طالب المدعي العام البلجيكي بسجن الدبلوماسي الإيراني “أسد الله أسدي” لمدة 20 عاماً لكونه قائد المجموعة الإرهابية، بعد محاولته تنفيذ هجوم بالقنابل على “تجمع إيران الحرة” بالقرب من العاصمة باريس في 30 يونيو 2018. حيث انطلقت يوم الجمعة محاكمة 3 رجال وامرأة في مدينة أنتويرب في بلجيكا.

وفي تفاصيل الحادثة، كان يتواجد حوالى 25 ألف شخص في ذلك اليوم في Parc des Expositions في فيلبينت، من بينهم “جون بولتون” و “رودي جولياني” و “إنغريد بيتانكورت”. لكن الهدف الرئيسي من الهجوم كان استهداف “مريم رجوي”، المواطنة الإيرانية المنفية والمتواجدة في باريس، و هي أيضاً زعيمة حركة مجاهدي خلق الإيرانية، حيث كانت هي المتحدثة في التجمع، وفق ما ذكر المحامي البلجيكي “ريك فان روسيل”.

حضر المحاكمة عشرات المعارضين الإيرانيين، ومن بينهم “فرزين هاشمي”، والذي ذكر أنه “كان من الممكن أن يموت المئات، وربما أكثر من ألف قتيل، لأن القنبلة كان من المفترض أن تنفجر بالقرب من المنطقة البيضاء التي يتجمع بها كبار الشخصيات”.

رفض المتهمان، أسد الله أسدي (48 عامًا) و مهرداد عارفاني (57 عامًا)، مغادرة زنزانتهما صباح اليوم، ومثلهما محاميين اثنين في المحكمة، وحاول أسدي، الذي كان يعمل في السفارة الإيرانية في فيينا عام 2018، استعمال حصانته الدبلوماسية لحمايته.

لذلك، فإن أمير سعدوني (40 عاماً) وزوجته نسيمه نعامي (36 عاماً) هما فقط من حضر أثناء المحاكمة.

المدعي العام البلجيكي: الهجوم كان بدافع من إيران بعد أن خططت له

طابور أمام المحكمة في انتظار الدخول الى قاعة المحكمة/ أخبار الآن

لقد عاشوا جميعاً لأكثر من 10 سنوات كخلية نائمة لجهاز المخابرات الإيراني السري في بلدة ويلريجك، بالقرب من مدينة أنتويرب. وكان سعدوني قد فر من طهران إلى أنتويرب عام 2003، وكان ناشطًا مع جماعات المعارضة الإيرانية في بلجيكا. أما نعامي فقد أتت إلى بلجيكا عام 2007.

عملت نسيمه في ميناء أنتويرب ضمن سوبر ماركت، وسافرت سراً إلى طهران 13 مرة لكي تتلقى المزيد من التدريب كجاسوسة، أما زوجها فقد سافر 5 مرات. وقال المدعي العام إن دافعهما هو “المال، وليس دافعاً أيديولوجيا”.

في يوم الخميس 28 يونيو 2018، قاد سعدوني وامرأته نعامي سيارة المرسيدس الخاصة بهما إلى مدينة لوكسمبورغ، حيث سلم أسدي قنبلة تحتوي على 500 غرام من مادة TATP “ثلاثي بيروكسيد الأسيتون”، كان قد هربها من إيران إلى أوروبا قبل أيام قليلة عبر مطار فيينا في النمسا، عن طريق البريد الدبلوماسي.

وفي صباح يوم السبت 30 يونيو ، غادر سعدوني و نعامي بالقنبلة إلى فيلبينت، وسجلا اسميهما كمتطوعين في التجمع السنوي لحركة مجاهدي خلق الإيرانية، في غضون ذلك، تلقت أجهزة الأمن البلجيكية بلاغاً عن الهجوم وقامت بمحاصرة الزوجين بالقرب من بروكسل. إنفجرت القنبلة في الهواء الطلق، وأصيب شرطي بأضرار خفيفة. و لكن بحسب ما قال “فان روسيل” فقد “كان من الممكن أن تكون العواقب وخيمة لو أن الإنفجار وقع في منطقة مغلقة”.

تم اعتقال سعدوني وامرأته نعامي في بروكسل، وتم اعتقال مهرداد عارفاني على الفور في فيلبينت، و اعتقل أسدي في اليوم التالي بالقرب من فرانكفورت. وتتم محاكمة أسدي و عارفاني الآن بصفتهما عميلين في جهاز المخابرات الإيرانية.

وتجدر الإشارة إلى أن وثيقة أمن الدولة البلجيكية التي قرأها مكتب المدعي العام الاتحادي تنص على أن “مشروع الهجوم قد تم التخطيط له من قبل إيران وبدافع منها، حيث لم يكن الهجوم بدافع أو بمبادرة شخصية من أسدي”.

وقد طالب المدعي العام البلجيكي بسجن أسدي مدة 20 عاماً، وسجن كل من سعدوني ونعامي 18 عاماً، أما عارفاني فقد طالب بسجنه 15 عاماً. وسوف تستمر المحاكمة حتى يوم الخميس المقبل.