كيف استغل الخميني أحلام الشعب الإيراني لإرساء ديكتاتورية بغطاء ديني

“عيش حرية عدالة اجتماعية”، مطالب ثلاث تلخص صرخات الثائرين على مدار التاريخ، أيا كان موقعهم الجغرافي، أو نوع النظام الذي خرجوا لإسقاطه.

في شهر يناير من العام 1978، كانت الهتافات ذاتها تتعالى في شوارع العاصمة الإيرانية وغيرها من المدن، بعد أن خرج الملايين للمطالبة بإسقاط حكم الشاه محمد رضا بهلوي.

ولم تقتصر التظاهرات في ذلك التوقيت على فصيل إيراني بعينه، بل كانت الأحلام تراود أطياف المجتمع بأسره، من إسلاميين وعلمانيين ويساريين، في مشهد لم يختلف كثيرا عن غيره من المشاهد الثورية تاريخيا.

تتابعت الأحداث واشتدت حدة المظاهرات، ما ترتب عليه زيادة في حصيلة القتلى، وهو ما اضطر معه الشاه إلى مغادرة البلاد، منهياً بذلك حكم سلالة بهلوي الذي استمر 53 عاما، ومهد الطريق أمام قيام ما عرفت بالجمهورية الإسلامية في إيران.

في تلك الأثناء كان رجل الدين البارز روح الله الخميني، أحد قادة الثورة، في منفاه في نوفلي لو شاتو، قرب العاصمة الفرنسية باريس، يراقب الأوضاع داخل إيران، قبل أن يخرج ليهنأ الشعب الايراني بـ “هذه المرحلة الأولى” في اتجاه “النصر”.

بيد أن الزعيم الشيعي أكد أن النصر لا يكمن في تنحي الشاه بل في نهاية “الهيمنة الأجنبية” على إيران؛ ودعا “في هذه اللحظة التاريخية” الشعب والجيش الإيرانيين إلى إفشال أي محاولة لضرب النظام الاقتصادي للبلاد.

كان الخميني ومجموعة من قادة الثورة في باريس يتفقون على مبادئ النظام الجديد، فتوافقوا على إقامة دولة ترعى الديمقراطية وحقوق الإنسان، ووقف الظلم وتحقيق العدالة؛ ثم عاد الخميني نفسه إلى البلاد مطلع فبراير من العام ذاته، قبل شهرين من الإعلان عن الجمهورية الإسلامية لإيران بعد استفتاء شعبي.

اليوم وبعد مرور 42 عاما على انهيار حكم الشاه وعودة الخميني إلى إيران وولادة الجمهورية الإسلامية، تتجدد التساؤلات بشأن تحقيق مطالب الثورة الإيرانية، وهل حقا تم الوفاء بعهودها، في ضوء توق الإيرانيين آنذاك لمطالبهم بالحرية التي تعالت بها هتافاتهم.

بعد مرور 42 عاما على الثورة.. كيف استغل الخميني أحلام الشعب الإيراني لإرساء ديكتاتورية بغطاء ديني

مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده

الانقلاب على مبادئ الثورة الإيرانية

“آية الله روح الله الخميني خان مبادئ الثورة الإيرانية بعد أن وصل إلى السلطة عام 1979”. بهذه العبارة يختصر الرئيس الأول للجمهورية الإسلامية أبو الحسن بني صدر، أساس الخلاف بينه وبين الخميني، بعد أن كان أحد مستشاريه المقربين.

ويقول بني صدر في مقابلة سابقة مع رويترز، إن ذلك ترك شعورا بالمرارة الشديدة بين أولئك الذين “عادوا منتصرين” معه إلى طهران.

ويعيش بني صدر في فرساي خارج باريس منذ عام 1981، ويؤكد أنه كان يعتقد بأن الثورة “ستمهد الطريق إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان بعد حكم الشاه”.

وقال بني صدر: “إنه حين كان في فرنسا تبنى الخميني كل ما قيل له، ثم عاد فتنكر له”.

