أهلا بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية نغطي فيها الفترة من ١٦ إلى ٢٢ أغسطس ٢٠٢٠.

 

 

في العناوين:

– داعش يُمنى بخسائر جسيمة:

في إفريقيا مع أنباء عن مقتل أمير التنظيم الصحراوي الجزّار؛

في اليمن مع أنباء عن هزيمتهم في قيفة وأسر أمير ذي كالب

وفي أفغانستان مع أنباء عن قتل كبير شرعيي التنظيم ومهندس اقتحام سجن ننغرهار

– تحالف جديد لقوى القاعدة في باكستان يُنذر بعهد جديد من الحرب

ضيفا الأسبوع:

مشير المشرعي، رئيس تحرير عين اليمن الإخبارية

والدكتور إسفنديار مير، الباحث في مركز ستانفورد للتعاون والأمن الدولي في كاليفورنيا الأمريكية

المرصد 50 | داعش يُمنى بخسائر جسيمة في إفريقيا واليمن وأفغانستان أهمها مقتل "الجزّار" أمير التنظيم في مالي

الأستاذ مشير المشرعي

المرصد 50 | داعش يُمنى بخسائر جسيمة في إفريقيا واليمن وأفغانستان أهمها مقتل "الجزّار" أمير التنظيم في مالي

الدكتور أسفنديار مير

مقتل الجزار

وقع انقلاب في مالي في ١٨ أغسطس ولما يتضح بعد كيف سيؤثر في حركة الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة الحدودية (ليبتاكو غورما) بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

في الأثناء، كر وفر بين داعش وتحالف نصرة الإسلام والمسلمين الموالي للقاعدة. وإن كان لهذا التحالف اليد الطولى؛ مع تواتر أنباء عن أنّ عبدالحكيم الصحراوي، أو الجزّار، زعيم داعش في غرب إفريقيا والساحل قُتل في عملية للجيش الفرنسي في ١٧ أغسطس في منطقة تماليت قرب الحدود مع نيجيريا. إبراهم أق، الذي يرصد من مالي، قال إن الجزاء انفصل عن مقاتليه وتساءل: هل خانه جنرالاته؟

 

ماسيمبوا دي برايا

في ١١ أغسطس وردت أنباء أن داعش موزمبيق احتلوا ميناء ماسيمبوا دي برايا في إقليم كابو ديلغادو. الجيش توجه إلى المنطقة وأعلن الحظر في مكان آخر.

اللافت هو أن داعش إلى الآن لم يتحدث عن الموضوع. عدد النبأ لهذا الأسبوع الصادر الخميس ٢٠ أغسطس لم يذكر موزمبيق ولا مرة واحدة. آخر منشور عن موزمبيق في وكالة أعماق كان خبر قتل ٥٠ جندياً من تاريخ ٦ الجاري.

 

ماذا يجري في اليمن؟

هذا ما نعرفه حتى الآن. صحيفة النبأ في عددها ٢٤٨، عنونت ما يشي “بانتصارات” يحققها مقاتلو داعش في قيفة. لكن على الأرض، الأمور مختلفة، وبالتدقيق في العناوين الفرعية نفهم القصة. النبأ لم تقل أن داعش انسحب من قيفة. قالت إنهم “انحازوا” أي انسحبوا إلى منطقة في قيفة، ولحق بهم الحوثيون. وكتبوا عن “صمودهم” طوال عامين من “الحصار” ولاموا “تقاعس الأطراف الأخرى عن المواجهة” وهنا يعنون القاعدة والقبائل. ووصفوا المعارك بأنها “ملحمة” وختموا، وهذا مهم، بأن دواعش آخرين “سيواصلون الطريق.”

وهذا بالضبط ما فهمه أنصار داعش خاصة الموجودين في اليمن. إحباطهم كان واضحاً لا يختلف عن حال أنصار القاعدة الذين انسحبوا من قيفة في وقت مبكر من المعارك. إلى أين انسحب داعش؟ أنصار التنظيم يقولون إن ذلك أصبح مسألة أمنية.

حساب باسم مرآة حضرموت المعارض لكل الأطراف في اليمن، نشر نهاية الأسبوع صورة قال إنها لأمير ذي كالب الداعشي وقد أسره الحوثيون. وأخبر في منشور آخر عن أن داعش “غدر” بالقبائل التي كانت تقاتل في الصفوف الأولى بحجة عدم مبايعتهم البغدادي؛ فانقلب السحر عليهم ووقعوا أسرى لدى الحوثيين.

