أخبار الآن | شمال فنلندا (خاص)

لم يكن نهار السبت 24 اغسطس من العام 2019 يوما عاديا للصحافي رئيس القسم السياسي في وكالة أنباء موج أمير فضل عاديا، فالصحافي الإيراني الذي كان يعمل في وكالة تعتبر موالية للتيار المتشدد في ايران و الذي كان يرافق وزير الخارجية الإيرانية خلال جولته الاوروبية و زيارته ستوكهولم خرج ليدخن سيجارة ولم يعد.

امير فاضل قرر طلب اللجوء في السويد بعد إبلاغه بنية اعتقاله في ايران فور عودته بعد نشره لائحة باسماء مسؤولين يحملون جنسية مزدوجة لدول تعتبرها السلطات في ايران معادية. حينها قال فاضل انّ أحد اصدقائه ابلغه بانّ اربعة شرطيين ايرانيين اتوا الى مكتب وكالة موج ومعهم مذكرة لإلقاء القبض عليه على خلفية ما نشره علما ان القائمة الحقيقية لتلك الأسماء تفوق بعشر اضعاف ما تم تسريبه.

الصحافي الإيراني المنشق: أخبرونا انّ أمريكا والاوروبيين يقوضون استقلالنا فتبين أنهم يبيعون البلاد لروسيا والصين

طلب فاضل اللجوء في السويد لم يكن الأول من نوعه و لكنه احدث ضجة نظرا لموقع فاضل و خلفيته السياسية و ما الذي دفعه للخروح من عباءة السلطة.

اخبار الآن التقت الصحافي المنشق في مكان لجوئه بعد نحو عام على خطوته و سألناه عن ظروف انشقاقه و عن حقيقة ما يجري في الداخل البيت السلطوي الإيراني.

لا يقلل فاضل من ان طلبه اللجوء يعكس هوة فظيعة تتعمق يوما بعد يوم بسبب ممارسات النظام في ايران و بسبب التناقضات التي تتحكم بمفاصل القرارات المتخذة في بلاده و لم تكن وليدة اللحظة او ردة فعل آنية على حدث معين.

ايقنت بعد عدة سنوات ان الدفاع المستميت عن نظام الجمهورية الإيرانية غير منطقي وغير حكيم و لا يمكن الدفاع عن نظام دكتاتوري

ويقول “إنني ايقنت بعد عدة سنوات ان الدفاع المستميت عن نظام الجمهورية الإيرانية غير منطقي وغير حكيم و لا يمكن الدفاع عن نظام دكتاتوري يهتم فقط بطبقة حاكمة تُعتبر اقلية بعيدا من مصالح عامة الناس. لقد خلصنا الى ان النظام كذب علينا خلال السنوات الماضية، رسم لنا نظريات لكنها لم تكن حقيقية. نظريات مكنت السلطة من كسب المزيد من القوة فقط على حساب الشعب “

” أخبرونا أننا نريد ان نكون دولة مستقلة وان الأمريكيين و الأوروبيين يريدون تقويض استقلالنا ومن ثمّ ادركنا حرفيا انهم يبيعون البلاد لروسيا و الصين و رأينا أنّهم يستخدمون قوتهم لإحداث فوضى في دول الجوار و دعم الإرهابيين في المنطقة

الصحافي الإيراني المنشق: أخبرونا انّ أمريكا والاوروبيين يقوضون استقلالنا فتبين أنهم يبيعون البلاد لروسيا والصين

رئيس القسم السياسي في وكالة أنباء موج أمير فضل

الجمهورية الإيرانية فرغت من ذوي الكفاءة و تم استبدالهم بالفاسدين

يؤكد امير توحيد فاضل في خلال حديثه لأخبار الآن ان اكثر ما اثّر فيه انّ كبار مراجع دولته الدينية لم يلتزموا بالشعارات التي اطلقوها و انّما عملوا ضدّها و يضيف انّ الدفاع عن النظام في بلاده غير ممكن اطلاقا حتى من قبل اطفال الباسيج لان الدفاع عن الجمهورية الإسلامية اليوم هو دفاع عن نظام دكتاتوري يده ملطخة بدماء الشعب داخل البلاد و خارجها.