وتابع “كنا على يقين أن هناك التزاما قاطعا، وأن كل هذه المبادئ ستتحقق لأول مرة في تاريخنا”.

وأشار بني صدر إلى أن الخميني كان يؤيد الحرية عندما كان في فرنسا، مضيفا “التغيير حدث في إيران، عندما نزل من الطائرة، عندها انتهى عمل المفكرين، واستأثر به الملالي وأعطوه مسارا آخر، استمر حتى الآن”.

ويروي بني صدر كيف ذهب لمقابلة الخميني الذي أصبح معروفا بلقب الزعيم الأعلى في مدينة قم بعد بضعة أشهر من العودة من فرنسا ليشكو إليه ضغوط السلطات الدينية من أجل إجبار النساء على ارتداء النقاب، وقال إن ذلك تعارض مع الوعود التي قطعها في باريس مؤكدا أن من حق النساء الاختيار.

ويروي بني صدر عن الخميني: “قال لي إن الأمور التي ذكرها في فرنسا كانت ملائمة لكنه ليس ملزما بكل ما نطق به هناك وإنه سيقول العكس لو شعر أن ذلك ضروري”.

وفي هذا السياق يقول مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده لـ”أخبار الآن: ” لقد انقلب الخميني على مبادئ الثورة الثلاثة المتمثلة في الاستقلال والحرية والدولة الإسلامية. ويضيف زاده:

“هناك 200 ألف شخص تم إعدامهم منذ الثورة، وهناك الآلاف غيرهم في السجون”

“الديمقراطية” في قاموس الثورة الإيرانية

تأتي الديمقراطية في صدارة مطالب الثورات على امتداد التاريخ، وزعم مهندسو الثورة الإيرانية أن الإطاحة بالملكية ستؤدي إلى حرية أكبر، غير أنّ الحماس والشعور بالتحرّر الوجيزَين بعد الثورة سرعان ما تلاشيا.

فبدا واضحاً في العقد الأوّل من الجمهورية الإسلامية أنّ تلك الديكتاتورية قد استُبدلت بأخرى، أكثر وحشية، فتشير الأرقام إلى أن الفترة بين العامَين 1981 و1985، شهدت إعدام حوالي 8 آلاف شخص.

فيما كان صيف العام 1988 شديد القسوة على الشعب الإيراني، حين قُتل أكثر من 30000 سجين سياسي، كان ينتمي معظمهم لجماعة مجاهدي خلق، وتم الإعدام، وفقا لفتوى من الخميني.

في ديسمبر الماضي، كتبت مجموعة من كبار خبراء حقوق الإنسان العاملين في الأمم المتحدة رسالة إلى الحكومة الإيرانية محذرة إياها من مغبة الانتهاكات السابقة والحالية، المتعلقة بما بات يُعرف “بمجازر السجون” في عام 1988، ومن كونها قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، مبدين استعدادهم للمطالبة بفتح تحقيق دولي بهذا الخصوص؛ إذا ما استمرت هذه الانتهاكات.

في المقابل، أُعدم أقلّ من مئة سجين سياسي في السنوات الثماني السابقة للثورة (بين العامَين 1971 و1979)، فباتت الجمهورية الإسلامية أحدَ الأنظمة الأكثر قمعاً في العالم، مع تسجيلها في الآونة الأخيرة معدّلَ الإعدام الأعلى عالمياً.

استمرت شمس الديمقراطية في الغروب أكثر فأكثر، وواجهت الحركات التأسيسية في المجتمع المدني الإيراني، أي النساء والطلاب والعمّال، قمعاً نظامياً، ممّا قوّض قدراتها التنظيمية.

أما على صعيد حرية الصحافة، فتحتل إيران المرتبة 173 عالميا، وفقا لمؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” ويعاني الصحفيون في إيران من الملاحقات الأمنية التي تصل إلى الاعتقال أو الإعدام في بعض الأحيان، كما حدث مع الصحفي روح الله زم، الذي كان يقيم في فرنسا، وتم “اختطافه” في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 من العام الماضي، بعد رحلة إلى العراق، أعلن بعدها الحرس الثوري، في بيان له، نقله إلى إيران، وأعدم يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) 2020.

