أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد القلاب)

كثيرة هي التصريحات التي خرجت عن قيادة تنظيم القاعدة المركزية، إلّا أنّ غالبيتها امتازت بالتكرار والكذب والغموض والتضارب الواضح، الذي دفع مناصريها ومتابعيها وحتى أعدائها إلى انتقادها على تلك التصريحات.

وظهرت مسألة الكذب عند تنظيم القاعدة منذ زمن، خصوصاً بعد القضية التي أثارها السيد إمام عبد العزيز الشريف، المُكنّى بـ”الدكتور فضل”، الزعيم السابق لتنظيم “الجهاد المصري”، والذي تحدّث فيها أنّ أيمن الظواهري شخص كاذب، وهذا ما أكّده المقاتل السابق بتنظيم القاعد لـ”أخبار الآن“، أنّ الظواهري كان يأخذ محاضرات الدكتور فضل وينسبها لنفسه.

ومن ابرز التصريحات الاخيرة التي شابها الكذب:

إعدام الطبيب اليمني مظهر اليوسفي بتهمة التجسس

أقدم فرع تنظيم القاعدة في اليمن على إعدم الدكتور مظهر اليوسفي بعد أن قبع في سجنهم لمدّة شهرين تحت وطأة تعذيبهم الجسدي والنفسي، إضافة الى تسجيل فيديو يظهر فيه الدكتور يتحدث بمعلومات على أساس أنّها اعترافات وهو تحت التهديد بالقتل ليقول ما أملت عليه تلك الجماعات الإرهابية بالحديث.

https://twitter.com/akhbar/status/1295719013390196737?s=20

وقال الصحافي اليمني مشير المشرعي في مقابلة مع “أخبار الآن” إنّ المعلومات التي اعتمد عليها تنظيم القاعدة في اقرار اعدام الطبيب اليوسفي، اخذت منه تحت التعذيب وتم تصويرها رغما عنه.

وأوضح المشرعي أنّ خلافات أسرية كانت سبباً في إعدام المشرعي، لافتاً إلى أنّ طليقة الطبيب تربطها قرابة بأحد أمراء التنظيم الذي تسبب بشكل أو بآخر في حادثة الإعدام. وأضاف الصحافي اليمني أنّ صمت الجناح الإعلامي للقاعدة بعد حادثة إعدام الطبيب لمدّة أسبوع كامل والخروج ببيان يتحدث عن اكتشاف خلية جاسوسية، يدل على وجود تخبّط يضرب أجنحة التنظيم رغم محاولات خالد باطرفي لتدارك الموضوع، لافتاً إلى أنّ بعض قيادات التنظيم نددت بحادثة الإعدام.

وكانت”أخبار الآن” أجرت مقابلة حصرية مع ربيع اليوسفي، شقيق الطبيب مظهر، والذي التقيناه في محافظة البيضاء، وقال آنذاك إنّ سبب قتل القاعدة لأخيه كان اطلاعه على معلومات خطيرة عن تنظيم القاعدة، وإنّ تهمة التجسس لا أساس لها من الصحة.

 

تبني هجمات ارهابية كاذبة وغير حقيقة

سعى فرع تنظيم القاعدة في اليمن إلى الإعلان عن تنفيذ هجمات غير حقيقة ضدّ الميلشيات الحوثية في مناطق مختلفة في البلاد للتأكيد على تواجده، خصوصاً بعد مقتل عبد الله المالكي المسؤول الإعلامي في التنظيم بغارة جوية نفذتها طائرة مسيرة في أيّار (مايو) العام الجاري. وأكّد الصحافي مظهر المشرعي أنّ تنظيم القاعدة حاول مرّات عدة نسب هجمات غير حقيقة ضدّ الحوثيين لنفسه، ليثبت أنّه قادر على استهداف ميليشيات الأخير على خلاف تنظيم داعش الإرهابي.

وأشار المشرعي إلى أنّ حسابات موالية لتنظيم القاعدة تناقلت خبر استهداف مقاتلي التنظيم لعناصر من الحوثيين في كمين، وعادت إلى نشر الخبر في اليوم التالي على أنّه خبر جديد. وأوضح المشرعي أنّ غالبية التصريحات الكاذبة التي تصدر عن تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة بشكل عام، مصدرها فرع التنظيم باليمن، عازياً ذلك إلى نشاط فرع التنظيم في شبه جزيرة العرب زخم الأحداث في تلك المنطقة.

