أخبار الآن | كوريا الشمالية (خاص)

بعمليات تجاوزت قيمتها ملايين الدولارات، تواصل كوريا الشمالية هجماتها الإلكترونية مستهدفة بنوك ومصارف وشركات ضخمة كان آخرها استهداف مؤسسات للعملات المشفرة عبر استخدام إعلان دعائي لوظائف وهمية من خلال موقع “لينكد إن” الشهير.

وعبر تجنيد شبان صغار، بدأت بيونغ يانغ بتوسيع عمليات قرصنتها لتركز على قطاع العملات المشفرة وتستهدف مؤسسات وبنوك تاركة بصمة تخريبية وراء عملياتها واستنزاف لأحد مصادر الدخل العالمية.

الخبير التقني الدكتور أشرف بني، تحدث مع أخبار الآن عن الطرق التي تستخدمها بيونغ يانغ في عمليات القرصنة وقال: “العمليات التي تتبعها كوريا الشمالية في القرصنة تكون عبر اتباع طرق عدة منها التقليدية كزرع برامج خبيثة على أجهزة المستخدمين، وأجهزة الصراف والأجهزة التي تستخدمها البنوك، كذلك تتبع كوريا الشمالية عمليات اخرى أكثر تعقيدا عبر استخدام الشبكات لتجميع أموال في نهاية المطاف”.

وأردف: “كوريا الشمالية في فترة من الفترات كانت تفتقر إلى الأدوات الحديثة التي تستخدم في عمليات القرصنة، إلا أنه في الوقت الراهن بدأت بيونغ يانغ باستخدام أدوات ووسائل أكثر تعقيدا… على سبيل المثال عملية القرصنة التي تم كشفها مؤخرا باستخدام موقع “لينكد ان” إضافة إلى استهداف البنوك كالبنك المركزي في بنغلادش ووصلت الخسائر في تلك العملية إلى 81 مليون دولار إضافة إلى محاولة استهداف بنوك في أمريكا والهند وسيريلانكا ودول أخرى”.

الخبير التقني أكد أن القرصنة يحاولون إضافة إلى ما سبق استهداف نقاط المبيعات النهائية عبر استخدام طرق عدة منها الخوارزميات المكتوبة.

وعن تجنيد بيونغ يانغ لكوريين بهدف تعليمهم القرصنة، قال بني: “كوريا الشمالية بلد معزول، تحاول بيونغ يانغ الحصول على مصادر دخل لكسر العزلة المفروضة عليها، تم إنشاء وحدة كاملة في الجيش الكوري الشمالي يتم من خلالها استقطاب شبانا صغار  السن، يخضعون لبرامج تعليمية تعلمهم البرمجة وطرق القرصنة باستخدام الوسائل الحديثة. طبعا كوريا الشمالية تلجأ للقرصنة عبر العملات المشفرة وذلك لما تشكله تلك العملات من كنز ليس من السهولة تتبعه في حال قرصنته، كما أنها تمثل مصدر دخل كبير لبيونغ يانغ”.

وتابع: “اليوم نتحدث عن أكثر من 1800 شخص كوري شمالي ممن فقط تم كشف تورطهم في عمليات القرصنة ونتحدث كذلك عن أموال ضخمة تجنى من خلال عمليات القرصنة قدرتها مجلة “فوربس” بنحو 760 مليون دولار فقط خلال عام 2019″.

المنطقة العربية وبنوك تضم رؤوس أموال ضخمة لمستثمرين عرب، لم تشكل استثناءً من عمليات قرصنة كوريا الشمالية، بل عمدت بيونغ يانغ إلى استنزاف الاستثمارات العربية وسرقتها بهدف مد اقتصادها المترنح بمصدر آخر للدخل، وقال الخبير التقني: “من المهم التأكيد على أن العمليات التي تديرها كوريا الشمالية بهدف القرصنة لا تستهدف فقط بنوكا ومؤسسات مالية في شرق آسيا وأوروبا وأمريكا فقط، بل تستهدف أيضاً بنوكاً موجودة في المنطقة وبنوك آخرى عالمية تضم مستثمرين عرب. طبعا ذلك يمثل تحدياً كبيرا وخاصة أن بيونغ يانغ تتبع أساليب خبيثة في القرصنة مثل استدراج مدراء الخزينة في البنوك، واستخدام شبكات اللينكد أن وعروض التوظيف ويحاولون كذلك استغلال المعلومات التي تصل إليهم، وهنا لابد أن نشير إلى أن كوريا الشمالية تقرصن أجهزة الصرافة المالية المنتشرة في دول العالم، وتشير التقديرات إلى أن بيونغ يانغ قرصنت أكثر من 14 ألف جهاز صرافة حول العالم في آخر عملية لهم”.

الظروف الصعبة التي تعيشها كوريا المشالية جراء انتشار فيروس كورونا والأمطار الأخيرة التي أتت على جزء كبير من الثروة الزراعية وانتشار الفقر، كل ذلك سيلعب دورا في مستقبل ذلك البلد، دون أن ننسى بطبيعة الحال مرض الزعيم الكوري كيم جونغ أون والتكهنات التي تتحدث عن تسلم شقيقته الحكم من بعده في حال وفاته.

وضمن السياق السابق، قال الدكتور عبد الكريم الطحاوي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الزقازيق المصرية: “هناك نوع من أنواع التفويض التي تم منحها لشقيقة الزعيم الكوري، ولو أننا فرضنا جدلاً أن كيم قد توفي أو أن حالته الصحية خطيرة للغاية فإن السياسة التي ستتبعها شقيقة الزعيم الكوري لن تكون إلا امتداداً للسياسة التي كان كيم قد انتهجها وبالتالي فإن مرض أو وفاة الأخير لن يغير شيئاً من سياسة كوريا الشمالية”.

وأردف: “اتوقع أن بيونغ يانغ لن تستطيع العيش طويلاً بمعزل عن العالم، ولا بد لها أن تعود إلى العلاقات الدولية السليمة وهنا لا ننسى دعم الصين لبيونغ يانغ وأثره على قرارات الأخيرة”.

وسواءً فارق كيم الحياة أو بقي ممسكاً بمقاليد الحكم، فإن الأوضاع السياسة والاقتصادية والتغيرات الدولية، كل ذلك سيفرض على بيونغ يانغ أن تغير سياستها في المستقبل ولو كان ذلك بعيدا عن رضى وطموح العائلة الحاكمة في ذلك البلد….