أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ٦ إلى ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠. في العناوين

– حساب مناصر للقاعدة يتهم قيادة حراس الدين بالفشل والتقصير ويدعو إلى استبدالها

– الجولاني يظهر للمرة الأولى منذ أربعة أشهر 

– صراع على النفوذ بين إرهابيين عرب وإرهابيين محليين في مالي 

– وداعش يزج بالنساء في الهجمات الانتحارية تعويضاً عن نقص في الرجال

وضيفتنا هذا الأسبوع، سيلفيا كارنتزي، الباحثة في مركز دراسات الحركات الاجتماعية التابع لجماعة سكولا نورمالي سوبيريوري الإيطالية. ستتحدث إلينا عن “النهج السياسي” لدى الجماعات الجهادية وخاصة هيئة تحرير الشام. 

المرصد 66 | أنصار القاعدة يتهمون قادة حراس الدين بالفشل ويدعون إلى استبدالهم

القاعدة والنقد الذاتي

نشر حساب موالٍ للقاعدة معرّفه “ابن القاعدة” أكثر من منشور يسأل فيها: “أين هم حراس الدين الآن؟” 

المنشور الأول عُدّل أكثر من مرة. فالكاتب يدرك أن ما يقوله سيكون “موجعاً” للكثيرين من أنصار التنظيم. ماذا قال ابن القاعدة عن قيادة الحراس؟ قال: قيادة حراس الدين لم يؤدوا الدور المطلوبَ منهم؛  

فشلوا في قيادة المشروع الجهادي في الشام؛ اتخذوا قرارات خاطئة؛ أضاعوا الفرص وانبطحوا للجولاني. يعترض الكاتب على قرار الحراس فصلَ أبي يحيى الجزائري، الذي اعترض مع آخرين على التقارب مع الهيئة في يوليو ٢٠١٩. وطالب وقتها الرجل ومن معه بمحاكمة العريدي وأبي هُمام السوري. يخلص صاحب الحساب إلى أنه سيكون “صعباً أو مستحيلاً إعادةُ تشكيل فرع للقاعدة جديد في الشام”. ثم ينتقد القيادة العامة لتنظيم القاعدة على نحو ما ذهب إليه الكاتب المهم عدنان حديد في دراسته الشهيرة المنشورة على موقع بيان القاعدي في يوليو الماضي بعنوان “بين الشيشان والشام: دروس وعبر.” يقول ابن القاعدة: “سكوت القيادة العامة عن الجولاني لم يكن صائباً وساهم فى استمراره… كان لابد من المفاصلة فى الأمر بلا هوادة، مقارنة مع موقفهم ضد البغدادي بحسم وقوة.” وختم في منشور آخر: “نريد قيادة لديها كارزما وحسم تستطيع مواجهة الجولاني.” 

في الأثناء، أطلقت هيئة تحرير الشام سراح الشرعي في حراس الدين، أبي عبدالله الدرعاوي، بعد سجن دام شهرين ونصف. منذ انقضت الهيئة على حراس الدين في يوليو الماضي، اعتقلت قيادات وناشطين أبرزهم بلال عبدالكريم الصحفي الأمريكي، وأبو يحيى الجزائري، وأبو عبدالرحمن المكي الذي قيل إن الهيئة تمنع أحداً من زيارته أو مهاتفته أو حتى إرسال رسالة نصية. 

 

ريفرسايد

احتفت معرّفات القاعدة بإصدار جديد من الصومال بعنوان “القدس لن تُهوّد” وهو الشعار الذي تبنته جماعة شباب الصومالية منذ يناير ٢٠١٩. بحسب موقع شهادة، الفيديو يُظهر صوراً حصرية لمرتكبي الهجوم على مجمع ريفرسايد في العاصمة الكينية نيروبي الذي وقع في يناير ٢٠١٩، أي قبل عامين. 