وجاء إعدام زم، بين قائمة إعدامات وصلت إلى نحو 30 شخصا في الآونة الأخيرة، لصحفيين ومعارضين ونشطاء للنظام الإيراني، بحسب الأمم المتحدة.

ويقول مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده لـ”أخبار الآن”الحرية غير متوفرة في إيران، لقد استطاع النظام أن يسلب الحرية الشخصية من الإيرانيين”

ويكمل زاده: “قبل الثورة كان أي إيراني يسافر ويتحرك بحرية،  وكان الشعب الإيراني يدخل معظم دول العالم بدون تأشيرة، الآن سلبت حرياتنا”.

بعد مرور 42 عاما على الثورة.. كيف استغل الخميني أحلام الشعب الإيراني لإرساء ديكتاتورية بغطاء ديني

مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده

حقوق الإنسان.. حلم الإيرانيين الغائب منذ عقود

في غرفة مغلقة في أحد منازل العاصمة الفرنسية باريس، قبل 42 عاما، توافق مجموعة من ثوار إيران في المنفى على مجموعة من المبادئ تكون أساسا لثورتهم الوليدة، كان في مقدمتها بطبيعة الحال، إرساء دولة تحافظ على الحريات المدنية والسياسية، لكن وبالنظر إلى واقع الحال اليوم، تبدو الأمور مغايرة عما كان يرجو الثوار الإيرانيون في باريس، فباسم الثورة يحظر على البهائيين ممارسة شعائرهم الدينية، والذهاب إلى المدارس والجامعات، وممارسة الأعمال التجارية، بينما لا يُسمح للمسلمين السنة بامتلاك مساجدهم الخاصة، في وقت يتعرض فيه المسيحيون للمضايقات.

كما تتعرض الأقليات العرقية في إيران بما في ذلك العرب والأكراد والبلوش للاضطهاد والإعدام بشكل منهجي لمطالبتهم بحقوقهم الأساسية.

ويقول مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده لـ”أخبار الآن”: “في الجيش لا يوجد أي جنرال سني، ولا يوجد أي اقتصادي مسؤول سني، كما يمنع السنة من دخول أقسام معينة في الجامعات كالفلسفة واللغات الأجنبية”

ويؤكد زاده أن الجامعات تشهد إجراءات تعسفية ضد جميع الأقليات كالمسيحيين واليهود والبهائيين، مشيرا إلى أن الأمر لا يتوقف عند الاعتقال بل يصل إلى الاغتيال والاستهداف أيضا.

أما النساء الإيرانيات فعانين أكثر من غيرهن، فيغيب دور المرأة عن الشؤون السياسية للبلاد، كما يفرض عليها الحجاب الإلزامي، وعدم تكافؤ الفرص في العمل، ولا يُسمح لها بالسفر، دون موافقة الزوج أو الأب.

وبحسب منظمة العفو الدولية، ألقت السلطات الإيرانية القبض على ما لا يقل عن 45 من المدافعين عن حقوق المرأة منذ مطلع 2018، بينهم أربعة رجال وتعرض بعض هؤلاء للتعذيب وحكم عليهم بالسجن أو بالجلد، عقب محاكمات بالغة الجور.

وامتدت انتهاكات حقوق الإنسان في إيران لتشمل رياضيين بارزين في البلاد، ويأتي في مقدمتهم بطل المصارعة، نويد أفكاري، الذي تم إعدامه قبل أشهر بسبب مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة الإيرانية قبل عامين.

الأمر ذاته تكرر، مع الملاكم علي مطيري الذي أعدم في يناير الماضي، بتهمة الانتماء لتنظيم داعش، وقتل اثنين من قوات الباسيج.

وأثارت تلك الانتهاكات بحق الرياضيين، غضب منظمات دولية فدعت Global Athlete، وهي مجموعة مناصرة دولية للرياضيين الأولمبيين، دعت اللجنة الأوليمبية الدولية، إلى استبعاد إيران من المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية المقبلة.

