أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

أعلن في الأشهر الأخيرة عن تأسيس مجموعة من الميليشات في العراق والتي تبنت عمليات استهداف أرتال تابعة للتحالف الدولي وإطلاق صواريخ كاتيوشا على معسكرات ومقرات عراقية وقواعد فيها قوات أجنبية أيضاً.

لكن هذه الميليشيات مازالت مجهولة وغير واضحة، فلا قيادة لها، ولا أعضاء بارزون ولا حتى أسماء وعناوين مقرات، لكن أخبارها تُنقل وتتداول في وسائل الإعلام التابعة إلى ميليشيات أخرى ممولة من إيران.

وهذه الميليشيات هي: “عصبة الثائرين” و”أصحاب الكهف” و”قبضة المهدي” و “سرايا المنتقم”.

تتضح تبعية هذه الميليشيات إلى إيران من خلال أهدافها وشعاراتها وخطاباتها الموجهة، فلم يشهد العراقيون منذ سنوات وجود جماعات مسلحة مجهولة وغير واضحة، فكل الميليشيات هناك معروفة وواضحة في كل شيء.

مصادر أمنية عراقية قالت لـ”أخبار الآن”: “لم تدرج أسماء هذه الميليشيات في مراكز معلوماتنا ولم تكن لديها أي نشاطات سابقة، وكل ما عرفناه هو من الإعلام، لكن من الواضح هناك من يروج لها ويُريد لها أن تتصدر المشهد”.

وأضافت، أن “هذه الميليشيات تبنت عمليات ارهابية استهدفت من خلالها بعض ارتال التحالف الدولي وفي مرات أخرى استهدفت معسكرات وقواعد عراقية، لكن أسلوب عملها لا يختلف عن أسلوب الميليشيات التقليدية المعروفة، وهناك نستطيع القول إن هذه الميليشيات هي واجهات لتلك الكبيرة”.

تنتشر أخبار هذه الميليشيات وعملياتها في وسائل إعلام ولائية (موالية لإيران) وتصور عمليات الاستهداف وتضع اللوجو الخاص بها عليها، وفي مرة ما صورت إحدى الميليشيات مجموعة منها وهم يلقون بياناً تهديدياً ضد قوات التحالف الدولي دون أن تظهر وجوههم.

معلومات حصلت عليها “أخبار الآن”، تُشير إلى أن تلك الميليشيات “وهمية” ولا وجود لها، وهي ميليشيات إعلامية من تأسيس الحرس الثوري الإيراني للتغطية على أعمال تقوم بها الميليشيات الكبيرة المعروفة والتي دخلت بعضها العمل السياسي.

مقرب من ميليشيا عراقية كبيرة قال لـ”أخبار الآن”، إن “هذه الميليشيات الوهمية تابعة لكتائب حزب الله وحركتي عصائب أهل الحق والنجباء، وعناصرها الذين يظهرون في مقاطع فيديو هم مقاتلون في تلك الميليشيات”.

وأضاف، أن “السبب وراء تأسيس تلك الميليشيات هو إبقاء عملية استهداف المعسكرات والقواعد العراقية وكذلك البعثات الأجنبية وحتى تتبرأ الميليشيات الكبيرة من تلك العمليات ولا تخسر مصالحها مع الحكومة العراقية”.

وأشار إلى أن “هناك هدف آخر وهو إبعاد أنظار القوات الأمريكية عنها في أية عملية استهداف، فهي تخشى أن تستفز الولايات المتحدة الأمريكية وتُعاد تجربة قتل قاسم سُليماني وأبو مهدي المهندس”.

هذه التجربة الجديدة التي تخوضها إيران في العراق تؤكد توسع رقعة عملياتها هناك وبدء انتهاجها خطة جديدة تحفظ مصالح الميليشيات التابعة لها وتُبقي أساليبها في تهديد الحكومة العراقية والمصالح والبعثات الأجنبية هناك.

وتواجه حكومة مصطفى الكاظمي تحديات عديدة منها عمليات استهداف ارتال تابعة للتحالف الدولي والقصف على مقار بعثات دبلوماسية، فيما تنفي الميليشيات الكبيرة وقوفها وراء هذه العمليات إلا أن جميع المؤشرات تؤكد سعيها للضغط على الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف الحصار عن إيران.