 

اليوسفي

قتل الطبيب مُظهر اليوسفي في الصومعة لا يزال يثير جدلاً وغضباً وربما يكشف عن حالة مستعصية في قاعدة اليمن. مشير المشرعي، الصحفي اليمني ورئيس تحرير عين اليمن الإخبارية قال إن عناصر قيادية في قاعدة اليمن شعروا بالصدمة من قتل الطبيب بهذه الطريقة وهو ما يرجح نظرية وجود انشقاق في التنظيم أو جناح رديف لباطرفي زعيم التنظيم. واعتبر أن ذلك يؤذن بانكماش التنظيم في ولاية البيضاء جنوب صنعاء. حتى الآن، لم يصدر التنظيم أي خبر رسمي بهذا الخصوص.

 

خسائر داعش في أفغانستان

في أفغانستان، قالت السلطات إنها قتلت عبدالله أوراكزاي، كبير شرعيي داعش والذي يُعتقد أنه العقل المدبر وراء اقتحام سجن ننغرهار. وهنا علينا أن نميز بين عبدالله أوراكزاي وأسدالله أوركزاي، كبير أمنيي داعش، الذي قتل في أفغانستان مطلع الشهر الجاري.

وبالحديث عن داعش في أفغانستان، صدر هذا الأسبوع تقرير قيّم للباحث الأفغاني عبد السيد عن الأمير الجديد للتنظيم، “الدكتور” شهاب المهاجر، الذي يُعتقد أنه من بدل شرق أوسطي وكان سابقاً مع القاعدة.

 

تحالف طالبان

في باكستان، ظهر تحالف جديد للقاعدة هذا الاسبوع. جماعة  الأحرار بزعامة عمر خالد الخراساني، وحزب الأحرار بزعامة عمر خراساني، اندمجا في تنظيم طالبان باكستان بزعامة أبي منصور عاصم مفتي نور ولي محسود؛ مُنذرينَ بعهد جديد للحرب في القارة الهندية.

في ردود الفعل، انصار داعش اعتبروا الاندماج “خزعبلات” على أساس أنهم “كانوا أصلاً في الجماعة وانشقوا عنها، ثم الآن عادوا.” أنصار القاعدة استبشروا بأن “باكستان على خطى أفغانستان”.

الدكتور أسفنديار مير، من مركز ستانفورد للأمن والتعاون الدوليين في كاليفورنيا، اعتبر هذا تطوراً مهماً وقال إن زعيم طالبان باكستان يسعى إلى لمّ شتات الجماعات الجهادية في قوة واحدة وهو في نفس الوقت “يختار” الأفضل ليكون ضمن هذا التحالف الجديد. وهو ما قد يعني الكثير بالنسبة للقاعدة والظواهري. يذكّر الدكتور مير بسلوك طالبان باكستان ويقول: “ولا ننسى أن طالبان الباكستانية شنوا هجمات في الماضي نيابة عن القاعدة. وهم فخورون بهذه العلاقة مع القاعدة. وأكاد أجزم أنهم سيلعبون هذا الدور مرة أخرى. ماذا يعني هذا بالنسبة للقاعدة مستقبلاً؟ ربما سيسعى جزء من القاعدة إلى الاختباء تحت مُسمّى طالبان الباكستانية في مناطق نفوذهم شرق أفغانستان أو أجزاء من باكستان .وربما نشهد تعاوناً في الهجمات بين التنظيمين. القاعدة معنية بشن هجمات في المنطقة وفي دول أخرى. وتحريكي طالبان الباكستانية قد يشكلون أداة مهمة لتنفيذ خطط القاعدة.”

 

“تُهم معلّبة”

أصدرت الهيئة توضيحاً حول اعتقال بلال عبدالكريم الصحفي الأمريكي المقيم في شمال سوريا، وقالت إنه متهم بالترويج لأكاذيب “تمس” مؤسسات الهيئة؛ وعقد لقاءات مع مطلوبين للأمن.

معارضو الهيئة قالوا إن هذه التهم “معلبة يتوارثها المستبدون” من قبيل “الإساءة للذات الأميرية”. واعتبروا أن ملاحقة الروس والقائمين على المعرض التشكيلي أولى من ملاحقة بلال.

الهيئة رفضت أيضاً تكفيل توقير شريف أبي حسام البريطاني الذي اعتقل للمرة الثانية بعد مشاجرة مع أحد سجّانيه منتصف الشهر.

