 

وفي مرصد الجهادية أيضاً

 

داعش بلا أرض

وبالحديث عن “الدولة” وداعش ووهم الخلافة، قضت المحكمة العليا البريطانية بعدم السماح للداعشية شميمة بيغم بالعودة إلى بريطانيا لاستئناف قضية تجريدها من الجنسية البريطانية. شميمة سافرت إلى سوريا في ٢٠١٥ وانضمت إلى داعش. في ٢٠١٩، اكتشفت الحكومة البريطانية وجودها في شمال سوريا وجرّدتها من الجنسية. والآن شميمة بلا جنسية أي بلا دولة تسمح لها بدخول أراضيها في أي سيناريو ممكن مثل إعادة نساء داعش وأطفاله إلى البلد الأم. 

 

الهيئة والمستقلون 

واصلت هيئة تحرير الشام حملة اعتقالات في صفوف حراس الدين والمستقلين. فاعتُقل: أبو النصر زمار، وأبو أحمد دوما العاملان في حراس أرمناز؛ وأبو سليمان الملا وأبو أحمد الأنصاري العاملان في حرّاس كللي؛ وفي كللي أيضاً، اعتقل القائد العسكري المستقل عناد جعبار وأبو مجاهد الطاجيكي. كما اعتقل أربعة فرنسيين مستقلين من بينهم صحفي. بالإضافة إلى اعتقال مهاجرين أتراك. ونقل حساب مزمجر الثورة السورية أن أمنيي الهيئة اعتقلوا أم عبدالرحمن الشيشانية في وسط إدلب واغتنموا سيارة صديقتها أم قتادة الداغستانية التي تسكن معها. 

وفي قصة لافتة، أعلن جهاز الأمن التابع للهيئة أنهم داهموا وكراً لداعش في مدينة الأتارب غرب حلب. لكن حساب رد عدوان البغاة المعارض قال إن المعتقلين ليسوا تابعين لداعش وإنما تابعون لـ قتيبة برشا، الذي عمل طويلاً مع الهيئة وكان عاملاً حاسماً في قتال جماعة الزنكي. ولـ قتيبة برشا قصة غريبة. في أكتوبر الماضي، نقل معارضو الهيئة أن قتيبة قتل أثناء حملة الهيئة على تلعادة ذلك الشهر.لكن في أول فبراير، نقل حساب رد عدوان البغاة أن خبر قتل قتيبة كان لتشتيت معلومات الهيئة وأنه لم يقتل. في نفس الوقت، أورد الحساب أن إحدى فصائل درع الفرات – التابعة للجيش الحر أو تركيا – اعتقلت قتيبة في مدينة الباب بنيّة تسليمه إلى الهيئة. وفي نفس الملف، وبعد إطلاق سراح الصحفي الأمريكي بلال عبدالكريم، نشرت قناة OGN التي يديرها بلال إنه منع من وسائل الاتصال الاجتماعي ستة أشهر ومنعت قناته من نشر الأخبار السورية ثلاثة أشهر. 

 

العرجاني والويس 

في الوقت الذي كثّف فيه مظهر الويس، شرعي هيئة تحرير الشام، نشاطاته، كتب علي العرجاني هذا الأسبوع عن رحلات تقوم بها زوجة الويس وأولاده إلى طهران من دون أن يتضح له السبب أو الكيفية. 

العرجاني كان شرعياً في جبهة النصرة قبل أن يخرج منها في ٢٠١٦ احتجاجاً على المسار الذي اتخده الجولاني. لم يؤكد أي حساب آخر هذه القصة أو يضيف عليها. حساب أبي يحيى الشامي، المعارض غالباً، كتب أن لا علم له بالقصة لكنه سمع من  أعضاء في مجلس شورى الهيئة أن الجولاني كان يفكر في بناء علاقة مع إيران ولكنه سرعان ما سحب العرض بعد أن رأى الرفض القاطع للفكرة وقال إنه يجري عصف ذهني. 

 

خلافات داخل الهيئة 

نقل حسابا رد عدوان البغاة ومزمجر الثورة السورية أن الجولاني أمر باعتقال مسؤول التطوير في الهيئة عبدالغني العراقي بتهمة فساد. ونقلا عن أنصار عبدالغني إن الاعتقال جاء بسبب رغبة الجولاني في إطلاع الأتراك على ملف التطوير لكن عبد الغني أخفى بعض الملفات. بحسب مزمجر، فإن عبدالغني من أقدم الكوادر في جبهة النصرة وكان مع القاعدة في العراق وهو مقرب من الجولاني لكنه مطلوب للتحالف.

الحلقة السابقة من مرصد الجهادية:

مرصد الجهادية 76 | سيف العدل تدرّب في معسكرات حزب الله وأشرف على تدريبه عماد مغنية