أهلاً بكم إلى حلقة هذا الاسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٧ إلى ١٣ يناير ٢٠٢١. في العناوين: 

– باطرفي يظهر في فيديو جديد ويخفق في معالجة أمور تنظيمية عاجلة

– المنشقون عن داعش يصدرون سلسلة جديدة تفضح خبايا التنظيم 

– تجدد استهداف الأجانب المعارضين للهيئة في إدلب

وضيف الأسبوع، الدكتور عبدالله عمر الخطيب، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أستاذ اللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية العالمية في العاصمة الأردنية عمّان، عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو المعهد العالمي للفكر الإسلامي ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.

المرصد 75 | ما لم يذكره باطرفي في ظهوره الأخير؟

باطرفي

وتنفس أنصار القاعدة الصعداء عندما ظهر زعيم تنظيم اليمن في إصدار جديد. نعم جديد بخلاف الفيديوهات المجترّة التي لا تزال تبثها الملاحم الذراع الإعلامية للتنظيم. كيف نعرف أنه جديد؟ في الإصدار المخصص لتهديد أمريكا، يشير خالد باطرفي إلى اقتحام الكونغرس الذي وقع في ٦ يناير الماضي. وقبل ذلك يشير إلى أن وفيات الكوفيد في أمريكا جاوزت حاجز ألـ ٤٠٠ ألف، وهو خبر تداوله الإعلام الأمريكي في حدود ١٩ يناير الماضي. باطرفي تحدث حصراً عن أمريكا، ولكن من دون التطرق إلى قضايا مهمة مثل موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الحوثيين وهو كان من المسائل المثارة فيما نعتقد أنه وقت تسجيل الفيديو. لم يتطرق إلى حال التنظيم خاصة بعد هزيمة قيفة؛ ولم يتطرق إلى الشائعات حول موت الظواهري و”صحّة” القيادة المركزية. في خاتمة الفيديو ظهر باطرفي متوسطاً مجموعة عرفنا منهم خبيب السوداني، إبراهيم القوصي، القيادي في التنظيم. لم نستطع تحديد تاريخ الجلسة. رد عدوان البغاة المناصر للقاعدة قال إنها صورة “جديدة” لكن على الأرجح أنها ليست كذلك. الباحث في شؤون اليمن جوشوا كونتس تعرّف على اثنين من الحضور لم يموه وجهاهما. هما: أبو أحمد مهند القاسمي وأبو سيف الغنيمي. وعلمنا لاحقاً أنهما توفيا لكن لا نعلم متى.

منشقو داعش

أصدرت مؤسسة التراث العلمي المنشقة عن داعش سلسلة جديدة تكشف زيف “الدولة”. مؤسسة التراث هي مجموعة طلاب علم وقضاة انشقوا عن داعش بشكل أو بآخر، بسبب غلو التنظيم وتطرفه بعد أن استحكم في الموصل والرقة. ويُسمّون أيضاً بتيار البنعلي. السلسلة الجديدة بعنوان “ولتستبينَ سبيلَ المجرمين” هي لأبي عيسى المصري وكان قاضياً وخطيباً في ذروة داعش وحتى أيام التنظيم الأخيرة. وهو صاحب مطوية “سلطان باريشا” التي يُفند فيها أسس “الخليفة” الذي يّدعيه تنظيم داعش. الجزء الأول من السلسلة بعنوان: “لماذا تكلمنا؟” يرد فيها على أسئلة من لامهم في فضح ممارسات التنظيم. من الأسئلة المطروحة، مسألة الخروج على البيعة دون وجود كفر بواح. يورد أبو عيسى الحجج ومنها رواية أخرى لحديث البيعة يتضمن عبارة “على أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم.” وينتهي في هذا الجواب بأن حديث البيعة يستدعي وجود دولة لها سلطان وتمكين وهو ما لا ينطبق على داعش. تحدث أبو عيسى عن التعذيب في سجون داعش؛ وعن قضاة وطلبة علم سجنهم أو قتلهم مباشرة أو باحتجازهم في السجون التي استهدفها طيران التحالف، وفي هذا اتهام قيادة التنظيم بكشف مواقعهم. ويجيب على عتاب يتعلق باستدلال العلمانيين والخصوم على مسائل تتعلق بالتنظيم، ويقول: “طيب، على أي شيئ يستدلون؟ إن كانوا يستدلون على ظلم قيادة هذه الجماعة وبدعتها وإجرامها، فلا ريب إن ذلك حق.” الجزء الثاني من السلسلة بعنوان: “أقوال أهلها فيها”. في أربع وعشرين صفحة يكتب أبو عيسى عبارات وقصص سمعها أو نُقلت إليه تدل على زيف التنظيم. من ذلك، أن أحدهم نقل له عن أبي فهر التونسي، وبحسبه “كان من كبار طلبة العلم في (داعش) ومن أكبر قضاتها، وكان من المقربين من البغدادي في أيام الدولة الأولى قبل أن يقلب له البغدادي ظهر المجن (أي ينقلب عليه) بسبب مخالفته غلو البغدادي وحاشيته.” قال أبو فهر: “الحل أن تسقط هذه الدولة؛ فيسقط معها اغترار الناس بها.” 

