بالنسبة للقاعدة، الكشف عن قتل أبو محمد المصري في طهران يتخطى مجرد خسارة أحد كبار القادة، فهو يفضح كيف جعل أيمن الظواهري التحالف مع إيران ركيزةً أساسيةً لاستراتيجية البقاء الخاصة بتنظيم القاعدة، ويكشف كيف انتهج تنظيم القاعدة تحت قيادة الظواهري لسنوات سياسة الكذب بشأن علاقته بإيران.

في تحليل اليوم، نلقي نظرة عميقة على ما سبق وأعلنه تنظيم القاعدة عن إيران بالمقارنة مع الواقع ما هو المعلن؟ وما هي الحقيقة؟

 منذ نشأته، أراد تنظيم  القاعدة الترويج لفكرة أنه يقف في صف الجماهير السنية ويقاتل ضد أنظمتها، ولكن طوال تاريخه، أذى القاعدة الرئيسي استهدف بالأساس المسلمين السنة.. الآن، القاعدة في العناية المركزة، وعلى قيد الحياة بحماية مضيفيها الإيرانيين.

كم مرة كذب الظواهري بشأن إيران؟

من فترة ليست ببعيدة في العام 2019، نفى أيمن الظواهري أن يكون هناك تحالف بين تنظيمه وإيران، ووصف الإيرانيين بالكفار في العديد من تصريحاته.

القاعدة وإيران: أعداء أم حلفاء؟

أفعال الظواهري والوقائع أثبت أكاذيبه

 

 

القاعدة وإيران: أعداء أم حلفاء؟

البيان المرصوص أو  المنقوص؟

 

رسالة الظواهري بعنوان “كيف نواجه أمريكا” في سبتمبر 2018 وخطاب “البنيان المرصوص 2” في نوفمبر 2017 وسلسلة رسائله الكاملة “الربيع الإسلامي”، جميعها تضمنت كلمات قاسية عن إيران، وهذا بعض ما جاء في خطابات ورسائل سابقة للظواهري وثقت بالصوت والصورة.

القاعدة وإيران: أعداء أم حلفاء؟

حرفياً ما قاله الظواهري عن إيران

الحقيقة: عمليات القاعدة أبقيت على قيد الحياة في إيران

أكاذيب الظواهري كانت منكشفة لكبار القاعدة وعائلاتهم، على مر السنين، التقت أخبار الآن بالعديد من كبار قادة القاعدة وأفراد عائلاتهم الذين تخلوا عن التنظيم، وسمعنا منهم أدلة لا يمكن إنكارها عن تفاصيل وجود القاعدة في إيران، الحقيقة هي أنه عندما أصبح من الصعب على القاعدة العمل في أفغانستان أو باكستان، أبقى أيمن الظواهري القيادة العليا في إيران.

تكوين تحالف لم يكن خطوة طائشة من قبل الظواهري، لأسباب غير واضحة، اختار الإعتماد على إيران، لقد راهن على كل شيء للدخول هذا التحالف.

وبالنتيجة، ضلل الظواهري أتباع القاعدة، خصوصاً أولئك الذين يقاتلون وكلاء إيران في سوريا أو اليمن، ومن يدري ما هي أسرار القاعدة التي كان يرصدها الإيرانيون بنفس الوقت، حيث وجهوا ضربات قاتلة إلى فروع القاعدة التي لم تكن لديها أدنى فكرة عما يجري بالفعل.

استمرت معاناة وهزائم فروع القاعدة في جميع أنحاء العالم، بينما كان يمتع كبار قادة القاعدة مثل أبو محمد المصري وعائلاتهم بحياة فاخرة في طهران، كما هو الحال غالباً في جميع التنظيمات الجهادية، قام كبار القادة بحماية أنفسهم وعائلاتهم واستخدموا بقية الأعضاء كبيادق غير مهمة ويمكن الإستغناء عنها.

كيف انتهى رهان الظواهري؟

لقد راهن الظواهري على كل شيء من أجل علاقة تنظيمه بإيران، ومن الواضح الآن أنه خسر هذا الرهان بعد موت الكادر الذي علق الظواهري آماله عليه.

رهان الظواهري الخاسر :

  • أبو محمد المصري: الذي كان يتمتع بمكانة عالية في التنظيم وقد عُرف بالمشاركة والتخطيط في إعتداءات السفارتين الأمريكيتين في تنزانيا وكينيا في العام 1998 وتسبب بقتل أكثر من 200 شخص.
  • أبو محسن المصري: هو معروف باسم حسام عبد الرؤوف وقتله في أفغانستان فضح الكثير عن العلاقة بين طالبان والقاعدة.
  • خالد العاروري: النائب السابق لأبي مصعب الزرقاوي
  • حمزة بن لادن: نجل مؤسس القاعدة ووريثه المفترض.

