أهلاً بكم إلى حلقة مرصد الجهادية للأسبوع الأول من العام الجديد ٢٠٢١. وفيها عنوان رئيس:

– بعد هجوم الرقة، هل يتبنى حراس الدين أسلوب “حرب العصابات”؟ 

– وسط أنباء عن خروج العريدي وأبي همام إلى خراسان، من يقود هذه الحرب؟ هل هو جيل جديد من الجهاديين؟ 

– إعلام القاعدة المنسلخ عن الواقع

 

ما بعد الرقة!

ما أن أذيع خبر تبني حراس الدين هجوم الرقة، حتى بدا وكأنّ الحياة دبّت في أنصار القاعدة. ماذا نعرف؟ في الساعة الأولى من العام الجديد ٢٠٢١، نشرت مؤسسة شام الرباط التابعة للحراس أن “سرية من سرايا” التنظيم تمكنت من “الإغارة على وكر للقوات الروسية المحتلة في تل السمن محافظة الرقة.” انتهى البيان من دون تقديم تفاصيل. في الساعات التالية، وفّرت حسابات الأنصار “بعض” التفاصيل بناء على ما ذكرته وسائل إعلام نقلاً عن مصادر محلية؛ وهي حتى ساعة إعداد هذه الحلقة فجر الأحد، كالتالي: الهجوم استهدف قاعدة عسكرية وبدأ بتفجير انتحاري باستخدام مركبة مفخخة؛ أعقبه دخول “انغماسيين” إلى القاعدة حيث دارت اشتباكات

في ردود الفعل: أنصار القاعدة فرحوا بهذا الخبر فرحاً عظيماً وضخّم عندهم الأنا لدرجة أن حساباً على مجموعة (منتدى نصرة أهل الحق ) قال إن التنظيم ينفذ هجمات في كل سوريا وخاصة في درعا ولكنه لا يتبناها! وهذا استثار محاججة من آخر استغرب ألا يتبنى التنظيم هجمات وها هو يفرح بـ هجمة! لكن الردود الأهم جاءت من حسابات أخرى: حساب باسم أبو محمد نصر اعتبر أن هذا كسرٌ “لخطوط” التماس التي “مُنع” منها الجهاديون في إشارة إلى انقضاض الجولاني على الحراس في إدلب وإخراجهم من مقراتهم وكسر شوكتهم. شبكة الثغور الإعلامية اعتبرت أن حصر الحراس في إدلب كان “من أشدّ النكبات” التي مرت على “الجهاد الشامي.” ومثل حسابات أخرى، استحضر خروج أبي جليبيب الأردني إياد الطوباسي إلى درعا وقتله هناك. أبو جليبيب اختلف مع الجولاني بعد فك الارتباط مع القاعدة في ٢٠١٧؛ فقرر الخروج من إدلب مع عائلته. اعتقله الجولاني. وبعد إطلاق سراحه ظل متوجهًا إلى درعا حيث قتل إما هناك أو في الطريق. استحضار أبي جليبيب يذكرنا باستحضار أبي يحيى الجزائري الذي اختلف مع قيادة الحراس بسبب الجولاني وفُصل من التنظيم. نقرأ هذا وفي ذهننا النقد الشديد لقيادة الظواهري وتعامله مع الشام. ولهذا كله دلالة بالنسبة لهجوم الرقة سنذكره بعد قليل. 