كما حثت الرابطة الألمانية للدفاع عن الألعاب الرياضية، Athleten Deutschland، اللجنة الأولمبية الدولية على منع النظام الإيراني من المشاركة في الأولمبياد، وقالت إنه يتعين على الاتحاد الدولي للمصارعة أن يفرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية لشنق نويد أفكاري، مشيرة إلى أن إعدام البطل الإيراني لا يمكن أن يمر بدون عواقب.

العدالة الاجتماعية.. الثورة لم تكن من أجل “البطيخ”

كانت “العدالة الاجتماعية” أحد الجمل التي لطالما تكررت في خطابات الخميني قبل الثورة، وعلى مدار أيامها الأولى، فتصدرت قائمة وعوده، وانتقاداته كذلك لنظام الشاه، فقال إن سلالة بهلوي، سرقوا أموال الناس وعاشوا في القصور، ووعد بتوفير الماء والكهرباء مجانا للمواطنين.

بعد فترة وجيزة حنث الخميني بوعوده، فسخر من أولئك الذين طالبوا بالنمو الاقتصادي وخرج في أحد خطاباته ليؤكد “أن الثورة لم تحدث حتى يأكل الناس البطيخ وأن الهدف هو جلب الإسلام إلى السلطة.

لم يتوقف رجل الدين الأبرز في التاريخ الإيراني عند هذا الحد بل طالب الناس بتناول الطعام مرة وحيدة في اليوم، على أن يحضر اللحم على موائدهم لمرة واحدة في الشهر معتبرا أن “اللحم ليس بالشيء الجيد على الإطلاق”.

وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي في إيران على مدار الـ 42 عامًا الماضية، فإن عملة البلاد فقدت الكثير من قيمتها، إذ كان الدولار الواحد، قبل الثورة، يساوي 7 تومان.

ومع ذلك، قبل شهرين، وصل التومان إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 30 ألف تومان مقابل الدولار؛ الأمر الذي كان له بالغ الأثر على أسعار السلع اليومية، فبلغ سعر تضخم المواد الغذائية، أكثر من 45 %.

وتظهر التقارير الاقتصادية الأخيرة، وكذلك التقارير الصادرة عن مركز الإحصاء الإيراني حول نفقات الأسرة والدخل، أن نسبة السكان المعرضين لخطر الفقر المدقع في إيران قد ارتفعت إلى 50%، وقد انخفض استهلاك اللحوم الحمراء إلى 65%، والأرز إلى حوالي 35%، كما تهدد أرقام التضخم الثلاثية لبعض المواد الغذائية بحذف منتجات الألبان والبقوليات من مائدة الأسر الإيرانية.

وفي وقت سابق، في أغسطس (آب) من العام الماضي، أعلن مركز استطلاع الرأي بمؤسسة الجهاد الجامعي، أن نتائج استطلاع للرأي أظهرت أن 8.2% من الأسر الإيرانية، أي ما يعادل أكثر من مليوني شخص، لم يأكلوا اللحوم الحمراء قط في العام الماضي، وأن 14٪ من الأسر قد أكلت اللحوم الحمراء عدة مرات فقط، خلال العام الماضي، وقال 32٪% من الأسر إنهم يأكلون اللحوم لبضعة أيام فقط في الشهر.

ويشير مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده إلى أن العملة الإيرانية كانت في أوج قوتها قبل الثورة، مشيرا إلى أن الدولار كان يقدر في أسوأ حالاته بنحو 60 تومان فقط قبل الثورة مقابل نحو 26 ألف تومان مقابل الدولار الواحد في الوقت الحالي.

وقد أدت هذه الظروف إلى زيادة حادة في معدلات الانتحار، خاصة بين النساء والأطفال.

وكشف تقرير حقوقي تزايد حالات الانتحار في المدن الكردية في إيران، مع تسجيل نسبة مهمة من انتحار المراهقين العام الماضي.