وعليه، الصور التي يبدو أنها تُعرض لأول مرة يحتفي بذكرى انطلاق هذه الهجمات التي اتخذت من القدس عنواناً. أنصار القاعدة احتفوا أكثر بالظواهري خاصة أن منفذي الهجوم يصفون أنفسهم بأنهم جنود الظواهري يأتمرون بأمره. مرة أخرى، الهجوم وقع قبل عامين. والظواهري لم يظهر في إصدار يوحي بأنه متابع للأحدث منذ أواخر العام الماضي. وآخر ظهور مؤكد للرجل كان في فبراير الماضي في شهادة تضمنها تقرير للأمم المتحدة عن طالبان. غير ذلك، يُشاع أن الرجل تُوفي في أكتوبر. 

 

الجولاني 

هذا الأسبوع، ظهر الجولاني القائد العام لهيئة تحرير الشام للمرة الأولى منذ أربعة أشهر تقريباً. حسابات الهيئة قالت إن الجولاني كان يزور مخيماً في بلدة باتبو غربي حلب. آخر ظهور له كان في ٦ أغسطس الماضي منهياً سلسلة من الفعاليات كان من أبرزها الزيارة الشهيرة لمطعم وسط إدلب في أيام العيد. في منشور على حساب داعش، لا يختلف في مضمونه عمّا قاله وسيقوله معارضو الجولاني، تساءل بسخرية كيف يتجول الجولاني بحرية وهو المرصود لرأسه عشرة ملايين دولار. “لو أرادوا رأسه لأرسلوا له طائرة “درون” …  لكنها مسرحيات للتغطية على أنه عميل.”

في الأثناء، أعتقلت هيئة تحرير الشام القيادي في أنصار الإسلام “أبو عبد المتين”. معارضو الهيئة قالوا إن الاعتقال جاء بسبب تبادل أسرى أجراه فصيل أنصار الإسلام مع النظام السوري، من دون أن يرفع راية الهيئة. أنصار الهيئة قالوا إن الاعتقال جاء لدواعٍ أخرى لا علاقة لها بالتبادل الذي استُبدل فيه أسير واحد بأسير آخر.

 

التوتر الطائفي في جماعة نصرة

كشف ناشطون في مالي يعارضون الإرهاب في بلدهم أن ثمة نزاع داخل القيادة المحلية للإرهابيين (على الأرجح نصرة الإسلام والمسلمين) في منطقة حوض غاو جنوب شرق مالي. على ما يبدو، الإرهابيون من أصل عربي يريدون عزل نظرائهم الماليين الذين يسيطرون على منطقة سكانها من الطوارق. فرضوا الزكاة وسرقوها، واليوم يشترطون على السكان دفع أتاوة مقابل السماح لهم بإعادة فتح سوق شعبية يعتاشون منها. الحساب باسم إبراهيم أغ علّق: يريدون أن يستعبدوا الناس. 

 

إرهاب داعش

نشرت حسابات داعش فيديوهات بعنوان “موسم الصيد بعد قليل” وفيه دعوة لاستغلال انشغال الناس بالاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة لتنفيذ هجمات واغتيالات تطال حتى الأطفال. 

انتحاريات داعش داعش يزجّ بالنساء لتنفيذ هجمات انتحارية لتعويض النقص في الرجال. هذا ملف أعددناه في أخبار الآن. بدأناه بسرد الهجمات الانتحارية الأخيرة في جنوب شرق آسيا، ومررنا بتحول استراتيجية داعش نحو “جهاد النساء” والسماح للنساء بحمل السلاح مع خسارة أرض الخلافة المزعومة في ٢٠١٦-٢٠١٧. وهو استكمال للملف الذي نشرناه قبل أسبوعين تقريباً عن انتحاريات بوكوحرام اللواتي قد لا يتجاوز عمر الواحدة سبع سنوات. 

 

النهج السياسي للجهاديين

عن الخيارات السياسية التي قد تنتهجها الجماعات الجهايدة، يسرنا هذا الأسبوع أن نتحدث إلى الأستاذة سيلفيا كارينتزي، الباحثة في مركز دراسات الحركات الاجتماعية التابع لجماعة سكولا نورمالي سوبيريوري الإيطالية. سيلفيا تحضر لرسالة دكتوراة عن “النهج السياسي” لدى الجماعات الجهادية. 

