أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى، بمشاهد مؤلمة لضحايا أشخاص خارجين على القانون، لعل أبرزها قضية “الفتى صالح” الذي تعرض على يد مجموعة من الخارجين على القانون إلى إيذاء جسدي بليغ أفقده يديه وعينيه نتيجة خلافات سابقة مع والده في مدينة الزرقاء الأردنية.

تعاطف واسع مع ضحية “جريمة الزرقاء”

القضية التي شهدت تعاطفاً عربياً واسعاً فتحت الباب على مصراعيه للسؤال، عن مدى إمكانية تحول الخارجين على القانون مستقبلاً إلى إرهابيين خصوصاً وأن كثيراً من الخارجين على القانون انضموا إلى تنظيمات إرهابية سابقاً، وأصبحوا جزءاً من المشهد الإجرامي باسم الدين، وفق خبراء.

المشكلة الأساس في أن الخارجين على القانون يفتقدون إلى التعليم فيصبح مدى انجرارهم إلى الإرهاب ممكنا وسهلاً، ما يثير تسؤلات حول كيفية مواجهة هذه الآفات والتعامل معها، والتعاطي بجدية مع مغذيات التطرف، بحسب الخبراء.

ويقول في ذلك البروفيسور في القانون حمدي قبيلات لـ “أخبار الآن” إن “هذه الفئة من الأشخاص هم خارجون عن القانون ابتداء، ووجدوا ضالتهم في ذلك وكسب رزقهم من الجرائم”.

جريمة الزرقاء: هكذا يتحول الخارجون على القانون إلى عالم الإرهاب

البروفيسور في القانون حمدي قبيلات

وأضاف: “هؤلاء خارجين على القانون تحت كل الظروف وبالتالي من السهولة بمكان أن يتم تجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية”، لافتا إلى أن “هناك أسباب وعوامل ودوافع بسبب لجوء هؤلاء الأشخاص إلى هذه الطرق غير المشروعة بسبب عدم التعليم والتهميش والفقر ما أدى إلى ذلك”.

وتابع قبيلات: “الانضمام إلى جماعات إرهابية تشكل بيئة حاضنة لبعضها البعض ولها زعامات وقيادات تؤدي إلى هذه الجرائم”، موضحاً قبيلات أن “صحيح نطالب بتشديد العقوبات على الجرائم لأن العقوبات غير كافية لكن يجب أيضا تفعيل القوانين وتطبيقها”، لافتاً إلى أن المجرم دائما ما يعتقد بأنه شخص مظلوم ومهمش بسبب ظروف عديدة جداً يعاني منها في حياته ما يدفعه باتجاه ارتكاب الجرائم التي ينتقل من خلالها إلى ارتكاب الجرائم الإرهابية على المستويين الداخل وربما الدولي لاحقا.

نطالب بتشديد العقوبات على الجرائم لأن العقوبات غير كافية ويجب أيضا تفعيل القوانين وتطبيقها

وأكد قبيلات على ضرورة أن تكون مراكز الإصلاح والتأهيل مراكز تأهيل حقيقية من خلال الفرز والتصنيف وفقا لمعايير محددة، لكن في السجون العربية قد تكون عامل من عوامل تفريخ الإرهابيين.

يشار إلى أن فكرة التداخل والتشابك بين الجريمة والإرهاب، شكلت مثلت محور اهتمام الأبحاث الغربية مؤخراً؛ حيث ارتبط بالكشف عن حالات لأشخاص تحولوا إلى إرهابيين أثناء تواجدهم داخل السجون.

ومن هذه الحالات “أحمدي كوليبالي” الذي نفّذ هجومين في باريس خلال يناير 2015، وقد تحول للتطرف أثناء قضائه عقوبة في السجن بتهم متعلقة بالسرقة والتحايل، وفق ما نقل عن صحف فرنسية.

إلى ذلك، طرحت الباحثة بمعهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية (EUISS) أنيليس باولز من خلال مقالتها المعنون: “ماذا لو اندمج الجهاديون مع المجرمين؟”، والمندرج ضمن تقرير استشرافي نشر في يناير ٢٠١٩ لمستقبل التحديات الأمنية في أوروبا والعالم بعنوان: “ماذا لو؟ استكشاف الأفق: ١٢ سيناريو لعام 2021″؛ رؤية استشرافية للعلاقة بين الإرهاب والجريمة داخل أوروبا، ومآلات هذه العلاقة بعد عدة سنوات.

وتبنت باولز سيناريو متخيلًا للسنوات القادمة استنادًا إلى معطيات الواقع الراهن الذي يحدد بشكل أو بآخر مسارات المستقبل.