أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)

اكد المؤرخ في الاسلام بالصين والهند والخبير بشؤون الإيغور ريان ثوم ان السلطات الصينية قامت بإزالة كل قبب المساجد في مدينة لينشيا والتي تعرف باسم “مكة الصغرى” والتي تشكل أهمية كبيرة للمسلمين في الصين.

واضاف ريان في مقابلة خاصة مع أخبار الآن ان ما حدث في هذه المدينة هو إزالة كل قبب المساجد والتي تعتبرها الصين ذات طابع عربي، مشيرا الى انه لا يمكن  عبر الاقمار الصناعية تحديد تفاصيل ما حدث لكل هذه المساجد بعد إزالة القبب.

الصين دمرت 70% من المساجد في مدينة كاشغر 

ريان قال :” ما لدينا من معلومات عن بعض المساجد يوضح استبدال الأسقف ببدائل ذات طابع صيني بحسب التوجه الحكومي الصيني، بالطبع في مناطق أخرى من الصين يوجد تدمير على نطاق واسع وبشكل كامل للمساجد، على سبيل المثال في مدينة كاشغر فإن الحكومة تقول أنها دمرت 70% من المساجد.

وحول وقوف الحزب الشيوعي الصيني وراء هذه العمليات، قال ريان انه في مناطق الإيغور بغرب الصين هنالك تصريحات رسمية من الحكومة الصينية نفسها ومن مسؤولين عن الشؤون الدينية والتي توضح ان هذا هو مشروع الصين ويطلق عليه “تقويم المساجد”.

واضاف ريان ان السلطات لم توضح سياستها بشكل كامل بشأن ما يتم فعله في مدينة ليتشيا، ولكن هنالك معلومات أن هذا شيء لم يخرج من المجتمع الإسلامي نفسه لأنهم قاموا بعمل العديد من المقابلات الصحفية وعبروا عن خيبة أملهم لما يحدث في المدينة، مشيرا الى انه عندما تكون عملية إزالة القبب على هذا النطاق الواسع المنظم فلابد أنه برنامج حكومي.

واشار ريان الى ان بعض المدن الأخرى شهدت اعتراضات كبيرة إلى حد ما ضد إزالة هذه القبب وفي احدى المدن تأخرت بالفعل عملية إزالة احد القبب بسبب اعتراض المجتمع الإسلامي.

الصين تعتبر الإسلام ديانة خارجية

وحول جهود الصين في محو ثقافة الإيغور، قال المؤرخ في الاسلام بالصين والهند والخبير بشؤون الإيغور ريان ثوم انه على الرغم من وجود المسلمين وتعايشهم لأجيال في الصين منذ أكثر من ألف سنة إلا ان الصين او الحزب الشيوعي الصيني تحديدا يعتبر الإسلام ديانة خارجية.

واضاف ريان ان هذه القبب تم بناءها منذ مئات السنين وتعتبر جزءا من ثقافة البناء الصينية ولكن مؤخرا في العشر او عشرين سنة الأخيرة قامت الحكومة الصينية باتباع سياسة وبرنامج لتغليب الطابع الصيني على الدين بحسب رؤيتهم.

واستطرد ريان حديثه بالقول: “تقوم الصين باتباع تفسير ضيق للغاية لما يعنيه انت تكون ذو طابع صيني، بشكل أساسي تدفع بفكرة ان ما يمكن اعتباره صيني هو فقط ما يعود إلى وقت دخول البوذية الصين منذ حوالي ألفين سنة، لذلك فهذا النهج الجديد يتمحور حول أيدلوجية قومية عرقية جديدة للصين تنص على وجود ثقافة جوهرية واحدة وهي ثقافة اغلبية الهان والتي سيتم اعتبارها التمثيل الوحيد للصين واي ثقافة أخرى لن يتم اعتبارها صينية”.

وحول اوضاع الإيغور، أكد ريان أن أغلب الإيغور لايزالون يعيشون داخل الصين ولا يتم السماح لهم بالتحدث بشكل علني، ومن يتمكن من التحدث منهم فمصيره ان يلحق بأكثر من مليون إيغوري واقليات أخرى في معسكرات الاعتقال الصينية، فلا توجد أي مساحة لحرية التعبير، لكن اذا قمت بالتحدث للإيغور خارج الصين فنهم سيعبرون بشكل علني واضح عن ما يحدث بالصين لأن كل واحد منهم لديه أقارب او عائلة اواصدقاء بالداخل.

واضاف ريان: ” انا شخصيا لدي اصدقاء تم وضعهم في معسكرات الاعتقال لذلك فهؤلاء الايغوريين يعيشون في ظروف سيئة للغاية ويفقدون عائلاتهم ويشاهدون تدمير ثقافتهم”.

غضب لدى الإيغور حول ممارسات الحزب الشيوعي

المؤرخ في الاسلام بالصين والهند والخبير بشؤون الإيغور ريان ثوم قال خلال مقابلة مع أخبار الآن :” من خلال رحلاتي للمنطقة يمكنني القول انهم غاضبين للغاية مما تفعله الحكومة الصينية، ولكن ببساطة اذا قمت فقط بالتحدث في الشارع واعترضت على تدمير المساجد فسيتم القاء القبض عليك على الفور، فقط لمجرد التحدث”.

واضاف ريان :” لا نتذكر رفع يافطة او تنظيم احتجاج فهذه التصرفات ضريبتها السجن 10 سنوات او مدى الحياة او ارسالك إلى معسكرات الاعتقال، لقد شاهدنا بعض الاعتراضات وتسريبات الوثائق من داخل الصين والتي تصف بشكل واضح الوضع المأساوي وأيضا شاهدنا بعض الفيديوهات ومنها فيديوهات مؤثرة صامتة للبكاء أمام صور أقارب معتقلين”.