الآن: موضوع رسالتك الدكتوراة لافت جداً. ماذا تعني. ما هي السياسة التي قد يختارها الجهاديون؟ 

د. سيلفيا: يركز بحثي على الاتجاهات السياسية التي تختارها الجماعات الجهادية أو تتبناها. قد تكون استراتيجيات باتجاه الداخل المحلي أو باتجاه الخارج الدولي أو ربما خليط من هذا وذاك. وأجد هذا أمراً مثيراً للاهتمام. لأن الجماعات الجهادية ليست على شاكلة واحدة. لا أقول إنها صندوق أسود، ولكنها مساحات كونية معقدة. بعضها تطوّر وتحوّر، وثمة مرونة في بعضها الآخر. فمن المهم تتبع هذه الخيوط المتشابكة. هذه الجماعات استقت مفاهيم أيديولوجية متشابهة. فمثلاً تتلمذت تاريخياً على فكر منظرين مثل سيد قطب. لكن إذا نظرنا إلى أرض الواقع لرأينا أن الجماعات التي يبدو أن لها أيديولوجية متشابهة، لوجدنا أنها بالرغم من ذلك كله تختلف في اختياراتها على الأرض فيما يتعلق باتخاذ سياسات موجهة محلياً أو عالمياً. وهذا أمر ظهر في أوقات مبكرة من تاريخ الجماعات الجهادية في كتاب “الفريضة الغائبة” لـ محمد عبد السلام فرج الذي تحدث عن العدو القريب والعدو البعيد. هذه مسائل معقدة. لكن في الواقع، مسألة الاختيارات السياسية أصبحت أكثر تعقيداً منذ مطلع الألفية لأن الجماعات الجهادية غالباً ما تتخذ خليطاً من الاستراتيجيات. الباحث توماس هيغهامر أشار إلى اتجاهات مركبة تتنوع فيها تصنيفات العدو. والأهم هنا هو أن مجموعة واحدة قد تغير اتجاهها واختياراتها السياسية مع مرور الوقت. 

عندما أتحدث عن الاختيارات السياسية التي يتخذها الجهاديون، أدرك أن الموضوع واسع ومتشعب. 

أركز في بحثي على الظروف التي تدفع في اتجاه اتخاذ هذه الاستراتيجيات. ظروف تؤثر على خيارات أخرى تتخذها الجماعة المعنية في تعاطيها أو تعاونها مع جماعات أخرى قد تختلف معها أيديولوجياً. ظروف تجعلها تختار أن تتخلى عن بعض التكتيكات. 

 

الآن: الحقيقة إن أحد أسباب اهتمامنا بالموضوع هو معرفتنا من أيديولوجية الجهاديين إنهم يرفضون الديمقراطية والانتخابات وحتى يعتبرونها كفر. والسياسية بالنسبة لنا كناس عاديين تتعلق بهذه المفاهيم. إذاً، أين نجد تطبيقات عملية على هذه الخيارات التي قد يتخذها الجهاديون. أعتقد طالبان واحدة منهم. 

د. سيلفيا: بالضبط. قد تبدو طالبان في السنوات الأخيرة وكأنها اتخذت منحىً معيناً مثيراً للاهتمام. لكن 