تآكل قيادة داعش

نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرة مسيرة استهدفت يوم الجمعة ١٢ فبراير قتلت اثنين من داعش في شمال شرق دير الزور السورية. ورجّح أن أحدهم كان أبا ياسين العراقي أمير ديوان الركاز في المنطقة خليفة أبي ورد العراقي الذي قتل في نفس المنطقة قبل عام تقريباً (في يناير ٢٠٢٠). 

الجولاني يسيطر 

في ملف استهداف المستقلين وأنصار القاعدة في إدلب، اغتال مجهولون مطلع الأسبوع أبا يونس الألماني في جسر الشغور، وهي منطقة كانت خاضعة لحراس الدين قبل أن ينسحبوا منها بعد انقضاض الجولاني في يونيو الماضي. حساب مزمجر الثورة السورية قال إن الألماني هو تركي الأصل ويعتبر أمير المهاجرين الأتراك والألمان في المنطقة. وأضاف إن الرجل مطلوب للتحالف. وسأل: فمن هو ذراع التحالف على الأرض؟

وهذا الأسبوع، استُهدف أبو عبدالرحمن الأوزبكي بعبوّة ناسفة زرعت في سيارته. مرة أخرى مزمجر الثورة قال إنه من جماعة أبي صلاح الأوزبكي المعتقل لدى الهيئة منذ يونيو الماضي. الأوزبكي هو أيضاً مدرب عسكري كان مع أبي يحيى الأوزبكي الذي قتله التحالف في أغسطس الماضي. 

وفي منتصف الأسبوع، اعتقلت الهيئة أبا عبدالرحمن الأردني وهو المسؤول الشرعي للقطاع الغربي للحراس في جسر الشغور. وبعده بيومين، وبحسب مزمجر، اعتقلت الهيئة أم آسيا الفرنسية مع أطفالها في أطمة. وهي زوجة أبي شامل الفرنسي المعتقل أيضاً لدى الهيئة. أم آسيا اعترضت على ضرب الأمنيين لها أثناء اعتقال زوجها. 

عطّون ثانياً

بعد ظهور الجولاني في صورة تذكارية مثيرة للجدل مع الصحفي الأمريكي مارتن سميث، ظهر عبدالرحيم عطون، شرعي عام الهيئة، بمظهر غير معهود. أثناء حفل تخريج كان فيه عطون ضيف الشرف يسلّم الشهادات، كشف رأسه فلم يضع الشماغ الذي اشتهر به. وفيما ربط المعارضون بين عطون والجولاني والتقارب الغربي، نقلت قنوات أنصار الهيئة الصورة كما هي، وقالوا في موضع آخر، إن جماعة الهيئة وصلت “مرحلة متقدمة لم تصل إليها جماعة جهادية قط في تاريخنا الحديث إلا طالبان في أفغانستان.”

معضلة الدوحة

أصدرت طالبان بياناً رداً على “تحولات سياسية أخيرة”، قالت فيه إنها التزمت بالجزء المتعلق بها بموجب اتفاق الدوحة ومن ذلك أنه لم يُقتل أي جندي أجنبي في أفغانستان منذ توقيع الاتفاقية. واستنكرت أن أمريكا لم تلتزم بواجباها مثل رفع زعماء الجماعة من القوائم السوداء. طالبان حذرت الناتو بأن “استمرار الاحتلال والحرب في أفغانستان ليس في صالح (أحد).” 

قضية ناكامورا

  نقلت صحيفة ديلي تايمز الباكستانية أن القوات الأفغانية قتلت أمير نواز، وهو قيادي رفيع في الشق الباكستاني من طالبان. نواز متهم بالتورط في قتل الياباني الدكتور تيتسو ناكامورا في ٢٠١٩؛ ومطلوب في باكستان لدوره في جرائم خطف وقتل ويعتقد أنه العقل المدبر لاقتحام سجن بانو في ٢٠١٢. الصحفي المتابع للشأن الأفغاني عبد السيد، قال إن جماعة تحريريكي طالبان باكستان أصدرت بياناً تنكر فيه أي علاقة لها بقتل ناكامورا في أفغانستان؛ وتؤكد أنها تعمل في باكستان حصراً.  القوات الأفغانية والتحالف قتل عدداً من قيادات طالبان باكستان في قلب أفغانستان.  كان ناكامورا يعرف محلياً بـ كاك مراد. كان طبيباً ويدير منظمة غير ربحية تقدم العون للأفغان منذ الثمانينيات.