أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (خاص)

 

تحتل التدخلات الصينية في منطقة الشرق الأوسط والعالم اهتمام الدول، لما تشكله من محاولة بكين فرض سيطرتها على اقتصاديات دول وبالتالي السيطرة على الأنظمة لتنفيذ أجنداتها وتمرير سياساتها.

حسن الحسن الباحث والمحلل السياسي والزميل المشارك من معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن أكد ان الصين كسائر الدول العظمى لديها مصالح في مختلف دول العالم، فمنها ما هو سياسي كمسألة تايوان وبحر الصين الجنوبي، ومنها ما هو عقائدي كقضية الإيغور في إقليم شينجيانغ ومنها ما هو اقتصادي كاستثماراتها في إيران والعراق وافريقيا وغيرها.

وأضاف الحسن خلال مقابلة مع أخبار الآن ان الصين ليست لاعبا “جيو-سياسيا” في المنطقة العربية على عكس الولايات المتحدة المتواجدة عسكريا.

وفيما يتعلق بالاستثمارات الصينية في العراق، وعلاقتها بالمليشيات المسلحة التابعة لإيران، أكد الحسن انه لا يمتلك معلومات حول تعاون بين الصين وتلك الميليشيات في مجال النفط والصناعات ذات العلاقة، الا انه لا يستبعد وجود مثل هذا التعاون نظرا لما تتمتع به تلك الميليشيات من قوة سواء عسكرية او حتى سياسية في الحكومة العراقية.

 

 

أما فيما يتعلق بالاتفاقيات التي وقعتها الصين وايران في عدة مجالات، وخاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية وحتى الثقافية، وما تشكله تلك الاتفاقيات من بسط سيطرة بكين على النظام الإيراني، أكد الباحث والمحلل السياسي حسن الحسن ان الأرقام التي تم نشرها حول تكلفة تلك الاتفاقيات لا يمكن ان تكون دقيقة، مشددا على ان ما يتم الحديث عنه باستثمار الصين حوالي 400 مليار دولار في إيران هو أمر غير منطقي، وبالتالي فانه لا يعتقد بإمكانية تنفيذ هذه الاستثمارات على أرض الواقع.

 

 

وحول مدى استفادة الحرس الثوري الإيراني من الاستثمارات الصينية، قال الحسن ان الحرس الثوري هو أول الرابحين وآخر الخاسرين فيما يتعلق بأي نشاط اقتصادي إيراني، وبالتالي فان تدفق الاستثمارات الصينية لإيران ستصب في مصلحة الحرس الثوري والأذرع التابعة له.

 

 

اما فيما يتعلق بالتوسع الإيراني في المنطقة، أكد الحسن ان الصين ليست لديها مشكلة في هذا الأمر، بل بالعكس فان الصين تحاول مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الدولية، مشيرا الى ان الصين استخدمت حق النقض ” الفيتو” لمصلحة ايران اكثر من مرة.

وتعد الاتصالات أحد اهم الصناعات الصينية الرئيسية، فمن خلال المعدات والتقنيات المتقدمة تدخل الصين ليس فقط الى الأسواق التجارية ولكن الى شبكات الاتصالات الوطنية للدول، مما جعل عديد الدول تعبر عن قلقها من هذا الأمر ودفعها الى اتخاذ إجراءات لمنع استخدام المعدات الصينية في أنظمة اتصالها، حيث قال الباحث والمحلل السياسي حسن الحسن ان اغلبية الدول العظمى تتجسس على حلفائها قبل اعدائها وهذا الأمر ينطبق على  الصين التي تستغل الثغرات التكنولوجية من أجل مصالحها الخاصة، بالإضافة الى محاولات بكين خلق اعتماد على تطبيقاتها وبرامجها.