ووفق التقرير السنوي الصادر عن منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان فقد سجلت المدن الكردية 225 حالة انتحار في الفترة الممتدة بين يناير 2020 و يناير 2021.

ونقل موقع “إيران إنترناشيونال” أن 20 في المئة من المنتحرين، أي 45 شخصا، كانوا أطفالا ومراهقين دون سن 18 عاما.

ويكشف التقرير أن من بينهم 103 امرأة، و122 رجلا، في 4 محافظات، هي: إيلام وكردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية.

هجرة العقول الإيرانية

تبحث الثورات عادة عن “الطيور المهاجرة” من عقول أبنائها فتسعى في محاولة استعادتهم للاستفادة من قدراتهم، ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للثورة الإيرانية في البداية، لكن ما حدث بعد ذلك كان سببا في هجرة المزيد من العقول إلى خارج البلاد.

وبحسب صندوق النقد الدولي، يغادر ما بين 150.000 و180.000 متعلم إيراني البلاد كل عام.

وتحتل إيران المرتبة الأولى من بين 91 دولة غير متطورة في العالم من حيث هجرة العقول.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 7 ملايين إيراني يعيشون في الخارج.

الخميني: علينا مواجهة العالم بأيديولوجيتنا”

كانت مساعي الخميني الخارجية واضحة منذ خطابه الأول، حين أعلن صراحة عن رغبته في تصدير الثورة الإيرانية إلى كل شعوب العالم.

ستمر الأيام حتى تبدأ المساعي الإيرانية في التدخل في دول الجوار كافة؛ اليوم على سبيل المثال، تؤرق الميليشيات المدعومة من إيران، الأوضاع في سوريا، واليمن والعراق ولبنان.

وتدعم طهران هذه الميلشيات بمليارات الدولارات في وقت يعاني الاقتصاد الإيراني بشكل حاد وعلى حساب متطلبات الشعب الإيراني.

فعلى سبيل المثال، تقول تقارير أممية إن طهران قد دعمت ميليشيا الحوثي اليمنية بملايين الدولارات مؤخرا، فيما يقول المرصد السوري المعارض، إن تعداد المتطوعين في صفوف الميليشيات الإيرانية في سوريا قد تجاوز 18 ألف مقاتل.

لم تتوقف الانتهاكات الإيرانية عند دول الجوار فحسب، بل امتدت لتشمل محاولة استهداف المعارضين في شتى بقاع الأرض، وتأتي تلك العملية التي دعمها الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي في استهداف تجمع حاشد للمعارضة، لتمثل البرهان الأبرز على مساعي طهران العابرة الحدود، ولكن العملية تم إحباطها، قبل أن يتم الحكم على أسدي بالسجن لمدة 20 عاما من جانب القضاء البلجيكي.

تدخلات النظام في الدول الأخرى في اليمن وسوريا والعراق في لبنان،  أيدلوجية النظام تقوم على التوسع ، الخميني كان دائما يقول يجب أن نكون في جميع أنحاء العالم، لدرجة أنهم كانوا يتحدثون عن أسلمة الولايات المتحدة، النظام لا يستطيع أن يبقى داخل إيران، فخامنئي يعتبر نفسه ولي أمر المسلمين في جميع أنحاء العالم

وفي هذا السياق يلفت مدير مركز الدراسات العربية والإيرانية علي نوري زاده، إلى أن “أيدلوجية النظام تقوم على التوسع، الخميني كان دائما يقول يجب أن نكون في جميع أنحاء العالم”.

وأكمل زاده: “الخميني وأنصاره دائما ما يتحدثون عن أسلمة الولايات المتحدة، فالنظام لا يستطيع أن يبقى داخل إيران، خصوصا أن خامنئي يعتبر نفسه ولي أمر المسلمين في جميع أنحاء العالم”.

وانتفض الإيرانيون ضد هذا النظام أكثر من مرة خلال العقد الأخير كان أبرزها عام 2009 لكن النظام يواجه أي تظاهرات بقمع غير مسبوق حفاظا.