 

عرب سعيد

ازدادت وتيرة الاحتجاجات ضد الجولاني في عرب سعيد تحديداً وهي التي كانت معقلاً رئيساً لحراس الدين قبل أن تنقض عليهم هيئة تحرير الشام في الشهرين الماضيين. المحتجون طالبوا بإطلاق سراح أبي عمر منهج، أحد أبناء البلدة، والمعتقل لدى الهيئة. الهيئة تقول إنه سارق “محتطب”، وأنصاره يقولون إنه رفض مساندة الهيئة ضد الحراس. أمنيو الهيئة أطلقوا النار على المتظاهرين. وعمّ إضراب في البلدة. واعتقل أحد أعيانها، ثم أطلق سراحه. معارضو الهيئة اعتبروا كل ذلك تذكيراً بممارسات نظام بشار الأسد ضدّ معارضيه.

 

المقدسي في فخ داعش

تجددت المناكفات بين جماعة أبي محمد المقدسي وجماعة هيئة تحرير الشام. المقدسي نشر صوتية لما قال إنه توثيق للتعذيب في سجون الهيئة. القصد من الصوتية كان دعم موقف بلال عبدالكريم المعتقل لدى الهيئة منذ  ١٣ الجاري. لكن في قلب هذه الصوتية كان سعد الحنيطي. وهو أردني يحمل شهادة الدكتوراة وكان من أوائل من التحق بجبهة النصرة ثم أصبح كبير شرعيي داعش. الرجل معتقل لدى الهيئة.

أنصار الهيئة انقضوا على المقدسي الذي برأيهم له تفكير ” قائم على الدفاع عن الخوارج (داعش).” وخصصوا موقعاً لتفنيد كلام المقدسي الذي اعتبروه “يُفرّق” الجماعاتِ الجهاديةَ ويضربُ بعضَها ببعض؛ وخاصة ما يتعلق بـ”تكفير هيئة تحريرالشام”.

أنصار المقدسي انبروا للدفاع عنه والتذكير بكتاب الثلاثينية الذي كان يُدرّس في جبهة النصرة، البراند الأول للهيئة.

 

عقدة المعرض التشكيلي

الأسبوع الماضي، تحدثنا عن انتقادات شديدة وجهها أنصار القاعدة للهيئة بسبب إقامة معرض للفن التشكيلي في إدلب.

المعارضون قالوا إن فيه اختلاطاً ورسوماتٍ لبشر وحيوانات وموسيقى. هيئة تحرير الشام استدعت الطالبة التي أقامت المعرض، واعتقلت الرجل الذين استضافه في معهد القِبالة. الكوادر الطبية في مشافي إدلب احتجوا على الاعتقال، ورفعوا شعارات مثل “نحن نفتتح معارض وفنون وهم يفتتحون هيئات وسجون”. في نهاية الأسبوع تضاربت الأنباء حول ما إذا أطلق سراح الرجل الصيدلاني.

 

التركستان والجولاني

للمهتمين بتحركات التركستان، منشوران هذا الأسبوع مهمان.

حساب جلاد المرجئة الموالي للقاعدة كتب: “نصيحة ونداء من الشام إلى الطالبان وقيادة التركستان في خراسان”

يتحدث فيه عن كيف تمكن الجولاني من خلع عباءة القاعدة عن التركستان وإحكام السيطرة عليهم بالتهديد والوعيد.

وكيف عُزل أبي محمد إبراهيم من إمارة التركستان في الشام وأعيد إلى أفغانستان؛ وكيف عُيّن أمير جديد “متهور” موالي للجوالي.

وعليه، كيف كانت العلاقة بين جناحي القاعدة في الشام: التركستان وحراس الدين؛ وكيف تحوّل التركستان الآن إلى أداة يُحرَض بها الجولاني ضد الحراس.

 

داعش/بوكو يخطفون المئات

مع نهاية الأسبوع الماضي، اختطف داعش أو بوكو حرام – الحقيقة بات صعباً التمييز بين الاثنين- اختطفوا المئات من بلدة كوكاوا في أقصى شمال شرق نيجيريا قرب الحدود مع تشاد. هؤلاء كانوا عائدين من مخيمات نزحوا إليها بعد بطش بوكو حرام في ٢٠١٨. مصير المختطفين غير معلوم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

الحقوقي النيجيري بولاما بوكارتي قال إن داعش يريد أن يعيد سيطرته على المنطقة من أجل حلب الضرائب من المواطنين.