العشرات من تنظيم داعش الإرهابي اليوم في منطقة دير الزور (شرقي سوريا على بعد نحو 450 كيلومترا شمال شرق العاصمة دمشق) رهن الاعتقال، بعدما شنت قوات سوريا الديموقراطية حملة عسكرية واسعة، بعد تصاعد واسع لعمليات القتل التي ينفذها التنظيم في المدينة، ومقتل إداريتين في واحد من المجالس التابعة للإدارة الذاتية جنوبي محافظة الحسكة.

وتشير معلومات حصلت عليها “أخبار الآن” عن أن “القرار بتنفيذ العملية اتخذ خلال 24 ساعة من مقتل الفتاتين، وأن قوات سوريا الديموقراطية بدأت عملية التمشيط في المنطقة، ليل الجمعة الماضية، وبمشاركة واسعة كذلك من قوى الأمن الداخلي السورية، وأن هذه العملية تنفذ في مساحات واسعة على الحدود ما بين كل من سوريا والعراق”.

بيان قوات سوريا الديموقراطية

من جهتها، أصدرت قوات سوريا الديموقراطية بياناً قالت فيه إنه “في الـ 24 ساعة الأولى من العمليّة، تم اعتقال عشرات الإرهابيين واحتجاز العشرات وضبط كمية كبيرة من الذخيرة”، لافتاً إلى أن “العملية لا تزال مستمرة، وأنه سيتم مشاركة المعلومات التفصيلية حول نتيجة العملية للإعلام والرأي العام في الأيام المقبلة”.

بيد أن اللافت في البيان عدم إعطاء معلومات تفصيلية أوسع عن العملية، خصوصاً وأن تدخل سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الداخلي جاء بطلب من الأهالي في دير الزور نتيجة توغل التنظيم هناك بعد تحرير مناطق الرقة، وعدم تواجد التنظيم بشكل فعلي هناك عدا مجموعة من الخلايا الصغيرة التابعة ومنها تنظيم حراس الدين.

هذه المطالبات جاءت – بحسب المعلومات – نتيجة تصاعد عمليات القتل التي تنفذها خلايا تابعة للتنظيم بحق أشخاص مدنيين، فيما ينفذ التحالف الدولي مجموعة من عملياته، لمواجهة الخلايا النائمة وقيادات التنظيم الإرهابي. في دير الزور.

عمليات القتل والإرهاب التي تنفذها خلايا التنظيم هناك دفعت قوات سوريا الديمقراطية هناك كذلك إلى الإعلان عن توسيع رقعة عملياتها مستقبلاً، في حال انتشار التنظيم في أي من البلدات القريبة من منطقة دير الزور، فيما انتقد مدنيون عمليات الاعتقال التي قالوا إنها “عشوائية في بعض الأحيان، ولا تستهدف الخلايا الإرهابية، وإنما مدنيين لا علاقة لهم بالتنظيم”.

داعش

أفراد من تنظيم داعش الإرهابي – أرشيفية

10 آلاف داعشي

وكان تقرير لمجلس الأمن الدولي، أشار إلى أن عدد مقاتلي داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق يصل إلى نحو 10 آلاف، وأن معظم هؤلاء الإرهابيين ينتشرون في المناطق اللامركزية والمناطق البعيدة عن المدن الرئيسية لإبقاء الأطراف في قبضة التنظيم والزحف باتجاه المدن الرئيسية شيئاً فشيئاً.

ووفق التقرير، فإن داعش لديه القدرات الفنية التي تمكنه من الاختباء في الأماكن السرية، ويحاول بشكل مستمر الحصول على الدعم من المجتمعات المحلية، لافتا إلى أن من أبرز الملاذات الآمنة للتنظيم في سوريا، كل من جبال حمرين في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين العراقية، فضلاً عن مناطق دير الزور، وإدلب في سوريا.

وتسيطر على هذه المناطق هيئة تحرير الشام، التي تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، وتضم تحت جناحها تنظيم حراس الدين الذي ينتشر في العديد من مناطق الرقة، كما تحاول هذه التنظيمات وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي ضم مجموعة أخرى من التنظيمات والتي تتمثل في لواء خطاب الشيشاني وكتيبة التوحيد والجهاد، والمكونة من مجموعة من المقاتلين من وسط آسيا، فضلاً عن الحزب الإسلامي التركمنستاني.

أمين: داعش ضعيف جداً

وقال الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، مصطفى أمين لـ “أخبار الآن” إن “ما يحدث في دير الزور يتعلق بالحالة العامة لتنظيم داعش وما يتعرض له التنظيم من هزات، ذلك أن التنظيم اليوم في حالة من الضعف الشديد، وهو ما يتم معه تمشيط كافة خلايا التنظيم في العديد من دول العالم ومن أهمها منطقة دير الزور التي تعتبر من المناطق المهمة”.

وأوضح أن تنظيم داعش الإرهابي اليوم يتعرض لمواجهة شديدة، لكن هذه المواجهة لن تتوقف وستستمر خلال المرحلة المقبلة حتى القضاء بشكل كامل على فلول التنظيم لا سيما في منطقة دير الزور والمناطق المجاورة، موضحا أن دير الزور من الأهمية بمكان لتنظيم داعش الإرهابي، خصوصا وأن دير الزور تحمل العديد من الدلالات المهمة لدى التنظيم المتطرف.