أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

حتى اليوم مازالت أجزاء من الحدود العراقية – السورية خارجة عن سيطرة القوات الأمنية العراقية، رغم تحرير المدن المحاذية للحدود من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي قبل نحو ثلاث سنوات. ويقول مراسل “أخبار الآن” في العراق، إنّه بين فترة وأخرى تتسلّل عناصر من التنظيم إلى العراق عبر الحدود مع سوريا، غذ تنجح القوات العراقية في بعض الأحيان في القبض على عدد من المتسللين، إلا أنّ الكثير منهم يتمكن من دخول العراق رغم وجود تعزيزات أمنية كبيرة هناك.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الشريط الحدودي العراقي مع سوريا لا يخضع بأكمله إلى وجود لقوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية العراقية، بل هناك أجزاء تسيطر عليها ميليشيات موالية لإيران، أبرزها “كتائب حزب الله” المتهمة بعمليات قتل وخطف مدنيين. وقالت مصادر مطلعة تعمل في الجانب العراقي المحاذي لسوريا لـ”أخبار الآن”، إن “عمليات تسلل عناصر تنظيم داعش عادةً ما تكون في ساعات الليل، إذ أنّ هذا التسلسل لم يكن إعتباطياً أو مجازفة منها، بل بترتيب وتنسيق مع ميليشيات تابعة لإيران”.

وأضافت المصادر أنّ “عملية التنسيق تبدأ من ميليشيات داخل الأراضي السورية، تحديداً كتائب حزب الله، التي تنسق مع عناصر الكتائب الموجودة في منفذ سري بقضاء القائم”. وبحسب المصادر، فإنّ “هذه الميليشيا التي تعتبر نخبة الميليشيات الممولة والتابعة لإيران، تستحصل على مئات آلاف الدولارات شهرياً من عمليات التهريب التي تقوم بها، وتتراوح الأسعار بين 4 آلاف إلى 10 آلاف دولار على الشخص الواحد، وقد تصل الأرقام إلى خمسين ألف دولار إذا كانت الشخصية مهمة”.

ووفقاً للمصادر عينها، يشارك ضابط في قوات النظام السوري بعملية التنسيق والترتيب من داخل الأراضي السورية، وفي بعض الأحيان تشاركه عناصر من الكتائب في الجانب السوري باستطلاع الطريق لمن يُراد تهريبهم”.

وتُسيطر مجموعة من الميليشيات الموالية لإيران على عشرات الكيلومترات من الشريط الحدودي العراقي – السوري، اي على أجزاء في محافظة نينوى شمال البلاد إلى محافظة الأنبار المحاذية لسوريا.

لا أوراق ثبوتية لدى عوائل “داعش”

وقال مصدر أمني في محافظة الأنبار المحاذية للحدود السورية، لـ”أخبار الآن”، إنّ “عوائل تنظيم داعش التي تعود من سوريا لا تمتلك أيّ أوراق ثبوتية رسمية، لذا تلجأ إلى ميليشيا كتائب حزب الله لإدخالها للعراق”. وأضاف أنّ “معلوماتنا تشير إلى أنّ العملية تُدار بواسطة عناصر من ميليشيا حزب الله اللبناني داخل الأراضي السورية، وهي عملية ممنهجة يجبون منها أموالاً كبيرة، وبصراحة لا أحد يستطيع منع هذه العمليات، لأن مصيره القتل المحتم”. ولا يستبعد المصدر الأمني في محافظة الأنبار أن “تكون هناك أطراف من قوات النظام السوري متورطة بعمليات التهريب هذه، التي بدأت تتحول إلى تجارة مربحة بالنسبة لعناصر وقيادات هذه الميليشيات”.

وتدعي هذه الميليشيات أنّ وجودها على الحدود مع سوريا يأتي لمنع تسلل عناصر تنظيم “داعش“، بينما الوقائع تشير إلى أنّها تسهّل دخولهم إلى العراق عبر منفذ “السكك” الذي تُسيطر عليه هذه الميلشيات.

وفي وقت سابق، كانت نشرت “أخبار الآن” تقريراً عن منفذ “السكك” المحاذي لمنفذ القائم العراقي، وهو منفذ غير رسمي تستخدمه ميليشيا “كتائب حزب الله” لعمليات تهريب من وإلى الأراضي العراقية والسورية، ومن ضمن عمليات التهريب هذه، تهريب عناصر وعوائل “داعش” إلى داخل الأراضي العراقية.