أراها حالة فريدة لأن هذه الجماعة وجدت جذورها في دولة العراق الإسلامية. في ٢٠١١، قررت دولة العراق الإسلامية أن ترسل أبا محمد الجولاني وغيرَه من المقاتلين إلى سوريا لتشكيل فرع محلي هناك بالتنسيق مع قيادة القاعدة. إذاً هذه جماعة موالية للقاعدة لكنها قررت مع مرور الوقت قطع علاقتها بالقاعدة. في البداية بدا فك الارتباط إجراءاً تجميلاً أو دعائياً. لكن مع مرور الوقت، رأينا تحوراً وتحولاً في خطاب المجموعة وفي سلوكها خاصة في ٢٠١٧ عندما قررت الهيئة الدخول في محادثات مع تركيا لتنسيق تدخلها العسكري في شمال غرب سوريا. ما أجده مثيراً للاهتمام هو أنه في فبراير ٢٠١٧، نُشر شريط فيديو يحدد مبادئ هيئة تحرير الشام ويُعلن هذا الشكل الجديد الذي استقرت عليه قبل ذلك التاريخ بشهر. في التسجيل مبادئ كثيرة تستند إلى مسوّغات شرعية. من أهمها هو أن تشكيل علاقات مع أطراف أجنبية أمر مشروع طالما فيه فائدة. هذه النقطة بالذات تكررت عدة مرات في بيانات الهيئة ومنظريها كما حدث في سؤال وجواب على قناة الشرعي يحيى أبي الفتح الفرغلي الذي قال بمشروعية الوجود التركي في شمال غرب سوريا ومنطقة إدلب طالما توفرت شروط معينة مثل أن تكون الغلبة العسكرية للهيئة وألا تتدخل تركيا في الإدارة وأن يكون للهيئة القرار النهائي في شن الحرب أو عقد السلم. هذا اتجاه مثير للاهتمام، لأنه ينطوي على عملية غربلة داخل الجماعات الجهادية في سوريا، وهو ما رأيناه عندما قرر الجهاديون الموالون للقاعدة أن ينفصلوا في جماعة تنظيم حراس الدين، وما حدث لاحقاً من علاقة صعبة بين الهيئة والحراس حتى ساءت. ولنرَ ما سيحدث لاحقاً. 

 

الآن: حالة هيئة تحرير الشام مثيرة للاهتمام. فلدينا القاعدة وداعش والهيئة. لا تبدو مثل أي طرف ولا حتى مثل طالبان. أين يرينهم يذهبون باختياراتهم السياسية. هل سيظلون على هويتهم الجهادية؟ 

د. سيلفيا: هذا هو السؤال الجوهري. هذا هو السؤال الأهم بالنسبة لي عندما أنظر إلى مشروع هيئة تحريرالشام. إلى أي درجة هو مشروع قابل للحياة على المدى الطويل. كيف سيوازن علاقاته بالدول الأخرى مثل تركيا مع احتفاظه بهويته الجهادية. أعتقد أن الحدث الأبرز الذي يجب أن نتابعه باهتمام هو ما حدث مع أحرار الشام أخيراً على خلفية المحادثات حول تأسيس المجلس العسكري الذي قد يضم أحرار الشام وهيئة تحرير الشام وفيلق الشام. وفي هذه الحالة، السؤال المطروح هو: هل ستتخذ الهيئة نفس اتجاه الأحرار؟ هذا سؤال مفتوح ويعتمد على التطورات المتعلقة بالوجود التركي في شمال غرب سوريا. 

 

الآن: هل يمكن أن تشرحي أكثر بخصوص أحرار الشام وكيف يمكن للهيئة أن تسير في نفس طريقهم؟ 

د. سيلفيا: عندما أتحدث عن اتجاه أحرار الشام فأنا أعني أن تتخذ الهيئة موقفاً واضحاً ومؤكداً بخصوص تحالفها مع تركيا على نحو ما رأينا من أحرار الشام خلال العام الماضي عندما أصبحوا جزءاً من الجبهة الوطنية للتحرير. وعليه، نتساءل ما إذا سيرى هذا المجلس العسكري النور وما إذا ستسير الهيئة في نفس نهج الأحرار. أعتقد أننا رأينا في الصيف الماضي حدثاً قد يكون مهماً في هذه المسألة. وأعني هنا عندما أقام تنظيم حراس الدين نقاط التفيش في المنطقة وأسس غرفة عمليات فاثبتوا التي ضمّت منشقين عن الهيئة مثل أبي مالك التلي، وكيف تعاملت الهيئة مع ذلك وانقضت على تنظيم حراس الدين الذي هو تنظيم صغير، كما أن كبار قياداته مثل أبي القسام الأردني تعرض للقتل في القصف الأمريكي. وما تبع ذلك من أحداث في يونيو والأشهر التالية عندما اعتقلت الهيئة أعضاء من التنظيم مثل أبي عبدالرحمن المكي. 

