أخبار الآن | القاهرة – مصر (خاص)

في قراءة لأوضاع أحد أخطر التنظيمات حول العالم أي تنظيم القاعدة الذي شن هجمات أودت بحياة 3 آلاف شخص وجرحت عشرات الآلاف في الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من أيلول سبتمبر عام 2001، اعتبر خبير في شؤون الجماعات المتشددة أن التنظيم بات على شفا الهاوية لأسباب عديدة منها مقتل قائده ومؤسسه أسامة بن لادن ولاحقاً قتل نجله حمزة، إضافة إلى اتهامات تطال خليفة أسامة بن لادن أي أيمن الظواهري بعدم قدرته على قيادة التنظيم كما يجب.

الباحث والخبير في شؤون الجماعات المتشددة، ماهر فرغلي تحدث لأخبار الآن عن أوضاع القاعدة بعد 19 عاماً من هجمات أيلول سبتمبر التي تعتبر النقطة الفاصلة في تاريخ التنظيم، معتبراً أن التنظيم يواجه في الوقت الحالي التشرذم والضياع، وقال: “القاعدة الآن تواجه التشرذم، تواجه غياب القادة المؤثرين والفعالين،… غاب أبو مصعب عبد الودود… غاب قاسم الريمي وغيرهم، ناهيك عن الانقسامات المتتالية بين قادة القاعدة وخاصة الانقسامات التي حدثت في فرع التنظيم في سوريا وكذلك الانقسامات التي حدثت في أفريقيا”.

وأردف: “يعتبر قتل حمزة بن لادن مؤشر على ما يحدث داخل القاعدة، وهذا يدل على مدى اختراق القاعدة. حاول التنظيم خلق هالة تحيط بحمزة بن لادن أسوة بوالده ولكنه لم ينجح في ذلك. أرسل التنظيم أبو الخير المصري إلى سوريا وحاول أن يجعل منه رمزا كبيرا في ذلك البلد، ولكن تم الوصول إلى القيادي وقتله، وبالتالي فإن ما حدث لحمزة بن لادن يدل على عمق الأزمة التي يواجهها تنظيم القاعدة في الوقت الحالي”.

وعن مدى قدرة أيمن الظواهري على قيادة التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011، أكد فرغلي أن الظواهري فشل فشلاً ذريعاً في قيادة التنظيم، وقال: “لم يتمكن الظواهري في حقيقة الأمر من ملئ مكان بن لادن، وفي حقيقة الأمر أن بن لادن استطاع جمع كل الأراء من حوله حتى المخالفة له، وكانت تلك الأراء تقترب من القاعدة وتنسق معها بسبب وجود بن لادن على رأس التنظيم يضاف إلى ذلك الدعم المادي الكبير الذي قدمه بن لادن إضافة إلى تمكنه من أن يصبح رمزا للقاعدة. ومع غياب بن لادن حاول أيمن الظواهري أن يملئ المكان الشاغر لبن لادن ولكنه فشل في ذلك لأسباب كثيرة جدا منها اهتزازه فكرياً وإيدلوجياً بشكل كبير، وغيابه عن المشهد العام في القاعدة حتى بات يطلق عليه القائد المسردب، فهو لا يظهر إلا في مناسبات نادرة، وهو يدعي أنه لا يستطيع الظهور لأسباب أمنية وذلك عار عن الصحة بشكل تام وأتابعه انتقدوا عدم ظهوره مرارا وتكرارا، والنقطة الأهم من كل ما سبق أنه بايع طالبان وكما نعلم أن طالبان منقسمة إلى 3 أقسام: قسم حقاني وهو قسم قاعدي بامتياز، وقسم آخر يؤمن بضرورة الحوار مع أمريكا وقسم ثالث له مكتب في إيران ويتبع في قراراته لها. فعندما بايع الظواهري أمراء طالبان بعد مقتل الملا عمر، رأينا النقد اللاذع والكبير الذي يطال الظواهري من قبل أتباعه على اعتبار أنه يجب عدم مبايعة أي جهة تتحاور مع واشنطن، وهذه النقطة بالذات لعب عليها تنظيم داعش بشكل كبير واعتبر أن الظواهري بات تابعاً لطالبان وأنه لا يملك من أمره شيئاً وأنه لا يقود القاعدة في الحقيقة”.

وأردف: “يضاف إلى ما سبق ضعف شخصية أيمن الظواهري، واتهامه بالتواطئ ضد أصحابه، وأنه تم تجنيده من قبل أجهزة استخبارات عالمية، فمصطفى حامد أو كما يطلق عليه أبو الوليد، وهو شخص مؤثر في القاعدة وكان من المؤسسين لها ويدير في الوقت الحالي موقعاً إخبارياً في إيران، تحدث بكل صراحة أن تنظيم القاعدة ما بعد أسامة بن لادن ليس كما كان أيام الأخير، وأن التنظيم بات مخترقاً من قبل أجهزة الاستخبارات تحت زعامة الظواهري، وأنا أرجح بشكل كبير أن الظواهري تم تجنيده من قبل أجهزة استخبارات عالمية ومنها الاستخبارات الروسية”.

وعن أثر ظهور داعش على القاعدة، قال فرغلي: “ظهور داعش شكل هزة كبيرة للقاعدة، هزة من الناحية الفكرية والتنظيرات الجديدة التي خرج بها تنظيم داعش ومنها وجوب مبايعة البغدادي كإمام أوحد، وأن الظواهري ليس أمير ممكن ناهيك عن مسائل التكفير التي أحدثت هزة فكرية دخل القاعدة الأمر الذي دفع الكثير من اتباع التنظيم إلى الانشقاق عنه والالتحاق بداعش”.

الباحث في شؤون الجماعات المتشددة توقع أن الخلافات ستطغى على المشهد في القاعدة، وخاصة فيما يتعلق بمن سيخلف الظواهري، وقال: “هناك شقاق كبير سيحدث داخل القاعدة على من سيخلف الظواهري، هناك ترجيحات حول أبو محمد الزيات (أبو محمد المصري) الذي يعتبر الرجل الثاني بعد أيمن الظواهري وهناك إياد غالي في مالي وخالد باطرفي في اليمن، كل ذلك سيلقي بالتأكيد بتبعات لن تكون في صالح التنظيم”.