فما الذي يحدث؟ الدكتور أبو عبدالله الشامي، أمير جبهة أنصار الدين، إحدى مكونات غرفة فاثبتوا التي وئدت في المهد، علق بأن هذا الهجوم “يمثل نقلة نوعية ومقدمة صحيحة لبدء مرحلة جديدة من الصراع مع المحتلين.” وهنا نسأل: أولاً: من يقود هذه “النقلة النوعية”؟ سمعنا من أكثر من مصدر أن قائد التنظيم فاروق السوري أبا همام، والشرعي الأول سامي العريدي غادرا سوريا إلى خراسان. سمعنا من ثلاثة مصادر مختلفة لكن لسنا متأكدين. في المطلق، أين الرجلان؟ وإن لم تكن ثمة حاجة لمن “يقود” ويوجّه هذه المرحلة، فهل انتقلت القاعدة إلى عمل الذئاب المنفردة؟ والعصابات؟ كما هي حال داعش؟ وعليه، ما هي العلاقة التي تربط عناصر القاعدة على الأرض مع “القيادة”؟ لنعد إلى استحضار الجزائري والطوباسي. إن سلمنا بأن عناصر التنظيم أصبحوا ذئاب منفردة، فهل يتعارض نشاطهم مع ما تريده “القيادة” في خراسان أو أي مكان آخر؟ لنذكر أن القاعدة المركزية ظلت حذرة في التعامل مع الشام حتى مع انقضاض الجولاني على الحراس. بيان “إن الله أبى عليّ قتل مؤمن” الذي أصدرته القيادة العامة في ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ مؤازرة للحراس، كشف التناقضات في خطاب القاعدة حتى رجحت الكفة للجولاني. فهل تغير توجه المركزية؟ في اتجاه المنفردة؟ وهل عجزت المركزية عن سحب الحراس إلى جغرافيا أخرى في الشام لا يزاحمها فيها: النظام وحلفاؤه، أو الأكراد، أو تركيا والجولاني، أو خلايا داعش. فهل تتقاطع خلايا الحراس مع خلايا داعش؟ هل ستشهد الشام طحناً آخر على الموارد والضحايا؟ ربما هي مرحلة، وربما هو مهاجر روسي ضاق ذرعاً بالكبار وحسب. 

 

القاعدة: الحرس القديم والجيل الجديد

لفت هذا الأسبوع مقال نشره حساب أنباء جاسم، وهو حساب يبدو مناصراً للقاعدة ومنتقداً لقيادتها. هو الحساب الذي كشف عن اغتيال أبي محمد المصري نائب الظواهري في طهران. المقال بعنوان “أجيال القاعدة: حان وقت النقاش والتفاهم،” وفيه يتحدث الكاتب عن الفجوة بين الجيل المؤسس/الحرس القديم والجيل الجديد. فالقديم متشدد في تعامله مع عناصر التنظيم إلى حدّ التخوين والاتهام بالجاسوسية بخلاف الجيل الجديد الذي برأيه يتمتع بأفق أوسع. ويقول “ما زال ثمة فرصة حقيقية لتصحيح المسار في حال ابتعاد الجيل المؤسس عن التمسك برأيه ونظرته التي يعتقد بأنهما لا يحتملان الاجتهاد والخطأ.” 

 

الأزمة في السحاب!

أزمة القيادة في القاعدة عميقة وجليّة. ولا أدلّ على غيابها عن واقع عناصر القاعدة من البيان الأخير الذي نشرته مؤسسة السحاب المتخصصة بالقيادة المركزية مساء اليوم الثاني من يناير. 

في الانتظار، حساب “نورالدين الرسمية” وهو حساب قاعدي مخضرم علّق “بشائر مرتقبة عظيمة.” حساب وريث القسام الذي بات مصدراً لمعظم أخبار القاعدة من كل مكان علّق “مرتقب على أحرّ من الجمر من عملاقة الإعلام الجهادي: السحاب.” فهل ستؤكد السحاب بدء مرحلة جديدة في الشام؟ هل ستعلن عن مصير الظواهري وخليفته؟ أو على الأقل تنعى المصري وعبدالرؤوف؟ بعد ثلاث ساعات من الانتظار، نشرت السحاب ما ترقبه الجميع. بيان بعنوان “إن عدتم عدنا” موقع بتاريخ نوفمبر ٢٠٢٠؛ ويتوعد فرنسا على خلفية أزمة الرسوم المسيئة للرسول الأكرم، التي تفاقمت في أكتوبر الماضي.

 

٨٠ ألف يورو!

نشرت مؤسسة الزلاقة الجناح الإعلامية لتحالف نصرة الإسلام والمسلمين بزعامة إياد غالي البيان رقم ١٦١ \١٧ وفيه تهديد متجدد لفرنسا. ولفتت فقرة في البيان تُكذّب السلطات الجزائرية التي قالت إنها استرجعت جزءاً من المبلغ الذي دُفع للتنظيم مقابل الإفراج عن الرهائن في صفقة أكتوبر الماضي. الأمن الجزائري قال إنه استرجع ٨٠ ألف يورو بعد أن كشف عن مخابئ للإرهابيين في جبال جيجل. 

 

النهاية والنهاية

نشرت القنوات الرديفة للرسمي في داعش فيديو طويلاً استمر أكثر من ساعة بعنوان: “النهاية والبداية” عن: بداية داعش في سوريا، والحرب التي دارت بينهم والفصائل الجهادية الأخرى.