وأضاف أنّ تنظيم القاعدة يستغل تواجده في أماكن نائية لا يصل أهلها سوى نشرات التنظيم الدورية بسبب توقف الخدمات العامة، لافتاً إلى أنّ المتابع للأحداث من خارج تلك المناطق يكتشف أنّ تصريحات التنظيم مجرد “فقاعات هواء”.

القاعدة تتبني مقتل قيادي في ميليشيات الحوثي والاخيرة تكذبها

تبنّى فرع تنظيم القاعدة في اليمن وفق ما أرخه في شهر “صفر” الموفق ايلول (سبتمبر) الماضي، مقتل القيادي الحوثي ابو طة، برصاص احد مقاتلي القاعده في مديرية اللطفه بذي ناعم، وهو الامر الذي تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على أنّه خبر غير صحيح.

 

وأوضح الصحافي اليمني مشير المشرعي عبر حسابه على “تويتر”، أنّ القاعدة لم تكن وراء مقتل القيادي الحوثي عبد السلام محمد العياني المكنى بـ”أبو طة”، وذلك وفق الاخبار المحلية التي أوضحت أنّ مقتل ابو طة جاء نتيجة حملة عسكرية داهمت منزل أحد أهالي قرية المساوعة بمديرية الطفة.

وأضاف المشرعي أنّ غالبية بيانات تنظيم القاعدة، إنْ لم تكن بأكملها، كاذبة خصوصاً في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أنّ تلك البيانات هي منسوبة في محاولة لصنع انتصارات وهمية من أجل رفع معنويات مقاتليه، لافتاً إلى أنّ إعلام القاعدة بات منهاراً ويعمد إلى نشر مقاطع لانفجارات في أماكن خالية.

وكان إعلام ميليشيات الحوثي أعلن مقتل القيادي ابو “طفة” خلال حملة عسكرية داخل مديرية القريشية في قيفة التابع لرادع في محافظة البضاء وسط اليمن.

وعود كاذبة لقادة فرع التنظيم في اليمن بتعويض اسر ضحايا تفجير مستشفى العرضي

انتقد رود مواقع التواصل الاجتماعي زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن خالد باطرفي بسبب عدم تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه، بشأن تعويض أهالي ضحايا التفجير الذي تسبب به اتباع التنظيم داخل مستشفى العرضي في العاصمة اليمنية صنعاء العام 2013.

وقال الناشطون إنّ باطرفي “كاذب” كزعيمه السابق قاسم الريمي الذي استعطف الناس عبر تعهّد قدمه بدفع ديّة ومعالجة جرحى تفجير مستشفى العرضي، إلا أنّ الأخير لم يفعل أي شيئ من هذا.

وتعقيباً على هذه الجزئية، أوضح الصحافي المشرعي لـ”أخبار الآن” أنّه تواصل حقاً مع الأهالي المتضررين من حادثة تفجير المستشفى، والذين نفوا له بدورهم تلقي أيّ تعويض من قبل فرع تنظيم القاعدة في اليمن. وأضاف المشرعي أنّ قيادات التنظيم مثل قاسم الريمي حاولو الإعتذار للأهالي عن الأضرار الناجمة عن التفجير الذي تبنّوه بشكل رسمي، إلّا أنّ حجم الأضرار وأثارها حالت دون مقدرتهم على ذلك، لافتاً إلى أنّ العشرات من المسلحين انشقوا عن القاعدة كردّة فعل لذلك التفجير.

يذكر أنّ مستشفى العرضي في العاصمة اليمنية صنعاء، تعرض لاقتحام مسلح انتهى بتفجير نفذه أفراد مسلحون من تنظيم القاعدة متنكرين بلباس عسكري في الخامس من كانون الأول (ديسمبر) العام 2013 ، مخلفاً 56 قتيلا غالبيتهم من الأطباء والممرضات, وأكثر من 170 مصاباً.

 

القاعدة… زعيم مسردب وقيادات مختبئة