أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

تجددت المطالبات بإخراج الميليشيات الموالية لإيران من عدد من المحافظات العراقية، خاصة تلك التي خرجت قبل ثلاثة أعوام من احتلال تنظيم “داعش” بعد سنوات من العُنف والإرهاب تحت سطوة تنظيم “أبو بكر البغدادي”.

وتُسيطر الميليشيات الموالية لإيران على المحافظات المُحررة وهي: نينوى (الموصل) – صلاح الدين – الأنبار، وكذلك ديالى المحاذية لإيران والتي يُسيطر عليها بشكل كامل من قبل ميليشيا بدر بزعامة هادي العامري الذي ينحدر من تلك المحافظة والذي قاتل في ثمانينيات القرن الماضي إلى جانب الحرس الثوري الإيراني ضد الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية.

شكاوى مستمرة من تصرفات الميليشيات الموالية لإيران

ويشكو السكان بتلك المناطق من تصرفات الميليشيات الموالية لإيران، وكانت لهم مطالب سابقة بإخراجها من مدنهم إلا أن لا أحد نفذ مطالبهم التي مرّت عليها ثلاث حكومات، لكن اليوم ومع إعدام ثمانية مدنيين واختطاف أربعة في محافظة صلاح الدين، ازدادت تلك المطالب.

في هذا السياق، قال المتحدث باسم العشائر العربية مزاحم الحويت لـ”أخبار الآن”، إن “الميليشيات الموالية لإيران يجب ألا تبقى في المحافظات المحررة فالمقاتلين فيها ليسوا من أبناء هذه المحافظات، ومن يُديرها أيضاً ليس منها، كما أنها مرتبطة بإيران التي قتلت ودمرت كل الشخصيات المهمة في هذه المحافظات”.

وأضاف، أن “محاولات إيران بتثبيت وجود الميليشيات الموالية لها في المحافظات المحررة لا يُمكن أن تصل إلى نتيجة، فسكان هذه المحافظات يرفضون كل ما يتعلق بها، فهي دعمت الميليشيات التي قتلت وذبحت وهجرت خلال فترات الحرب الطائفية”.

لعبت هذه الميليشيات أدواراً كبيرة في تلك المحافظات خلال السنوات الثلاثة الماضية، أي من بعد إعلان تحريرها من “داعش”، كما ترفض عودة النازحين إلى مناطقهم ومحاولاتها إحداث تغييراً ديموغرافياً فضلاً عن سيطرتها على القرار السياسي هناك.

ومع زيارة رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، منطقة “الفرحاتية” في محافظة صلاح الدين قبل أيام، كان أول مطلب رفع له من قبل سكان تلك المحافظة هو “إخراج الميليشيات الموالية لإيران من مدنهم”، ورغم أن الكاظمي وعدهم بذلك إلا أن التوقعات تُشير إلى استبعاد إخراجها.

وقال النائب عن محافظة نينوى، فلاح حسن زيدان عبر حسابه في تويتر: “لن نصبح مشروع قتل دائم من قبل المليشيات الطائفية، ولن نقبل بذلك، وسندافع عن أنفسنا ما لم يتخذ القائد العام للقوات المسلحة إجراء حازماً وفورياً بإخراج هذه المليشيات من محافظاتنا”.

وأضاف: “سنتخذ كل المسارات الدستورية الضامنة لحقوقن، وجريمة الفرحاتية لن تمر مرور الكرام، ولن نساوم على الدماء”.

قال السياسي العراقي ناجح الميزان لـ”أخبار الآن”، إن “هذه الميليشيات الموالية والمدعومة من قبل إيران تقوم بعمليات غير قانونية في المحافظات المحررة وأن وجودها ليس برغبة من السكان، فهذه الميليشيات يجب ألا تبقى”.

وشدد الميزان على ضرورة أن يعمل الكاظمي على إخراج هذه الميليشيات من تلك المحافظات، وأكد أن “الملف الأمني يجب أن يُمسك من قبل الجيش والشرطة فقط وألا يكون هناك أي تدخل لميليشيات وعصابات خارجة عن القانون”.

وتجد هذه الميليشيات “حجة” لوجودها مثلما يصفها البعض، فهي تعتبر وجودها هناك يأتي من أجل محاربة تنظيم “داعش”، بينما النشطاء في تلك المحافظات يقولون إنها “تقوم بأخذ الاتاوات والسيطرة على مشاريع استثمارية وخلق حالة من الرعب بين السكان”.

ويعتقد الناشط ربيع الدليمي وهو أحد نشطاء محافظة الأنبار، أن “كتائب حزب الله تسيطر بشكل كبير على أجزاء من المحافظة، وتحاول أن تفرض نفوذها أكثر، أو بصراحة نفوذها كبير جداً وهي أقوى من كل قوة أمنية هناك”.

حيث قال لـ”أخبار الآن”: “أقاربي أصحاب شاحنات حمل تجارية كبيرة، لا يستطيعون العمل دون أن يدفعوا للكتائب، فدخولهم وخروجهم من العراق يكون عبر اتاوات يُجبرون على دفعها، لذا نتمى أن تخرج من محافظاتنا”.