أثر أزمة “كورونا” على الوظائف

المؤشرات الأولية لتداعيات جائحة كورونا على سوق العمل، تؤكد صعود أسهم أعمال التجارة الإلكترونية والبيع “أون لاين”. وفي وقت تعمل شركات على الإستغناء عن بعض الوظائف، تبدو شركات أخرى بحاجة لوظائف جديدة.

و في حديث خاص لـ” أخبار الآن“، أكّد الرئيس التنفيذي لشركة “هاوس هب” العقارية البريطانية، محمد فرغلي، أنّ هناك مئات الآلاف من الوظائف التي تأثرت بشكل مباشر بهذه الأزمة”، كاشفاً أبرز القطاعات المعرضة لذلك، وهي الضيافة والسياحة والسفر وقطاع الخدمات بما يشمله من مطاعم ومقاهٍ وغير ذلك…

وأشار إلى أنّ لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ” الإسكوا”، قدرت عدد الوظائف التي ستتم خسارتها بأكثر من 1.7 مليون وظيفة في العالم العربي فقط. وشدد على أنّ قطاعات السياحة والسفر والضيافة هي أبرز الخاسرين المباشرين، ثم تأتي القطاعات الخدماتية مثل المراكز التجارية والمطاعم والمقاهي، لافتاً كذلك إلى أغلب الخدمات الحياتية المختلفة بسبب القيود التي تمّ فرضها على التنقل والعمل كإجراءات احترازية للوقاية من الفيروس الفتاك.

 هناك تأثير كبير لأزمة انتشار كورونا على الوظائف في العالم بأسره

وأشار فرغلي إلى أنّ  قطاع التوظيف تاثر جدأً جرّاء انتشار فيروس كورونا، مشدّداً على أنّ الأزمة كشفت عن الكثير من الشركات العالمية التي أعلنت عدم قدرتها على تحمل رواتب الموظفين وتهديدها بالإغلاق. وأكّد أنّ ذلك سينعكس بالطبع على فروعها حول العالم.

أزمة “كوفيد 19” أبرزت العديد من الظواهر مثل تطبيق نظام العمل

ووفقاً لفرغلي، فإنّ أزمة “كوفيد 19” أبرزت العديد من الظواهر مثل تطبيق نظام العمل عن بُعد، ما أدّى لزيادة الاعتماد على التقنيات والبرمجيات الحديثة، لافتاً إلى أنّ الأزمة الحالية ستؤثر على الشركات الناشئة والصغيرة، التي بدأت بجذب قطاعات كثيرة من الشباب في الفترة الأخيرة، ودفعتهم للتخلي عن وظائفهم الحكومية والتوجه إلى الاستثمار في قطاع التجارة والخدمات كعمل حر.

وتوقع فرغلي أن تبذل القطاعات كافة جهوداً كبيرة للتعافي من الأزمة بأسرع وقت ممكن، وبالتالي عودة زخم تلك المؤسسات لتكون قادرة على إطلاق فرص وظيفية من جديد، كما ستشهد بعض قطاعات الأعمال في المنطقة ازدهاراً خلال الأشهر المقبلة نظراً للإقبال الكبير على خدماتها. وشدّد الرئيس التنفيذي لشركة “هاوس هب” العقارية البريطانية، على أنّه من الطبيعي جداً أن تتغير بيئة العمل بشكل كبير في بعض المجالات بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، وبالتالي ستتغير معها طبيعة الوظائف المتاحة في سوق العمل.

وتوقع أن تبذل القطاعات كافة جهوداً كبيرة للتعافي من الأزمة بأسرع وقت ممكن، ما ستتبعه زيادة الطلب على ما تقدمه المؤسسات من خدمات ومنتجات لتعويض فترة التباطؤ الحاصل في الطلب عليها خلال الأزمة، وهو ما سيدفعها لسد احتياجاتها اللازمة من الوظائف لتلبية الطلب على منتجاتها وخدماتها. وأكّد أنّه في ظل هذه التحديات، لا بدّ من التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لإنعاش الاقتصاد، وتحفيز استمرارية الشركات والمؤسسات، وتعافيها مما لحق بها من أضرار خلال فترة «كورونا».

تجدر الإشارة إلى أنّ انتشار الفيروس التاجي على نطاق عالمي أجبر دولاً عديدة على إغلاق حدودها البرية، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عدة، ومنع التجمعات. وينتشر الفيروس اليوم في معظم دول العالم، لكنَّ أكثر وفياته وحالات الإصابة الناجمة عنه هي في الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والصين وإيران وفرنسا وكوريا الجنوبية.