هذا تطور خطير في العلاقة بين المجموعتين التي كانت متقلبة في الماضي: تحدث توترات ثم مصالحات وهكذا في دائرة مفرغة. لكن الأحداث الأخيرة قد تكون البرزخ بين الاثنين. 

 

الآن: كتبتِ كثيراً عن التطرف في أوروبا، وهذا أمر مهم لنا في الشرق. أوروبا أنتجت إرهابيين في مستويات متقدمة من العنف مثل جهادي جون. كيف حصل هذا؟ 

د. سيلفيا: التطرف مفهوم معقد ومتشعب الأبعاد. هو نقطة يلتقي فيها الشعور بالامتعاض مع الحاجة إلى إثبات الذات مع وجود عوامل تؤطر عملية التطرف هذه. كُتب الكثير عن هذه المسألة. ومنها ما يتعلق بالحرمان النسبي اجتماعياً واقتصادياً وما يتعلق بالتهميش، وكيف يمكن لهذه العوامل أن تؤثر على الأفراد وتدفعهم إلى التطرف. و هذه الحالة تختلف باختلاف الجغرافيا. الباحث هيغهامر في بحث آخر وجد أن الجهاديين الأوروبيين عادةً ما يكونوا أقل تحصيلاً من أقرانهم من ناحية اجتماعية واقتصادية. السؤال المهم هنا هو ما هي الظروف التي يمكن فيها لهذا الحرمان النسبي أن يؤدي إلى التطرف؟ لأن هذا الأمر يحدث في حالات محدودة ضمن مجتمع كامل يعيش ظروفاً متشابهة من التهميش مثلا. هي فئة صغيرة تتبنى هذا النهج. أود أيضاً أن أشير إلى أمر آخر وهو أننا غالباً ما نتحدث عن الجهادية كرديف للتطرف ولكن التطرف يتضمن أيديولوجيات أخرى. لستُ متخصصة في هذا الموضوع ولكن أود أن أذكر أمثلة بحسب ما جاء في تقرير مؤشر الإرهاب العالمي المنشور العام الماضي. خلال السنوات الخمس الماضية، ارتفعت بمعدلات لافتة حالات الإرهاب التي تُعزى إلى اليمين المتشدد في أوروبا. وهو ما أثبتته الأحداث الأخيرة. وقع في فرنسا هجمات قام بها جهاديون، لكن الحدث الذي وقع في أفينيون في أكتوبر كان سببه شخص يكره المسلمين. وكذلك الهجوم على المساجد كما حدث في كرايست تشيرتش في نيوزلندا؛ والاعتداء على الأقليات التي من ضمنها مسلمون. للأسف هذه أمور نشهدها في أوروبا ويجب أن نشير إليها. 

 

الآن: كنت اقرأ البحث الذي شاركتِ بتأليفه عن الجهاديين في فترة ما بعد الربيع العربي. كيف يستغل الجهاديون امتعاض الناس وخلافاتهم مع الحكومات المحلية للتسلل إلى المجتمع وحكمه بحيث يصبحون أقسى من الجلاد نفسه بطريقة مثيرة للسخرية حقيقة. 

د. سيلفيا: ما يفعله الجهاديون عادة هو أنهم يؤطرون أفكارهم. يربطون التجارب والأحداث بمعنىً يشكلونه بأنفسهم؛ وغالباً ما يتضمن ذلك مشاعر غضب وامتعاض من فساد أو ظلم أو تهميش. مثال على إعادة تأطير الامتعاض الشعبي والتهميش هو ما حدث في العراق عندما قام تنظيم الدولة باستغلال مشاعر التهميش التي سيطرت على السنة في العراق وأطّروها ضمن سياق “نحن ضد هم” أي “السنة ضد الشيعة”. هذا مثال لاستغلال الامتعاض الشعبي.