أخبار الآن | الأردن – عمان (خاص)

تُثار العديد من الأسئلة حول مصير تنظيم القاعدة بعد 19 عاماً من تنفيذه لهجمات 11 أيلول/سبتمبر التي ضربت الولايات المتحدة الأمريكية وشكلت حدثاً فاصلاً في تاريخ العالم وكذلك التنظيم.

وبدون أدنى شك فإن قتل زعيم القاعدة والأب الروحي لها، أسامة بن لادن في عام 2011، زاد الطين بلة بالنسبة للتنظيم دون أن ننسى ظهور داعش وصدامه مع القاعدة.

المعطيات السابقة شكلت أساساً للباحث والخبير الإستراتيجي الدكتور حسن أبو هنية، والذي اعتبر أن التنظيم بات ظلاً لما كان عليه وأصبح في طيات الماضي.

وقال في مقابلة مع أخبار الآن: “اعتقد أن تنظيم القاعدة في الذكرى 19 من أحداث إيلول/ سبتمبر لم يعد كما كان عليه، أصبح ظلاً لما كان عليه سابقا… أصبح يعاني من حالة من التفكك والأفول والتراجع سواء على مستوى القيادة المركزية في أفغانستان وباكستان أو حتى على مستوى الفروع. التنظيم لم يعد له ذلك الوجود الذي كان يتمتع به أيام حقبة أسامة بن لادن، ومع قيادة أيمن الظواهري تراجع التنظيم كثيرا وصعدت أيضا تنظيمات أخرى مثل تنظيم داعش”.

وأوضح: “منذ اغتيال أسامة بن لادن في 2 أيار/مايو 2011، والتنظيم يعاني وخاصة بعد تسلم الظواهري قيادة التنظيم. القاعدة اختلت بشكل كبير كما تحدثنا بعد قتل بن لادن وذلك لأن التنظيم كان يعتمد بشكل رئيسي على الكاريزما التي يتمتع بها بن لادن وقدرته على السيطرة على باقي فروع القاعدة. فمنذ هجمات ايلول والفترة التي تليها نفذ التنظيم مجموعة كبيرة من الهجمات الضخمة حول العالم مثل هجمات مدريد 2004 وهجمات لندن 2005 وغيرهما، بينما في عهد الظواهري لم نشهد على الإطلاق هجمات خارجية كبيرة ولا حتى هجمات محدودة وبالتالي بات دور القاعدة بات محصورا في إصدار البيانات والخطابات وفقد التنظيم الأم السيطرة المركزية على الفروع، بمعنى أن فروعا تمردت مثل فرع العراق، ومجموعات كبيرة في الصومال لم تعد تأخذ بيانات وخطب الظواهري على محمل الجد ولا يمكن أن ننسى فك جبهة النصرة ارتباطها بالقاعدة…  المحصلة التنظيم لم يعد كما كان عليه أيام بن لادن وأصبح دوره محدودا على إصدار الخطب والبيانات”.

وعن دور الظواهري في ضعف القاعدة، قال أبو هنية: “الظواهري يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في انهيار التنظيم. شاهدنا مؤخرا كيف كانت خطابات الجولاني زعيم  تحرير الشام في سوريا وأيضا تصريحات المفتي الشرعي أبو عبدالله الشامي التي انتقد فيها الظواهري بشكل لاذع، وهذا لم يكن ليحدث أيام حقبة بن لادن. إضافة إلى ما سبق تميز بن لادن بقدرته على جمع أشخاص وتيارات ومجموعات من بلدان متعددة وهو الأمر الذي افتُقد في عهد الظواهري وكلنا يعلم أن البنية الهيكلية للتنظيم أيام الظواهري تستند إلى قيادات تنفيذية من الجنسية المصرية فيما تم ايكال القيادات الفكرية إلى شخصيات من الجزيرة العربية وهذا الأمر الذي دفع الظواهري إلى الظهور بخطابات متعددة دون أي استراتيجية واضحة، وكان أحيانا يغيب أكثر من عام دون أن يكون له ظهور له رغم المشاكل التي تعانيها الفروع والتنظيم المركزي”.

الباحث في شؤون الجماعات المتشددة، اعتبر أن فقدان القاعدة لكثير من القيادات المؤثرة ساهم بشكل كبير في ضعف التنظيم، وقال: “التنظيم فقد القادة العملياتيين الكبار وعلى مدى سنوات خسر مخزونه الاستراتيجي. ومع صعود تنظيم داعش توجهات الكثير من القيادات الكبيرة والمقاتلين الأجانب إلى الأخير، ونذكر ضمن السياق مقتل الوحيشي الذي كان مرشحاً لخلافة الظواهري وكان نائبا له وكذلك قتل قاسم الريمي وشاهدنا كيف حدث انقسام في فرع التنظيم في الجزيرة العربية أي في اليمن بعد مقتل الريمي، ولاننسى أيضا مقتل دروكدال وبالتالي لم يعد لتنظيم القاعدة وجود حقيقي في المغرب… التنظيم فقد الكثير من القيادات وأصبح ظلا أو شبحاً ولم يعد له وجود مؤثر”.

وفي ختام اللقاء شدد أبو هنية على أن التنظيم بات من الماضي وقال: “القاعدة مرحلة طويت لم يعد بالإمكان إحياء التنظيم لأن هناك جماعات أشد راديكالية وأكثر خطورة من القاعدة ورثت التنظيم كما حدث مع فرع القاعدة في بلاد الرافدين، حيث تمرد على التنظيم الأم وأنشأ تنظيم داعش”.