أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد القلاب)

منذ تولي ايمن الظواهري زعامة تنظيم القاعدة خلفا لزعيمها المقتول اسامة بن لادن في العام 2011، بدا التنظيم في رحلة الافول الحتمي بسبب قراراته وتوجيهاته لاتباعه من دون مبررات والتي بقيت لغاية اللحظة من دون اجابات.

احداث كثيرة اظهرت انحدار تنظيم القاعدة بقيادة ربانها “المسردب” الذي يفتقد للصفات القيادية والكاريزما اضافة الى قلة معرفته ودرايته العملية، الامر الذي تسبب لاحقا بظهور معارضين له من اتباع التنظيم كان له يد في اقصائهم بشكل او بآخر.

افلات الظواهري من قبضة الاستخبارات الروسية

ساهمت قرارات الظواهري المتخبطة في نبش دفاتر الماضي المتعلقة به، خصوصا مسألة اعتقاله في روسيا العام 1996 ولمدة ستة اشهر قبل ان يطلق سراحه رغم الادلة التي اثبتت تورطه الى جانب الادعاء الروسي الذي طالب بسجنه مدة ثلاثة اعوام.

نجح الظواهري بالافلات من قبضة أحد أشهر أجهزة الاستخبارات العالمية الذي يستخدم شتى أنواع الطرق للحصول على اعترافات المتهمين بما فيها وسائل التعذيب، وذلك رغم انه كان واحد من أكثر المطلوبين خطورة في العالم انذاك، وبعد اتهامه بالمشاركة في التخطيط لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981.

ووفقا لتقارير استخباراتية وصحف عالمية كان منها على سبيل المثال صحيفة “بيزنس إنسايدر”، تم اطلاق سراح الظواهري على اعتبار أنه اتى إلى روسيا لدارسة اسواقها التجارية، الامر الذي لم يبرره زعيم القاعدة الحالي للاعلام او حتى لاتباعه.

إيران محطة استراحة وعودة انطلاقة للظواهري ورفاقه

احتضنت ايران بشكل او باخر وبصورة تدعو للشكوك، ابرز قيادات تنظيم القاعدة وما انبثق عنها من تنظيمات موالية او مناوئة للتنظيم، الا ان اللافت بالامر كيف سمح النظام الايراني الذي يمتلك منظومة امنية مقفلة يصعب الافلات منها داخل اراضيها، بخروج اكثر الاشخاص المطلوبين دوليا وخاصة لها على اعتبار ان غالبية هجمات تلك التنظيمات استهدفت المدن والمناطق الشيعية تحديدا في العراق بعد اطلاق سراحهم.

مسألة التطرق الاعلامي للعلاقة بين القاعدة وإيران لم تمر مرور الكرام، خاصة ما اثير بشأن وثائق “آبوت أباد” ونتيجة لذلك اتهم الظواهري داخليا (تنظيم القاعدة) وخارجيا (تنظيمات جهادية اخرى مثل داعش) بان هناك علاقة سرية تربطه بالنظام الايراني الذي تستهدف مليشياته اهل السنة في العراق.

ويذكر، ان زعيم القاعدة أيمن الظواهري، دعا أتباعه وأنصاره لكي يجهزوا أنفسهم لحرب عصابات طويلة الأمد في العراق، لانقاذ السنة من الطغيان الإيراني، لكنه استمر في إبقاء قيادته العليا في إيران، واستمر في الحفاظ على علاقته مع أعلى المستويات في الحكومة في طهران.

ولعل ابرز الرسائل التي اخذت كدليل على علاقة الظواهري بايران، رسالة التوبيخ التي بعثها زعيم القاعدة لابي مصعب الزرقاوي ونصها تاليا: “وهل نسي إخواننا أننا وإيران بحاجة بعضنا البعض ولا يجب على أحدنا أن يؤذي الأخر خصوصاً في هذه الحقبة التي يتم فيها استهداف كلانا من قبل أمريكا؟”.

وفي الثالث عشر من اذار (مارس) العام 2016، وعلى سبيل المثال الأهم ضمن الامثلة التي هاجمت الظواهري وانتقدته، قام جابر بن عبدالله الجلاهمة ومحمد بن عبدالله الحصم، وهما إسمان معروفان ضمن الأوساط الجهادية، بإصدار خطاب مفتوح يدين الظواهري والقاعدة بسبب “الانحراف الواضح”، ووجها تساؤلات حول علاقة تنظيم القاعدة المشبوهة بإيران، والتي كانت كما وصفاها بأنها مصدر معاناة للسنة.