القاعدة وإيران: أعداء أم حلفاء؟

أوراق لعبة الظواهري كلّها سقطت

القضاء على الموالين للظواهري يؤدي إلى تخلي القادة عن بعضهم البعض، وسرقة الأموال والفرار بينما لا يزال بإمكانهم إنقاذ حياتهم، لا أحد يريد أن يبقى مطموراً تحت أنقاض تنظيم الظواهري المتهالك.

تفكك شبكة تنظيم القاعدة

لماذا وثق الظواهري بأن يجعل أسرار القاعدة بأيدي إيران؟ هل كان حقيقة ساذجاً؟ أم كان له دور أكثر شراً؟ جواب ذلك لا يزال غير معروفاً، ومع ذلك، لا شك بأن تحالف الظواهري مع إيران يعني أن فروع القاعدة والجماعات التابعة لها لا يمكن أن يثق في تنظيم الظواهري بعد الآن.

كان لفضح أكاذيب الظواهري تأثير كبير على حلفاء القاعدة التقليديين، هؤلاء الحلفاء يمكنهم الآن أن يروا أنه لا يمكن الوثوق بالقاعدة، وقد بدأوا يديرون ظهورهم لتنظيم الظواهري الآن، الجولاني والقبائل الموالية له في إدلب، بالإضافة إلى طالبان وقبائل مختلفة في أفغانستان، استيقظوا من ذلك الوهم، وسيكون من الصعب على القاعدة خداعهم أكثر من ذلك، ويمكن لعدد لا يحصى من النساء والعائلات التي تعرضت للإنتهاكات من قبل الجماعات الجهادية أن يدركوا الآن أنهم وقعوا ضحايا لتنظيم مفاتيحه بأيدي إيران.

نهاية مافيا الظواهري المصرية؟
مع قتل أبو محمد المصري، لم يبق سوى عدد قليل من أفراد عصابة الظواهري المصرية، وأشهرهم هو سيف العدل، ومن المعروف عنه أيضاً أنه مرتبط بإيران، على الرغم من أن الجماعات الجهادية ليست متأكدة من مكانه تحديداً في الوقت الحاضر، ولكن من الواضح أن الجماعات المرتبطة بالقاعدة، مثل تلك الموجودة في سوريا أو اليمن، ليس لديها سبب للوثوق بسيف العدل، فهو رجل الظواهري، وإذا أصبح القائد العام للتنظيم، فسوف يواصل الممارسات الفاشلة التي كان يقوم بها الظواهري، أعضاء القاعدة بشكل عام يعرفون سيف العدل على أنه عنصري ونخبوي وطاغية عنيف، وبالنظر إلى خلفيته في القوات الخاصة المصرية، فقد كان مكروهاً بإعتباره سفاحاً وكاذباً ومجرماً ماكراً.

الإنشقاقات تحدث.. والمزيد منها متوقع
تقول مصادر مقربة من الجهاديين إن العديد من الأعضاء المقربين من القاعدة تحملوا بما فيه الكفاية، وهم الآن يتخلون عن التنظيم واحداً تلو الآخر، وهذا يحدث بشكل خاص في اليمن، حيث أن الأوضاع بدأت بالإنقلاب بسرعة ضد الجماعات الجهادية مثل القاعدة، ومع إحتمال أن يصبح شخص مجرم مثل سيف العدل قائداً عاماً للتنظيم ويستمر في العمل تحت حماية إيران، أصبح لدى العديد من الجهاديين الآن أسباب ملحة للتخلي عن تنظيم القاعدة قبل فوات الأوان.

كان التحالف مع إيران آخر أمل للظواهري في إبقاء القاعدة على قيد الحياة، ولكن في الواقع، أصبح ذلك أكبر تصدع في كيان تنظيم القاعدة المتهالك، وربما لذلك  سعت إيران إلى نفي مراراً وتكراراً أي صلة وعلاقة لها بأفراد القاعدة رغم كل الوقائع والحقائق المثبتة والموثقة:

 
نوفمبر 2020 المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده ما وصفه بالاغتيال المزعوم لقيادي في تنظيم “القاعدة أبو محمد المصري، وكذلك “أي وجود لأعضاء التنظيم في إيران.. المصدر: ارنا
مارس 2018 المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي نافيا ايواء أفراد من القاعدة ” في السنوات الأولى من الهجوم الأمريكي على أفغانستان، دخل بعض عناصر تنيظم القاعدة بطريقة غير مشروعة إلى إيران عبر الحدود البرية الطويلة مع أفغانستان، وتم اعتقالهم وتسلميهم إلى دولهم”
سبتمبر 2015 إيران تنفي تنفيذها لصفقة تبادل معتقلين مع تنظيم القاعدة وأكد مصدر مسؤول في الخارجية الإيرانية ان طهران ترفض العمل بالسياسات والسلوكيات المزدوجة
يوليو 2016 المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي ليس لدى إيران معلومات حول وجود أولئك الأشخاص (يقصد أعضاء القاعدة) على أراضيها
أغسطس 2002 الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي ردا على معلومات صحافية تحدثت عن اثنين من كبار مسؤولي التنظيم مختبئان في ايران يقول انها اتهامات جديدة لا اساس لها