تكثر التساؤلات فيما إذا كان علينا أن نستمر بارتداء الكمامات سواء أصبنا بفيروس كورونا أم لا وسواء تلقينا اللقاح ضد هذا الفيروس أم لا.

في مقابلة خاصة مع أخبار الآن قالت الدكتورة رشا العاني أخصائية طب الأسرة إن هناك عدة شركات تتنافس لإدخال اللقاحات المعتمدة ضد كورونا وأبرز هذه الشركات هي فايزر/ بايونتيك وموديرنا وسينوفارم الصيني، أيضاً تحاول روسيا اليوم التسويق للقاح الذي أنتجته منذ مدة وهو سبوتنيك – V.

وبالنسبة لطريقة تصنيع وإنتاج اللقاح قالت الدكتورة العاني إن كل لقاح يمر بسلسلة من التجارب والأبحاث والدراسات لاستخلاص المادة النهائية للقاح نفسه، وكل شركة اتخذت نهجاً معيناً في إطلاق اللقاح الخاص بها، فمثلاً شركة فايزر اعتمدت على النسخة الجينية لفيروس كورونا أما الشركة الصينية فقد اعتمدت على الفيروس الميت وهذا اليعتبر الطريقة التقليدية في تصنيع اللقاح كما هو الحال في لقاح الأنفلونزا، أما الطريقة التي ابتعتها شركة فايزر فيعتبر طريقة جديدة لمواجهة جائحة كورونا.

أخصائية طب الأسرة لأخبار الآن: علينا الاستمرار بارتداء الكمامات إلى حين انتهاء كورونا

المحاقن الميتة المملوءة بلقاح COVID-19 شوهدت في موقع التطعيم المنبثق في شقق William Reid في بروكلين، مدينة نيويورك، الولايات المتحدة/ رويترز

كورونا.. أجسام مضادة ذات فاعلية قوية

وتضيف أخصائية طب الأسرة أنه بما أن اللقاح جديد وتم إنتاجه بفترة قياسية ولكن الدراسات التي أجريت عليه كانت مكثفة، ووجدت أنه بغض النظر عن نوعية اللقاح أو الشركة التي تصنعه فإن الجرعة الأولى تنتج 50 بالمئة من الأجسام المضادة والجرعة الثانية تكمل ما يصل إلى 90 أو 95 بالمئة من الأجسام المضادة، لذلك تم الإقرار على أن يكون اللقاح من خلال جرعتين تفصل بينهما 21 يوماً ، وبما أن الدراسات مستمرة حالياً لا نعلم إن كانت الجرعات ستكون إلى سنة أو سنتين، فهناك بعض الدراسات على أشخاص تناولوا الجرعة الأولى ثبتت أن الأجسام المضادة فعالة في أجسامهم لمدة 8 أشهر، ولكن ماذا يحصل بعدذلك علينا أن ننتظر الدراسات الجديدة بهذا الخصوص.

وتؤكد الدكتورة العاني أن سلسلة اللقاحات التي يتلقاها الجسم البشري يقوم بإنتاج أجسام مضادة منها وما نتكلم عنه هو النسب التقريبية لإنتاج الأجسام المضادة ولا يعني بالضرورة أن الأجسام المضادة تصل إلى هذا الرقم، وهي نسب تقريبية وهي ما نسميه بـ رد فعل الجسم للقاح نفسه أو الوقاية اي كم سيعطينا هذا اللقاح وقاية أو حماية في المستقبل.

أعداد كبيرة من المتطوعين لتلقي لقاح كورونا

وعن كيفية تجربة اللقاحات ضد كورونا كان هناك أعداد كبيرة من المتطوعين الذين قاموا بالتطوع لتلقي الجرعة الأولى من أي لقاح صدر حول العالم وقبل هذه المرحلة كانت هناك الاختبارات السريرية واختبارات السامة التي أجيت على الحيوانات، ثم تم تجربة هذه اللقاحات على عدد غير قليل من البشر وتكللت هذه التجارب بالنجاح كأي لقاح سابق مر علينا في السنوات السابقة.

بالنسبة لموضوع الحوامل وكما أوصت منظمة الصحة العالمية قالت أخصائية طب الأسرة إنه لم يتم إجراء تجارب كافية على الحوامل ولمن هم دون الـ 18 عاماً، وبالنسبة لفعالية اللقاح فإن الوفيات الكثيرة في العام الماضي بسبب تأثير جائحة كورونا لأصحاب الأمراض المزمنة والذين يعانون من السمنة والضغط والسكري كانت الأعداد كبيرة، لذلك يعتبر اللقاح بالنسبة لهذه الفئات مفيداً أكثر من الفئات الأخرى لأنه يقيهم من كورونا وأثاره الجانبية ووجدت الدراسات أن اللقاح يقلل الحاجة لأجهزة الإنعاش أو الأوكسجين بالنسبة لهذه الفئات التي تعتبر من أكثر الفئات حاجة للقاح لتكوين الأجسام المضادة وتحفيز الجهاز المناعي ليكون مستعداً لمقاومة هذا الفيروس.

من هي الفئات التي يحق لها تلقي اللقاح

وعن الفئات التي تمنع من تناول اللقاح ضد كورونا أجابت الدكتورة العاني أنها تشمل من هم دون الـ 18 عاماً والحوامل والأشخاص الذين يتناولون الأدوية الخاصة بالسرطان فهؤلاء يكون لديهك حالة خاصة يجب أن يتناقشون بها مع مزود الرعاية الصحية الخاص بهم.

تقول أخصائية طب الأسرة أن اللقاح يحصل على الموافقة بعد سلسلة من التجارب والأبحاث وموافقة اللجان الطبية، وبعد أن يتم اعتماد فعاليته يتم تطبيقه على المجتمع وينصح بـأخذه للحماية من وباء معين.

ما هي مناعة القطيع:

وعن مناعة القطيع قالت الدكتورة رشا العاني إنه مصطلح متداول كثيراً في السنة الأخيرة بسبب أن إمكانات الدول مختلفة من حيث توفير اللقاح أو الرعاية الصحية، معتبرة أن هناك دولاً لا تستطيع توفير أي من هذه الأشياء، ومناعة القطيع أطلق لأنه عندما يتفشى وباء معين يكون من الأسهل والأفضل أن يصاب جميع الناس ويحصلوا على الأجسام المضادة الطبيعية، لكن المشكلة أن هذه الأجسام تكون كميتها بعدد محدد ليست كاللقاح لأن اللقاح يكون مدروساً ويصل بالأجسام المضادة إلى مستوى معين، أما الإصابة الطبيعية فهي تكون للإنسان ويكون له وقاية محددة وهذا ما يسمى مناعة القطيع بمعنى أن المجموعة كلها تصاب لذلك يكونوا جزئياً لهم حماية من تفشي الوباء وهذا ما يخفف العبء على الدولة والنظام الصحي.

نصيحة أخيرة:

تقول الدكتور العاني إن بعض الناس يتخيلون أننا سوف نستغني عن الكمامات وتعقيم اليدين وهذا اعتقاد خاطئ لأننا نعيش مرحلة وباء (كورونا)، والأوبئة على مر العصور تحتاج لوقت حتى تزول لذلك يتركز دورنا كأفراد فاعلين في مجتمع صحي المحافظة على إبقاء الكمامة والحفاظ أيضاً على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين والتعقيم والنظافة الشخصية، وهذه الإجراءات أساسية سواء تلقينا اللقاح ضد كورونا أو لا، وسواء أصبنا بفيروس كورونا أم لا تبقى هذه الإجراءات أساسية حتى ينتهي الوباء.