يبدي فاضل استياء شديدا تجاه ما قيل انّه سعى للحصول على اللجوء و حاول تأمين مصلحته الخاصة متسائلا هل جئنا الى هنا لنرتاح؟ سنشعر دوما اننا غرباء عندما نعيش خارج وطننا، نسعر بالحزن على وطننا و على التطورات فيه آملا ان لا يتورط احد يوما مع سلطة تُجبر مواطنيها على المغادرة للحصول على ابسط متطلبات العيش.

السلطة في ايران في عنق الزجاجة ليس فقط بسبب الضغوط الدولية والعزلة التي تعيشها ايران بل بسبب نقمة الداخل على السياسيات الإقتصادية و الممارسات بحق الناس. في هذا السياق لا يبدو امير فاضل متفائلا حتى لجهة حماية السلطة في ايران لنفسها و يقول:”

النظام في الجمهورية الإيرانية نظام بلا شرعية و مقبولية فهو يتعرض لضغوط من كل الشعب الإيراني و كذلك من المجتمع الدولي، فهو عالق في عنق الحلقة و ليس لديه أي خيار. فرغت الجمهورية الإسلامية من ذوي الخبرة و الكفاءة و الحكمة و الرحمة و تمّ استبدالهم بغير المتخصصين و الفاسدين و غير الكفوئين”

الصحافي الإيراني المنشق: أخبرونا انّ أمريكا والاوروبيين يقوضون استقلالنا فتبين أنهم يبيعون البلاد لروسيا والصين

السلطة في ايران فقدت ثقة الناس و الحرس الثوري متورط بالهجوم على الطائرة المدنية

و يحمل امير فاضل كثيرا على قمع الحريات في بلاده مشيرا الى ان حتى الإعتراف ببعض اقلّ حقوق الإنسان و الحرية السياسية غير ممكن في ايران و انعكست هذه الحال على التعامل مع جائحة كورونا التي اظهر خلالها المسؤولون في ايران و الإرباك الذي بدا جليا في القرارات المتخذة.

و يضيف فاضل: “السلطة في ايران فقدت ثقة الشعب، انهم يكذبون. يلومون العزلة الدولة وعداء الخارج. يقولون اننا لا نستطيع الحصول على الدواء بسبب العزلة الدولية و عندما حدثت المأساة الاخيرة في لبنان تم تصدير عدة أطنان من الادوية.

السبب الوحيد للأزمة في ايران في الأشهر الماضية والسنة الماضية هي ان السلطة فقدت ثقة الناس وفقدت دعم الشعب الذي لم يعد متعاطفا مع سلطته.”

 

واستشهد امير فاضل بماساة طائرة الركاب و قتل اكثر من مئة و سبعين شخصا أبرياء مشددا على ان الحرس الثوري متورط في هذه الهجوم و اي شخص يقول العكس فهو يكذب.

الصحافي الإيراني المنشق: أخبرونا انّ أمريكا والاوروبيين يقوضون استقلالنا فتبين أنهم يبيعون البلاد لروسيا والصين

رئيس القسم السياسي في وكالة أنباء موج أمير فضل

باعتقاد الصحافي اللاجئ فانّ ايران تحتاج لتغيير جذري ، متهما المرشد الأعلى بمدّ الاقلية المتسلطة بالثروة غير القانونية و السلطة غير المحدودة ما ينعكس على كل القطاعات الحكومية فسادا.

و لعل كلام فاضل يعكس وجهة نظر من كان يراقب عن كثب ماذا كان يجري في البيت الداخلي للسلطة الإيرانية ليؤكد ان :” إن الغالبية العظمى من الشعب الإيراني يعرفون الجمهورية الإسلامية وقادتها كاذبون وقادة غير أكفاء. يعرف معظم أبناء الجمهورية الإسلامية أن القادة العسكريين ، وخاصة قادة الحرس الثوري الإرهابي ، فاسدون أو مجرمون

الصحافي الإيراني المنشق: أخبرونا انّ أمريكا والاوروبيين يقوضون استقلالنا فتبين أنهم يبيعون البلاد لروسيا والصين

و يتطرق امير فاضل الى اعدام بطل المصارعة الإيراني نفيد افكاري متسائلا: ” فلنفترض انه ارتكب جرما لدينا بعض التساؤلات، لماذا تم اعدامه و احرق في الليل؟ لماذا منعتم عائلته و تحديدا والدته من رؤيته لآخرة مرة ؟ لماذا وضعتموه في مكان مجهول؟

كلها عوامل يقول امير فاضل ستدق المسمار الاخير في نعش الجمهورية الإسلامية.