الظواهري وتهربه من تفسير ما تعرض له حمزة بن لادن

كعادته، وفي محاولة للتملص من الاحداث المثيرة للشكوك، تهرب زعيم القاعدة من حادثة مقتل نجل سلفه حمزة بن لادن، وجاء ذلك بنشره رسالة عن أهمية الحجاب وليس عن خسارة حمزة.

وادى تهرب الظواهري من الحديث عن مقتل حمزة الى توجيه اصابع الاتهام نحوه, على انه هو ودائرته الضيقة المعروفة بـ”المافيا المصرية” وراء مقتل نجل اسامة بن لادن.

وتعقيبا على ذلك قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي، في مقابلة مع “أخبار الآن”، إن المافيا المصرية ربما تكون هي من قتلت حمزة بن لادن، مشيراً الى أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية تريد أن تقطع شجرة أسامة بن لادن من خلال قتل جميع أفراد عائلته.

واكتفى الظواهري بعد حادثة مقتل حمزة بن لادن الملقب “بالأسد الشاب”، بتوجيه سلسلة رسائل وخطابات فارغة وجهها لأتباعه أو المتعاطفين معه أو مموليه.

الظواهري تسبب بـ “الاختراق المزدوج” للقاعدة

تسببت ادارة الظواهري المنفردة خاصة في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بخصوصية تنظيم القاعدة، بتوجيه الضربات المتتالية للاساسات التي ارساها اسامة بن لادن، وذلك بقبول بيعات الكثير من الجماعات من دون مبررات واضحة.

وأوضح أيمن فايد، أحد عناصر تنظيم القاعدة سابقاً في لقاء حصري لـ”أخبار الآن” ان القاعدة مرت بثلاث مراحل، مرحلة ما قبل القاعدة والمرحلة التي رافقت تأسيسها وأخيراً التي اعقبت ظهورها بشكلها النهائي.

وأشار فايد الى أن القاعدة ومنذ تزعم ايمن الظواهري لها، تعرضت لما يعرف بـ”الاختراق المزدوج” الذي نفذته الجماعات الجهادية المُنضمة لها بالاسم فقط من أجل العمل على اختراقها واضعافها وتحقيق الاستفادة المادية.

في سبيل الشهرة…الظواهري قَبل ما لم يقبل به بن لادن

ارتبطت شهرة أيمن الظواهري، في عمله بالعلاقات العامة في تنظيم القاعدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. و نال الظواهري شهرة أكبر حين أصبح زعيم تنظيم القاعدة الارهابي خلفا لبن لادن.

واراد الظواهري وفق ما ذكره الاستاذ فؤاد حسين الخبير بالجماعات المتشددة في لقاء خاص لـ”أخبار الآن” العام 2015، ان تسبق افعاله اقواله بعد فشله في الفترة السابقة , عندما اعلن عن توسع القاعدة في شبه الجزيرة الهندية , و فشله في اختطاف سفينة حربية ليقوم بعمل ضد البحرية الامريكية في اعالي البحار.

وسعى الظواهري، لإجراء مناورات عدة لرفع مكانته بعد موت بن لادن، حتى وان كان ذلك مخالفا لتوجهات سلفه، فقبل بجماعة الشباب، وبعد ذلك جبهة النصرة، لكنها تسببت بفشل كارثي للتنظيم.

وفي السياق ذاته، سلط المنشور الأخير لمؤسسة “بيان” المتخصصة بنشر بيانات تنظيم القاعدة، الضوء على مسألة اختيار أبو بكر البغدادي وابو محمد الجولاني على رأس تنظيمات موالية للقاعدة، واعتبر ذلك خطأ استراتيجيا كانت له عواقب كثيرة.

واتهم الكاتب الموالي لتنظيم القاعدة عدنان حديد، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بارتكاب ‘أخطاء استراتيجية‘متراكمة سبّبت الفوضى في الجهاد الشامي”ولعل اهم الاخطاء وفق الكاتب عدم ازاحة البغدادي من التنظيم، وسماحه بإرسال الجولاني على رأس بعثة إلى الشام. و”زادت القيادة العامة الخطأ الاستراتيجي عمقاً بتثبيت الجولاني على إمارة جبهة النصرة”.

وتبقى اسباب عدم مراجعة الظواهري لولاية البغداي بعد انتهاء مدة ولايته من جهة، وإخفاقه في اتخاذ قرار فوري بإعلان عزل الجولاني بعد فك ارتباطه مع القاعدة، غير معروفة لغاية اللحظة.

يشار الى أن زعيم التنظيم “المسردب”، وفي مساعيه لتصدر المشهد وأخذ دور الزعامة، خصوصاً في أواخر العام 1988 وقبل ان يظهر صراعه مع سيد إمام، كان يأخذ محاضرات الأخير وينسخها وينسبها لنفسه لاحقاً.